محنة نوبل في الآداب.. فضيحة التحرش الجنسي تؤجل أحلام المشتاقين
الإثنين، 01 أكتوبر 2018 09:00 موجدي الكومي
تشهد جائزة نوبل هذا العام محنة من نوع خاص، إذ تسببت فضيحة التحرش الجنسي التي لحقت بزوج إحدى أعضاء لجان التحكيم بالجائزة في أن يتم حجب الجائزة في فرع الآداب لأول مرة منذ 70 عاما.
وانطلقت اليوم الاثنين الأول من أكتوبر موسم إعلان جائزة نوبل في فروعها المختلفة، بإعلان فوز العالمين جيمس أليسون وتاسكو هونجو بجائزة نوبل للطب لعام 2018.
وكانت محكمة سويدية، قد أدانت جان كلودي بتهمة الاغتصاب، في فضيحة التحرش الجنسي التي أدت إلى إلغاء جائزة نوبل في الآداب هذا العام، حيث يواجه جان تهمة اغتصاب امرأة عام 2011.
وجان كلودي هو مصور وله علاقات وثيقة بأكاديمية نوبل، وزوج شاعرة تدعى كاتارينا فروستنسون، وهي عضو بالأكاديمية، ويمتلك الزوجان منتدى ثقافي، أو مركزا ثقافيا، في ستوكهولم، حصلا من خلاله على تمويل من الأكاديمية.
وقال كارل هنريك هيلدين رئيس مؤسسة نوبل في بيان، نشرته نيويورك تايمز شهر مايو الماضي، إنه طالما واجهت المجموعة التي تختار الفائزين في فرع الآداب مشكلة خطيرة جدا، فأننا سنجد أنفسنا مضطرين لتأجيل منح الجائزة هذا العام، لأن قرار الجائزة لن يكون موثوقا فيه.
وكتب عضو آخر بأكاديمية نوبل وهو المؤرخ بيتر إنجلند، في رسالة بالبريد الإليكتروني لنيويورك تايمز: «أعتقد أن هذا قرارا حكيما مع الأخذ في الاعتبار كلا من الاضطراب الداخلي للأكاديمية، وما أعقب ذلك من تشويه سمعة للأشخاص، والكفاءة، والمكانة العامة للجائزة، من سيهتم حقا بقبول هذه الجائزة في ظل الظروف الحالية؟».
وحسب تقرير لنيويورك تايمز اليوم الاثنين، قال محامي جان كلودين، إن موكله سيستأنف الحكم، وقد نفى في السابق المزاعم ضده، ووصفها بأنها المطاردة الساحرة.
والاتهامات التي يواجها جان كلودي، البالغ من العمر 72 عاما،تسببت في إلحاق أضرار بالغة بسمعة الأكاديمية السويدية، التي تمنح جائزة نوبل في الآداب، وأطلقت سلسلة من الاتهامات المضادة والصراعات داخل أروقة الجائزة.
جين كلاودي أحد أعضاء جائزة نوبل المتهم بالاغتصاب في استوكهولم
وفي نوفمبر العام الماضي، أفادت الصحيفة اليومية السويدية داجنس نيهيتر، أن 18 امرأة اتهمت جان كلودي بالاعتداء الجنسي أو المضايقة الجنسية، وقال كثيرون أنهم تعرضوا لسوء المعاملة في المنتدى النوبلي، أو ممتلكات مملوكة لأكاديميين في ستوكهولم وباريس، وغطت الاتهامات فترة 20 سنة.
وفي العديد من الحالات التي واجه فيها متحرش نوبل اتهامات، تسبب مرور الزمن عليها في استحالة إقامة دعاوى، نظرا للقانون السويدي، لكن في يونيو الماضي، اتهم المدعون العامون، جان كلودي بتهمتي اغتصاب، وكلاهما يتعلقان بنفس المرأة، فيما يتعلق بوقائع منفصلة في عام 2011.
وكانت ضحية جان كلودي، التي تعمل كاتبة وأكاديمية، قد ذهبت إلى الشرطة بعد بضعة أيام من تقرير الصحيفة السويدية، وقالت أنها لم تتقدم في وقت سابق، لأن جان كلودي كان مقربا من رئيسها.
ووفقا لنيويورك تايمز، فإن ممثلي الإدعاء، قال: أجبر جان كلودي المرأة على ممارسة الجنس معه، في 2011، واغتصبها وهي نائمة في ديسمبر نفس العام، وهو ما أدى إلى مشهد اليوم الأول من أكتوبر 2018، أن تفتتح جائزة نوبل موسمها بدون جائزة فرع الآداب، منذ ما يقرب من 70 عاما، حيث تمزقت الأكاديمية السويدية تحت وطأة الفضيحة المدمرة لقضية التحرش، بسبب ارتباطها بجان كلودي ومن المقرر أن تعلن جائزة الآداب العام المقبل.
وفي أعقاب الكشف عن الفضيحة، قطعت الأكاديمية السويدية روابطها بالمنتدى الثقافي الذي يرأسه جان كلودي، ولكنها رفضت طرد زوجته كاتارينا فروستنسون، وهي شاعرة معروفة.
ومن الأسماء المرشحة دائما عربيا لنيل الجائزة الشاعر السوري أدونيس، وإن ظلت عملية الترشيحات للأسماء قيد الكتمان، والسرية.
وبالطبع لا يغيب عن قارئ هذه السطور، أن عربيا، نال الجائزة في فرع الآداب أديبنا الكبير الراحل نجيب محفوظ عام 1988، وهو النصر الأدبي الذي لم يتحقق طيلة 30 عاما منذ ذاك.
صورة التقرير