في الجمعية العامة للأمم المتحدة
«فلسطين في القلب».. السيسي يؤكد: يد العرب لازالت ممدودة بالسلام
الجمعة، 28 سبتمبر 2018 03:40 م
أمام قادة وزعماء الدول الكبرى، بالدورة الـ73 لاجتماع «مجلس قيادة العالم»، اهتم الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعرض إنجازات الحكومة المصرية في مكافحة الإرهاب، مستعرضا لنتائج العملية الشاملة سيناء 2018، مؤكدا على ضرورة وحدة الدول لمكافحة التطرف، والذي ينذر بمخاطر تفكيك الدول وضياعها بما يحقق مصالح دول أخرى لها أطماعها بالمنطقة.
وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على ضرورة تجديد الالتزام بالحل السياسي في ليبيا، مؤكدا أنه لا مجال لحلول جزئية في ليبيا أو سوريا أو اليمن، مشيرا إلى أن الأزمات الكبرى تحتاج لمعالجات شاملة، وليست جزئية، إن أردنا تجاوز استنزاف البشر والموارد، والبدء في مرحلة البناء والتعمير.
وكانت القضية الفلسطينية واحدة من أهم محاور كلمة الرئيس السيسي في كلمته أمام قادة وزعماء العالم، والتي اتسمت بالوضوح والشفافية، مؤكدا خلالها على أن أزمة الشعب الفلسطيني أكبر تقف دليلا على عجز النظام الدولي عن إيجاد الحل العادل المستند إلى الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، والذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد الرئيس أن مرجعيات الحل العادل ومحددات التسوية النهائية معروفة، ولا مجال لإضاعة الوقت في سجال بشأنها، لافتاً الى أن المطلوب هو توفر الإرادة السياسية لاستئناف المفاوضات وإنجاز التسوية وفقا لهذه المرجعيات، مكررا ما ذكره في سنوات سابقة على هذا المنبر، من أن يد العرب لاتزال ممدودة بالسلام، وشعوبنا تستحق أن تطوي هذه الصفحة المحزنة من تاريخها.
وحول الالتزام بتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بوصفها الشرط الضروري لنظام عالمي مستقر، وأفضل سبل الوقاية من النزاعات المسلحة والأزمات الإنسانية أوضح الرئيس"أنه مع الترحيب بالتوافق الذي توصلنا إليه جميعا في إطار الأمم المتحدة حول خطة 2030 للتنمية المستدامة، فإن تنفيذ تعهدات هذه الخطة الطموحة، يقتضي معالجة مشكلة تمويل التنمية من خلال توفير مناخ دولي ملائم لتدفق الموارد اللازمة للتنمية، ودعم الجهود الوطنية لحشد التمويل للتنمية، لقد بات إصلاح هيكل المنظومة الاقتصادية والمالية العالمية أمرا غير قابل للتأجيل. ونحن نتطلع للأمم المتحدة كمحفل لبلورة الأفكار الكفيلة بتحقيق هذا الإصلاح، خاصة فيما يتعلق بإيجاد آليات تتيح إيقاف التدفقات المالية غير المشروعة من الدول النامية، وتسهيل استعادة تلك الموارد الحيوية لأصحابها".
وأعرب الرئيس السيسي خلال مشاركته في قمة نيلسون مانديلا للسلام التي تتزامن مع احتفالات أفريقيا بمئوية الزعيم الراحل مانديلا ، وذلك فى إطار الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، عن سعادته في المشاركة بقمة «نلسون مانديلا للسلام»، الذي تجسدت في مسيرته آمال الشعوب الأفريقية نحو الاستقلال والكرامة وإنهاء جميع أشكال التمييز وإرساء مبادئ العدالة والمساواة بين الشعوب، ضمن رموز أفريقية خالدة مثل «نكروما، وعبد الناصر، وسيكوتوري، ونيريري»، مشددا على دعم مصر للجهود الرامية لتعزيز دور الأمم المتحدة من أجل تعزيز قدرتها على تحقيق غايات ومقاصد الميثاق في تحقيق وصيانة السلم والأمن الدوليين، والحفاظ على قيم التسامح والاحترام المتبادل وتفهم وقبول الآخر، تلك القيم التي خلدتها سيرة الزعيم نلسون مانديلا لتكون نبراساً للعمل الدولي متعدد الأطراف.
وفيما يتعلق بملف تغير المناخ، أوضح الرئيس السيسي في كلمته خلال الحوار رفيع المستوى حول تنفيذ اتفاقية باريس حول تغير المناخ الذي عقد بنيويورك تحت عنوان «نحو مؤتمر الدول الأطراف الرابع والعشرين»، أن مصر رغم احتياجها الملح لمصادر متنوعة وغير مكلفة من الطاقة لدفع جهود التنمية، خطت خطوات مهمة على طريق الاعتماد المتزايد على مصادر الطاقة المتجددة وعلى رأسها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وأنها ليست وحدها في التضرر من التغير فقارتنا الإفريقية تعد الأشد تضرراً من بين جميع القارات بهذه الظاهرة، على الرغم من كونها الأقل إسهاماً في مسبباتها.
و أكد الرئيس السيسي أن التغير المناخي هو التحدي الأوسع نطاقا والأكثر حاجة للتعامل معه بين التحديات التي يواجهها العالم، وأن مصر متمسكة بتفعيل اتفاق باريس وضرورة التوصل لصفقة متكافئة وعادلة, تتسق مع وتحفظ التوازن الذي عكسه الاتفاق بين كل من الإجراءات المطلوبة والدعم المتوفر، وأنه من المهم عدم تحميل دولنا النامية أعباء إضافية جراء ذلك، أو التوسع في الاعتماد على القروض التجارية أو غيرها من أدوات تمويلية قد يترتب عليها تفاقم في أعباء المديونية على الدول النامية.