اقتصاد طهران في مهب الريح.. كيف تحاول إيران الإلتفاف حول العقوبات الأمريكية؟

الإثنين، 01 أكتوبر 2018 04:00 ص
اقتصاد طهران في مهب الريح.. كيف تحاول إيران الإلتفاف حول العقوبات الأمريكية؟
وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف
وكالات

تعيش إيران أزمة اقتصادية قوية بعدما انخفضت العملة المحلية إلى مستوى منخفض جدا بسبب العقوبات الأمريكية التي تم إعادة فرضها من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومن أجل مواجهة هذه الأزمة أسرعت الحكومة الإيرانية إلى تفويض البنك المركزي للتدخل في سوق النقد الأجنبي لحماية الريال من أي سقوط آخر، وفقاً لما ذكره التليفزيون الرسمي الإيراني.
 
جاء ذلك بعد اجتماع اللجنة العلیا للتنسیق الاقتصادی بحضور الرئيس الإيراني حسن روحانی، وقدم خلاله محافظ البنك المرکزي الإیراني تقریرا عن آخر الأوضاع فی سوق العملة، وفقا لما ذكره الموقع الإلكتروني لرئاسة الجمهورية في إيران، وأقر المجلس الاقتصادي الأعلى التنسيقي لرؤساء السلطات الثلاث مجموعة من المقترحات التي تقدم بها البنك المركزي الإيراني لإدارة سوق صرف العملات الأجنبية.
 
كانت صحيفة «واشنطن بوست»، سلطة الضوء على الوسائل التي قد تنتهجها إيران للخروج من مأزق الانهيار الاقتصادي التي تعاني منه. وأشارت الصحيفة إلى أن طهران تعتزم الالتفاف حول العقوبات الأمريكية المفروضة على مبيعاتها النفطية عن طريق بيع البترول وتسيير التجارة الدولية بعملات أخرى غير الدولار الأمريكي.
 
وتعليقا على ذلك، قالت الصحيفة- وفقا لما ذكرته على موقعها الإلكتروني- أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت إستراتيجية طهران في هذا الصدد ستنجح، حيث تكمن قوة العقوبات الأمريكية في حقيقة الأمر في استخدام الدولار الأمريكي في معظم المعاملات الدولية. ومن المرجح أن تواجه إحدى الشركات الأجنبية- التي ترسل عائداتها من التجارة مع إيران من خلال بنك دولي- عقوبات لأن جزءا من هذه العائدات سيجرى بالدولار.
 
الدولار الأمريكي صعب الموقف على طهران خلال الفترة الماضية، وهو ما دفع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إلى ان يحاول تجنب التعامل بالدولار، حتى يأمن غضب ترامب- وفقا لتصريحات الوزير لبعض الصحفيين- لافتا إلى أن إيران تمكنت من عقد شراكات مع بعض الدول، هادفة إلى التعامل التجاري بعيدا عن الدولار.
 
وتستعد الولايات المتحدة لفرض عقوبات في أوائل نوفمبر المقبل تستهدف قطاع النفط الإيراني بعد أن تم تعليق العقوبات بموجب الاتفاق النووي الذي وافقت عليه الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية أخرى في عام 2015، قبل أن يعلن الرئيس دونالد ترامب في مايو الماضي أنه انسحب من الاتفاق، فيما ضغط المسئولون الأمريكيون على دول حول العالم لوقف مبيعاتها النفطية من إيران لمنعها من مصدر دخلها الرئيسي. كما هددوا بفرض عقوبات ثانوية فى حالة تحدى العقوبات.
 
وأوضحت الصحيفة أن حفنة قليلة من الدول توافق على قرار الولايات المتحدة بالتخلي عن الاتفاق النووي مع إيران. فمن جانبه، قال الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين الماضي أن الدول الأعضاء فيه سوف تنشئ نظامًا يسمح لشركات النفط والشركات الخاصة بمواصلة التعامل مع إيران. لكن العديد من الشركات الدولية توقفت بالفعل عن القيام بأعمال تجارية مع إيران لأن الكثير من الأعمال التجارية الدولية تتم جزئيا بالدولار الأمريكي.
 
وتابعت «واشنطن بوست»: «محاولات التهرب من العقوبات الأمريكية تنبثق من الاعتقاد بأن الاتفاق النووى يعمل على النحو المنشود، وأن إيران التزمت بتعهداتها بالاتفاق تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفى الواقع، تحاول إيران والدول الأخرى المشاركة فى الاتفاق الابقاء عليه على قيد الحياة».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة