شهادات وهمية للبيع (الحلقة الأولى).. احصل على الدبلومة بـ2000 جنيه من كامبردج فيصل
الإثنين، 01 أكتوبر 2018 06:00 مكتب أشرف أمين
الاحتيال والخداع والتزييف أمور خطيرة إن ارتبطت بالتدليس والغش في بيع سلعة غذائية أو قطعة ملابس، وقتها يستدعي الأمر تدخل عشرات الجهات، بينما لا يتدخل أحد في التدليس العلمي، رغم أنه الأكثر خطرا.
مافيا الشهادات العلمية والألقاب والمناصب الوهمية أصبحت أكثر نشاطا، وتوسع الأمر حتى صارت له سوق معروفة ورائجة، تتوسطها أماكن صغيرة ومجهولة المصدر، لكنها تملك أسماء براقة، وتمنح ألقابا وشهادات مُغرية للبعض من الباحثين عن الوجاهة والهالة الاجتماعية. ما يستدعي نظرة من الحكومة والوزارات والجهات المعنية بهذا الأمر.
بعيدا عن التعميم، رصد "صوت الأمة" واقعة محددة يكشف تفاصيلها في الحلقة الأولى من ملف "شهادات وهمية للبيع"...
بدأت الواقعة بإعلان عبر أحد المواقع الإلكترونية يحمل اسم جامعة عالمية، ويؤكد قدرة إحدى الجهات المحلية على منح شهادات صادرة عن هذه الجامعة، دبلومة وماجستير ودكتوراة في مختلف التخصصات. اتصلنا برقم الهاتف المدوّن في الإعلان لنسأل عن تفاصيل الحصول على هذه الشهادات ومدة الدراسة؟.. أجاب الطرف الآخر بأنهم يمنحون الشهادات عن طريق التعليم عن بُعد بالتواصل مع الجامعات العالمية، وأنهم وكلاء لها في منطقة الشرق الأوسط، ثم فاجأنا بالقول: أي تفاصيل تانية حضرتك ممكن تشرّفنا ومش هنختلف يا أفندم.
على باب بناية متواضعة في شارع الملك فيصل بالجيزة، توجد لافتة باسم "أكاديمية أكسفورد". دخلنا مقر الأكاديمية في الطابق الثالث فوجدناه عبارة عن شقة مكونة من حجرتين وصالة. أخبرنا السكرتارية بحاجتنا لشهادة علمية، فأدخلتنا إلى شخص في مكتب صغير، قال إنه أحد الأساتذة في الأكاديمية، وعندما سألناه عن كيفية الحصول على شهادة علمية، أجاب بأن هذا المقر لا يعرف سعر الدبلومة المتخصصة والماجستير والدكتوراة، لكننا عرفنا بعد ذلك أن الأسعار تتراوح بين 1500 و2000 دولار، حسب جهة الاعتماد التي يريدها "الزبون".
أثار انتباهنا عدم سؤال هذا المسؤول عن مؤهلاتنا، وأن كل ما طلبه هو "العربون". سألناه عن المواد التي سندرسها فأجاب بأن كل هذا لا يهم، متابعا: "شوف أي تخصص تريده، ونحن نرسل للأكاديمية، وتصلك الشهادة مُعتمدة خلال 15 يوما".
بالتفاوض اتفقنا مع مسؤول الأكاديمية "الوهمية" على ثمن شهادة دبلومة متخصصة في الإعلام، حوالي 2000 جنيه، على أن نتعاقد بعدها على الماجستير أو الدكتوراة، فوافق على الأمر. قدمنا له صورة البطاقة وقمنا بملء استمارة بكل البيانات عن تخصص الدبلومة، ودفعنا العربون مع وعد بدفع باقي المبلغ عند استلام الشهادة.
بعد 48 ساعة اتصل المركز وقال إن الشهادة متاحة، وعلينا زيارته لاستلامها، فأجبناه بأن "الرقم غلط". انتهى الموقف وبقي السؤال المُحيّر: كيف أحصل على دبلومة متخصصة في الإعلام من أعرق الجامعات الأوربية "كامبريدج" في يومين فقط وبـ2000 جنيه؟!
نموذج من شهادات الدبلومة الوهمية
نموذج للشهادات الوهمية