شهادات وهمية للبيع (الحلقة الرابعة).. ضوابط منح الدكتوراة الفخرية "غير المضروبة"

في الحلقات الثلاث السابقة من ملف "شهادات وهمية للبيع"، كشف "صوت الأمة" عن طبيعة وظروف التوثيق المزوّر للشهادات، واستخدام أسماء الجامعات العالمية والدولية في خداع الضحايا واستنزاف أموالهم، وعرفنا أن بعض الأثرياء والمشاهير والشخصيات العامة يعوّضون النقص الذي يشعرون به بالحصول على شهادة دكتوراة أو ماجستير لاستخدام اللقب والشعور بالوجاهة.

في الحلقة الرابعة من ملف شهادات وهمية للبيع، يكشف "صوت الأمة" القواعد الأساسية للحصول على درجة الدكتوراة الفخرية الرسمية المُعتمدة، وفق الأسس والضوابط والأحكام والقواعد القانونية المنضبطة.

بحسب الضوابط، يتقدم الراغب في نيل درجة الدكتوراة الفخرية بطلب للجامعة. ويجب أن يكون للمتقدم تأثير كبير فى مجتمعه أو محيطه الإنساني، أو أن يكون من الرؤساء أو الشخصيات العامة أو الأدباء والعلماء والفنانين. ويُرفق المتقدم بطلبه السيرة الذاتية والمؤهلات العلمية ومُبرّرات ترشّحه، على أن تُراجع المرفقات وتُدرس بواسطة مجلس البحث العلمي والدراسات العليا؛ للتحقق من توافر الشروط.

تُعرض أسماء المتقدمين للحصول على الدكتوراة الفخرية على لجنة من مجلس الكلية أو الجامعة المانحة للدرجة، تتكون من أساتذة أكاديميين ورجال دولة وعدد من كبار الجامعيين. ويُصدر مجلس الكلية أو الجامعة المختص قرارا بفرز الترشيح واقتراح الموافقة من عدمها. وتُصدر اللجنة قرارها بمنح المُتقدّم الشهادة من عدمه. على أن تُعتمد الدرجة العلمية الفخرية وتُمنح لحائزها في احتفال رسمي يحضره مسؤولو الجامعة والتعليم العالي والشخصيات العامة والمرشحون.

الدكتور عماد كامل، الأستاذ المتفرغ بجامعة شبين الكوم، يقول إن فوضى الدكتوراة الفخرية نوع من المجاملة المجانية لكثيرين من رجال المجتمع المغمورين، مشيرا إلى أن منح الدكتوراة الفخرية لا يخضع لقواعد تنظيمية وإجرائية فقط، وإنما يتطلب أُسسًا فنية وصفات شخصية فيمن يحصل على هذه الدرجة.

وأوضح "كامل" في تصريح خاص لـ"صوت الأمة" أن الدكتوراة الفخرية تُمنح لشخصياتٍ ذات تأثير كبير وعظيم في المجتمعات، كالمخترعين أو المبدعين البارزين في ميدان من ميادين الفنون والعلوم والآداب. إذ إن منح شخصية من الشخصيات الدكتوراة الفخرية هو أمر من قبيل الاحتفاء والتكريم المتميز له وللمؤسسة التعليمية المانحة على حد السواء، ومن الطبيعي أن يكون منح الامتياز من اختصاص المؤسسات التربوية العريقة في أي بلد، بل يفترض حصول الجامعة التي تمنح الدكتوراة الفخرية على ترخيص بمنح هذه الدرجة، وبعد سنوات من حصولها على الترخيص يحق لها مباشرة هذا الأمر.

وأشار الأستاذ المتفرغ بجامعة شبين الكوم إلى أن منح الدكتوراة الفخرية يتطلب عدة أمور، هي: صلاحية الجامعة قانونا لمنح شهادة الدكتوراة الفخرية. والالتزام بالقواعد والأعراف المتبعة في منح مثل هذه الدرجة، وأن تكون للحاصل على الدكتوراة الفخرية أعمال مبدعة في التخصصات العلمية أو الإنسانية أو الوطنية، وأن يكون ذا أثر واضح ونتاج مهم، ليس فقط في الأطروحات والمؤلفات، والأهم أن تكون المؤسسة المانحة للشهادة جامعة عريقة ذات تراث علمي وفكري ومصداقية أكاديمية.