هيئة البريد تتوسل للمواطنين.. لماذا أرسل البريطانيون "أكياس الشيبسى" الفارغة إلى الشركة المنتجة؟

الخميس، 27 سبتمبر 2018 12:00 م
هيئة البريد تتوسل للمواطنين.. لماذا أرسل البريطانيون "أكياس الشيبسى" الفارغة إلى الشركة المنتجة؟
أكياس الشيبسى فى البريد
كتب محمود حسن

اضطرت هيئة البريد الملكية البريطانية إلى إصدار نداء عاجل للبريطانيين، بأن يتوقفوا عن إرسال عبوات "رقائق الشيبسى" الفارغة إلى الشركات المنتجة مرة أخرى عبر البريد، لأن هذا سيؤدى إلى عواقب كبيرة وخطيرة، بعد أن وجدت نفسها فى صراع بين نشطاء البيئة، وشركة "ووكر" لإنتاج رقائق الشيبسى، بعدما دشن ناشطوا البيئة حملة طلبوا فيها من المواطنين، استخدام "أكياس الشيبسى" كمظاريف بريدية، يتم إرسالها إلى الشركة كنوع من الاحتجاج على استخدامها أكياس بلاستيكية غير قابلة للتحلل، وهو ما يؤثر على البيئة بشدة، خاصة البيئة البحرية.

وبموجب القانون الذى ينظم هيئة البريد الملكية، فإن الشركة ملزمة بتسليم أى عبوة أو أظرف حتى ولو كانت فارغة مجانا، إلى العنوان المكتوب عليها، طالما تم وضعها فى صندوق البريد، لكن المشكلة أن الأغلفة الفارغة لرقائق الشيبسى لا يمكنها المرور عبر آلات فرز البريد، وبناء عليه يتم فرزها يدويا وهو ما يرهق عمال البريد، وهو ما أدى فى النهاية إلى حدوث تأخيرات فى عملية تسليم البريد.


وقال البيان لهيئة البريد الملكية: "نحن ندعو العملاء لعدم نشر أي شيء غير معبأ بشكل صحيح في النظام البريدي، هذا يتعب عمالنا ويضيف إلى أعمالهم أعمالا اخرى لا يفترض أن يقوموا بها".

وبدأت الحملة بعد أن دعا ناشطون بيئيون شركة "ووكرز" لرقائق الشيبسى إلى استخدام عبوات قابلة للتدوير من أجل الحفاظ على البيئة، خاصة فى ظل إصدار الأمم المتحدة مؤخرا تحذيرات شديدة اللهجة حول العبوات البلاسيتيكة وخطرها فى التسبب بأضرار بالغة للبيئة البحرية التى من المتوقع أن تكون العبوات البلاستيكية غير القابلة للتدوير فى البحار والمحيطات أكثر عددا من الكائنات البحرية بحلول عام 2050، وبخلاف ذلك فإن لهذه المخلفات اثر سلبى على التربة الزراعية، حيث أنها لا تتحلل قبل ألف عام على الأقل، بخلاف الأنواع الأخرى من العبوات.

وتحدى أصحاب الحملة الشركة قائلين إنهم مازالوا فى البداية، وأنهم يعدون الشركة بآلاف من الأكياس ستعود لهم، وأن الأمر سينتشر فى كافة أنحاء البلاد، لأن مسألة العبوات البلاستيكية غير القابلة للتدوير أصبح أمرا لا يمكن السكوت عليه بعد الآن.

ويقول القائمون على الحملة، إن المواطنون يلقون بـ 7 آلاف كيس فارغ من رقائق الشيبسى فى دقيقة واحدة، وبينما تذهب كل الأرباح إلى الشركة فإنها فى المقابل لا تدفع قرشا واحدا لمحاولة جمعها، أو تنظيف الشوارع منها، وهذا أمر يجب أن يتغير الآن.

لكن بعض أساتذة الجامعات المتخصصين فى مجال انتاج البلاستيك، جادلوا فى حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية، بأن رقائق البطاطس تحتاج إلى أكياس بلاستيكية تمنع دخول الأكسجين داخلها بسبب محتواها مرتفع الدهون، وقد تكون بدائل التغليف الأخرى خطرة على المستخدمين، حيث يمكن أن تفسد رقائق الشيبسى ما يعنى أن الآلاف قد يكونون عرضة للتسمم والمرض بسبب أى بديل آخر غير قادر على منع دخول الأكسجين داخل الكيس، وهو الأمر الذى رد عليه منظموا الحملة بأن البديل القديم كان ورقًا أو بلاستيكًا مغلفًا بورق الألمنيوم ، مغلفًا عادة في الداخل بطبقة من البلاستيك للتغليف بالحرارة. لكن أساتذة الجامعات قالوا إن هذا البديل أشد ثقلا وأشد ضررا للبيئة.


الشركة المصنعة من جانبها قالت إنها تقوم الآن بأبحاث لجعل كل عبواتها قابلة بنسبة 100٪ لإعادة التدوير، أو التحلل، كما أنها ستقوم بإنفاق مجتمعى من أجل جمع تلك الأكياس والتخلص منها بشكل سليم، مشيرة إلى أنها ملتزمة بجمع أكياسها الموجودة فى النفايات فى خطة طويلة الأجل حتى عام 2025.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة