"عقلهم مفيهوش كارتون".. كيف يعيش "الأندر إيدج" حياتهم؟
السبت، 29 سبتمبر 2018 01:00 م
كل منهم منشغل بحديثه مع الآخر، فلا يبالون بهذا الذي يتوسطهم ويحاول أن يمسك بأطراف الحديث معهم، ما دفعه لأن يصرخ فيهم طالبًا منهم السماع، عارَضًا شكواه عليهم، ويكلمهم عن ما يتعرض له من مآسي وحزن، إثر لما يعانيه من مشكلات عاطفية وأخرى اجتماعية وحياتية، معلنًا أنها تمثل أثر كبير عليه، فجعلته كارهًا لحياته، متمنيًا أن تنتهي تمامًا، وما أن أنهى كلماته وعكف لسانه عن الحديث، انقسمت ردود الأفعال الظاهرة على ملامح من حوله، فصمت البعض وانكمشت جبهتهم معبرين عن دهشتهم، بينما أطلق الأخرين صيحات من الضحك الهستيري المتواصل، وفي كلا الحالتين لم يصدق الحضور خروج هذه العبارات من صغيرهم الذي لم يكمل عامه الثاني عشر، وطالما تجاهلوا مشاركته في جلساتهم.
حال قريب جدًا لما نراه يوميًا من منشورات عبر منصات التواصل الاجتماعي تدون بواسطة ما نسميهم "الإندر إيدج" – والمقصود بهذا اللقب هم الأطفال ما تحت السن القانوني، فغالبًا ما تخرج علىنا منشوراتهم التي تعبر عن حزنهم وآساهم لما عاصروه من تجارب حياتيه صعبة، وهو الأمر الذي يسخر منه رواد المواقع من الشباب وكبار السن ويستنكرونه، معبرين عن اندهاشهم من هذا الجيل وما يفكر فيه وما يفعله ولا يناسب أعمارهم، واختلاف طرق حياتهم عن ما عاشوه في مثل عمرهم، فكثيرًا ما نجد أن حياة الأطفال حاليًا تختلف كليًا عن حياتهم سابقًا، ويتضح ذلك من خلال مغامراتهم المذكورة عبر مواقع التواصل من خلال منشوراتهم التي ترصد حكايتهم اليومية أو صور تظهر دخولهم في علاقات عاطفية أو مقاطع فيديو تظهر تصرفات لا تناسبهم كمثل التدخين أو غير ذلك من أمور.
وحسبما ذكرت منصة "أطفال أصحاء" عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، يفصل رواد المواقع الاختلافات ما بين حياة جيل الصغار وحياتهم سابقًا، رجوعًا لعدة عوامل، من أبرزها انتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بين الأطفال، فقلة عندما تجد طفل لا يملك حسابًا على منصة تواصل، فضلًا عن تطور عصر التكنولوجيا وازدهار صناعة الهواتف الذكية، وهو ما يعود على تطور أفكار الأطفال وسلوكهم تأثرهم بهذا التطور الذي جعلهم يعيشون حالة من الانفتاح الثقافي.
ويوضح المراقبون، أن الجيل العشريني الحالي كانت تتمثل طفولته في العيش بين مشاهدة أفلام الكارتون أو اللعب بالأشياء، ولم يكن هناك طفل يعرف شيئًا عن مشاعر الحب أو صعوبات الحياة أو الحياة الاجتماعية المتطورة التي يعيشها الأطفال حاليا، وهذا ما يثير الاستنكار والسخرية بين الجيل الحالي حول حياة الأطفال.
وتنصح المنصة، بضرورة احتواء أطفال الجيل الحالي من خلال السماع إليهم، والانتباه لمشاكلهم وعدم السخرية منها، واعتبارها ذات أهمية، نظرًا لأن عدم الاهتمام بهم وفي حال شعورهم بالامبالاة من حولهم، أمر يجعل حياتهم النفسية في خطر، بالإضافة إلى أنه يعطي فرصة لمراقبتهم وتنبيههم عند اتخاذ السلوك الخاطئ.