صراع دبلوماسي جديد بين أمريكا والصين.. سياسات ترامب ونفوذ بكين بالأمم المتحدة
الخميس، 27 سبتمبر 2018 01:00 م
منافسة جديدة بين أكبر اقتصاديين فى العالم وهما أمريكا والصين ، ولكن ساحة الصراع هذه المرة مختلفة، حيث تجرى تفاصيلها داخل أروقة الأمم المتحدة التى تسعى كل من واشنطن وبكين فرض نفوذهما العالمى من خلالها.
صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء قالت فى تقريرا لها:" مما لا شك فيه سيستحوذ الضجيج المحيط بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب على أكبر قدر من الاهتمام فى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك هذا الأسبوع، ولكن النفوذ المتنامى الهادئ للصين له أهمية متساوية لكثير من الدبلوماسيين الغربيين".
وكشفت الصحيفة فى تحليلها أن الصين ، على مدى سنوات ،كانت مستعدة لتولي مقعد خلفى في الأمم المتحدة لكنها الآن تسعى إلى الحصول على مراكز السلطة ، وزيادة مساهماتها في الميزانية ، والبدء في تمرير رؤيتها للعالم ، والتى يراها البعض تتعلق كثيرا بأولوية السيادة الوطنية على حقوق الإنسان.
وفقا لريتشارد جوان فإن، من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ، ظهرت صحوة الصين العام الماضي في الأمم المتحدة معتبرا أن " هذا كان يحدث منذ عقود لكنه كان آخذ فى التسارع بشكل كبير الآن."
واعتبرت "الجارديان" أن تعاظم دور الصين فى الأمم المتحدة يعود جزئيا إلى سعيها لملأ المساحة التى خلفها انسحاب الولايات المتحدة من هيئات مثل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومقرها جنيف والفرع الثقافي للأمم المتحدة ، اليونسكو.
وتابع جوان "ما تسمعه هو أن الأمريكيين يتراجعون في اللجان التي تتعامل مع التجارة وحقوق الإنسان وليسوا حازمين..على النقيض من الصينيين يسيطرون على الكثير من المحادثات".
وأوضح التحليل أن ذلك يتزامن مع سعى المملكة المتحدة مغادرة الاتحاد الأوروبي، مما سيضعف الصوت الأوروبي المميز في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، معتبرة دورة الجمعية العامة الحالية ستكون الأخيرة التي يحتل فيها عضوان من المقاعد الدائمة في مجلس الأمن من قبل أعضاء الاتحاد الأوروبي - فرنسا والمملكة المتحدة.
يقول باتريك وينتور، إن الصين تمكنت إلى حد كبير من خلال مواردها للأمم المتحدة ، أن تحصل على حقها في أن تُسمع. وبالنسبة لأن بكين التى تحذر من المفاهيم المتعلقة بمسئولية بالتدخل للحماية، فأصبحت أحد دعامات حفظ السلام فى الأمم المتحدة. وتساهم الصين بنسبة 10.25% من إجمالي ميزانية الأمم المتحدة لحفظ السلام، بعد أن كانت تقدم 3% فقط من إجمالى المساهمات المالية فى 2013. وتعهدت بتقديم مليار دولار لحفظ السلام خلال السنوات الخمس المقبلة.
كما دربت الصين أكثر من 8 ألاف فرد من جيش تحرير الشعب للعمل كميليشيا احتياطية لعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام. وعلى النقيض من ذلك ، تعكف الولايات المتحدة على تقليص ميزانيتها. وأعلنت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ، نيكي هايلي ، أن واشنطن بدأت في تخفيض مساهمات الأمم المتحدة.
واعتبر وينتور أنه ليس من المستغرب أن تسعى الصين إلى الحصول على وضع ملائم داخل الأمم المتحدة. وعلى الرغم من أنها قدمت المزيد من قوات حفظ السلام أكثر من الأعضاء الأربعة الدائمين الآخرين في مجلس الأمن مجتمعة منذ عام 2012 ، فإنه لا يوجد حتى الآن أي مواطن صيني يشغل منصبا كبيرا في أي من بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام التي يزيد عددها على 15 بعثة.
وخلص الكاتب إلى أن ما يحدث الآن ما هو إلا جزء من لعبة طويلة لتشكيل الأمم المتحدة لصالح الصين - وهي لعبة من الصعب للغاية على أوروبا أن تواجهها بسبب الرئيس الحالي للولايات المتحدة.