في اليوم العالمي للقهوة.. اكتشفها خروف وأغلاها يُصنع من براز الفيل والقطط
السبت، 29 سبتمبر 2018 06:00 م
يستيقظ كل يوما في الساعة الـ8 صباحا، يسير متثاقلا حتى يصل إلى دورة المياة، يفتح الباب ببطئ ويدير الصنبور ويغمر وجهه بالمياه.. لم يفيق.. يضع رأسه تحت الماء.. لا يفيق كذلك.. يخرج من الحمام واتجه نحو المطبخ وبحركة روتينية عتاد عليها، امسك بمسحوقه العجيب الذي يمزجه بمكوناته الخاصة، ووضعه على انفه واخذ يتشممه مبتسما وكأنه أكسير الحياة، تناول منه ملعقة وضعها في الكنكة ووضعها فوق نار هائة، ووقف بجانبها ينظر إليها متشوقا للحظة التي ستأذن له فيها أن يقبلها بشفاهه لتعيده إلى الحياة، فبدون رائحة «القهوة» لن يستطيع أن يبدأ يومه، فكما يقال، للناس فيما يعشقون مذاهب.
اليوم العالمى للقهوه
خروف يتحكم بمذاج عشاق القهوة
يحتفل العالم باليوم العالمي للقهوة، ففي الوقت الذي يتغنى فيه الكثيرون بمعشوقتهم التي لا يستطيعون الاستغناء عنها، فإن قصة اكتشافها تبدو غريبة، وبالعودة إلى التاريخ، فيروي أنه كان هناك راعي غنم يمني، لاحظ أن خاروفاً لديه ظهرت عليه بوادر النشاط ويتحرك كثيرا، فبدأ ارجل في متابعته، ولاحظ أن هذا الخروف يأكل نوعاً من الحبوب كانت موجودة في أحد السهول، فساق الفضول الراعي، وأخذ بعض من هذه الحبوب الغريبة وتناولها هو الأخر، إلا أن مذاقها قان «مرا» فلم يستسيغه، لكنه حكى لأهل بلدته عن قصة الخروف ونشاطه الذي أصبح فيه بسبب هذه الحبوب، فبدأ أهل اليمن يستخدمونها في صنع مشروبا واطلقوا عليه اسم الـ«قهوة» في اقرن الـ15 الميلادي، وأصبحت المشرب الاجتماعي الأول في اليمن، إلا أنها انتشرت بقوة في منطقة الأديرة الصوفية في اليمن، وقبل المتصوفين على تناولها بشدة، لحرصهم على السهر ليلا، فكانت هي المصدر الأول لهم في تنشّط ذهنهم.
يوم القهوه العالمى
من أغرب أنواع القهوة.. واحدة بالجبنة
انتشرت القهوة في القرن الـ16 وراجت تجارتها في منطقة شمال الحجاز وسوريا، ثم مصر ومنها إلى اسطنبول وايران واوروبا، حيث بدأت تنتشرإلى كل بلدان العالم، وأصبحت كل دولة «تسيوها» بطريقتها الخاصة، ففي المغرب على سبيل المثال، نجدهم يضيفون إليها السمسم والجوز والفلفل الأسود ويسمونها «القهوة العطرية»، أما أغرب طريقة لتقديم القهوة فكانت في فنلاندا، حيث يقدمون مع القهوة قطعة جبنة ويطلقون عليها «قهوة لبيلاند»، بينما في إيطاليا فيقدمون مع القهوة شريحة ليمون ويسمونها «اسبريسو رومانو»، أما في الارجنتين فيقدمون فنجان قهوة مركزة جدا وعليها طبقة كثيفة من الكريمة ويسمونها «لاكريما كوفي»، وفي إسبانيا يضيفون إلى قهوة الاسبريسو حليب مكثف ويطلقون عليها اسم «قهو بونبون»،ايضا في الفيتنام فتقدم أغرب أنواع القهوة على مستوى العالم، حيث يضعون فوق القهوة صفار بيضة مضاف إليها حليب مجفف وسكر، وتعتبر من أكثر أنواع شعبية في الفيتنام، أما في الصين وتحدديدا بمدينة هونج كونج، فإنهم يقدمون نوع من عبارة عن قهوة مخلوطة مع الشاي وفلفل وحليب مبخر، كذلك في اليونان، فيقدمون «فرابيه كوفي» يخلطون فيها الاسبريسو مع الايس كريم والحليب المكثف والثلج، أما المانيا فلديها «الفريسي» حيث يضعون فوق الاسبريسو قطعة قشطة ومزاقها لذيذ جدا، وعلى النقيض، ففي غينيا يضيفون إلى مسحوق القهوة فلفل غيني فيعطيها مزاق حار جدا ويسمونها «توبا»، أما في تركيا فيضيفون «الثوم والعسل» إلى القهوة ويطلقون عليها «قهوة سيرمور».
غرب انواع القهوه
من براز الفيل والقطط.. أغلى أنواع القهوة
عشاق القهوة كثيرا ما يحاولون التعرف على أطيبها مذاقا ورائحة، إلا أنهم لا يعلمون أن هناك نوع من القهوة يسمى «قهوة العاج الأسود» وتعتبر من أغلى أنواع القهوة على مستوى العالم، وسعر الكيلو منه يصل إلى أرقام خرافية، وتستخرج من «براز الفيل»، نعم كما تقرأ، وتصنع في شمال تايلاند، حيث يأتون بنوع بن اسمه أرابيكا، ويأكلونها للفيل، ثم يأخذون «برازه» وينقونه ويصفونه ويأخذون منه حبوب القهوة، ثم يبيعونه بـ 1880 دولار، أيضا هناك نوع من القهوة يسمى «كوبي لواك» وتستخرج من «براز» قطط الزباد الموجودة في دول شرق أسيا، ويباع منها الكيلو بـ 1100 دولار، أما قهوة «هاسيندا لاسميرلادا» فتعتبر من أقيم أنواع القوة، وتزرع في منطقة جبال بنما الغربية، وهي مركزة جدا ويباع منها الكيلو بـ200 دولار، وهذا النوع فاز بأكثر من 13 جائزة في العالم عام 2008، بينما قهوة «مولوكاي كوفي» وهو نوع بطعم الفاكهة والأزهار، ويباع سعر الكيلو منها بحوالي 112 دولار، بينما «بلو ماونتن» وسميت بنفس أسم المنطقة التي تتم فيها زراعتها في جاميكا، وتعتبر من أرقى أنواع القهوة على مستوى العالم، حيث أن حبوبها ليس بها مرارة كالتي توجد في حبوب القهوة السوداء، ويباع الكيلو منها بـ90 دولار.
فى اليوم العالمى للقهوه تصنيع اغلى انواع القهوه من براز الفيل
فى اليوم العالمى للقهوه كوبى لواك تستخرج من فضلات القطط
حبا في عشاقها.. مشروبات مجانية في اليوم العالمي للقهوة
احتفت اليابانيون بالقهوة لأول مرة على يد «جمعية القهوة اليابانية» عام 1983، بينما احتفلت الولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة بالقهوة في مطلع عام 2005 تحت اسم «اليوم الوطني للقهوة»، ومن أجل عشاق القهوة واختيار شعوب العالم ليوم للاحتفال بها، في مارس 2014 قررت المنظمة الدولية للقهوة، اختيار يوم 14 أكتوبر 2015، يوما عالميا للاحتفال بمشروب القهوة على مستوى دول العالم، وتم إطلاقه في مدينة ميلان الإيطالية، وتم استغلال هذه المناسبة لزيادة الوعي بمشكلات مزارعي البن، والتشجيع على التجارة العادلة لها، تقدم شركات القهوة خلاله أكواب مجانية من معشوقة الشعوب.