يواجه حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، حالة انقسامات هائلة، خاصة في ظل وجود دعاوى قضائية تطالب بحل الحزب لتورط قياداته في العمليات الإرهابية، وتحالفه مع الإخوان، ومحاكمة عدد من قياداته في قضايا متعلقة بالإرهاب.
ازداد وضع حزب البناء والتنمية سوءا بعدما تم وضع رئيس حزبه آنذاك في منتصف عام 2017، طارق الزمر ضمن قائمة الإرهاب التي تعدها دول الرباعي العربي الداعي لمكافحة الإرهاب، مما دفع الحزب للإطاحة بالزمر، وعقد انتخابات جديدة واختيار تيسير محمد رئيسا للحزب.
الإجراءات الجديدة التي اتخذها حزب البناء والتنمية، أحدثت حالة انقسام كبيرة بين قيادات الجماعة الإسلامية داخل مصر، والقيادات الهاربة في الخارج، خاصة تلك التي تسعى لرفض أي دعوات للانفصال عن تحالف الإخوان.
وخلال الفترة الأخيرة بدأ حزب البناء والتنمية يلجأ إلى عقد ندوات وملتقيات تثقيفية للهروب من حله، تحت مزاعم أنه يقيم أنشطة، والجدير بالذكر أن من ظهر في تلك الملتقيات هو نصر عبد السلام، نائب رئيس الحزب، وليس رئيس الحزب نفسه.
وتعليقا على هذه الخطوة، قال طارق أبو السعد، القيادي السابق بجماعة الإخوان، والخبير بالحركات الإسلامية، في تصريحات لـ"صوت الأمة"، إن الجماعة الإسلامية وحزب البناء يعانوا من تخبط فكري واضح ولديهم أزمة هوية، فهل مازالوا جماعة سرية جهادية أم حزب سياسي.
وأضاف القيادي السابق بجماعة الإخوان ، أن كل تكوين تنظيمي له آليات عمل وله أولويات وله قضاياهم التي يتبنوها، موضحا أن الارتباك داخل الجماعة الإسلامية وحزبها ناتج لوجود تيارين متناقضين لم ينتصر أحدهم حتى الأن، تيار الجماعة الموجود في مصر حريص على اعتبار الحزب مكسب يجب ألا يضيع، لهذا يحاول الإبقاء عليه بكافة السبل أما تيار الجماعة في الخارج المؤيد للإخوان فيريد جر الجماعة إلى معركته الخاسرة، ومابين التيارين يظهر تناقض الجماعة والحزب.
وكان التيار الذي تزعمه عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، بدأ ينفذ خطواته الصيف الماضي، عندما تمكن من الإطاحة بطارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، واختيار تيسير محمد رئيسا للحزب، حيث بدأت اتجاهات الحزب منذ تصعيد تيسير محمد تبتعد عن الإخوان خاصة الموقف من الانتخابات الرئاسية الماضية، عندما ترك الحزب الحرية لاختياره للمشاركة في الانتخابات، وهو ما كشف حجم الأزمة بين الجماعة الإسلامية والإخوان.