حينما اعتبرهم خصوم.. الصين وروسيا وأوروبا يردون على ترامب بإيران
الأربعاء، 26 سبتمبر 2018 07:00 م
في 15 يوليو الماضى، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين بـ"خصوم الولايات المتحدة الأمريكية"، خلال مقابلة أجرتها معه قناة "CBS" التلفزيونية الأمريكية فى إسكتلندا، قبيل توجهه إلى العاصمة الفنلندية هلسنكى للقاء نظيره الروسى فلاديمير حيث قال: "أعتقد أن لدينا خصوما كثيرين. وأن الاتحاد الأوروبى خصم.. ما الذى يفعله بنا فى المجال التجاري! قد لا تفكر فى الاتحاد الأوروبى، لكنه خصم. وروسيا خصم من بعض الزوايا. والصين خصم اقتصاديا، ولا شك أنها خصم".
الحروب التجارية تفاقمت في عهد ترامب مع أوروبا، خاصة بعدما فرض رسوم ضريبية على استيراد بعض البضائع من دول أوروبا، واتهامه الدول الأعضاء فى الناتو بعدم الإيفاء بالتزاماتها المالية لدعم الحلف، وبدأ فى فرض عقوبات اقتصادية على الصين وروسيا، لأسباب سياسية، الأمر نفسه مع تركيا وإيران، فأصبح الاقتصاد هو سلاح ترامب لضرب أعدائه السياسيين.
تحالف الخصوم فى بوتقة النووي
المصالح هي الحاكمة فى العلاقات الدولية، وإن كان ترامب قد اتخذ الحروب الاقتصادية نهجا على الدول لإملاء إرادته السياسية، فللدول القوية أوراقا عدة للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا، فتلك الدول بغض النظر أن كل دولة ترد على حدى على عقوبات أمريكا، إلا أن هناك بوتقة واحدة جمعتهم وهى الاتفاق النووي مع إيران، الذى أبرمته إدارة باراك أوباما عام 2015.
البوتقة النووية التى جمعتهم جعلتهم يتحدون ضد رغبة ترامب، الذى انسحب من الاتفاق فى مايو الماضى، فاتفقت كل من بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وإيران على الاستمرار فى الاتفاق، بل بدأوا في السعى نحو آلية خاصة جديدة للحفاظ على التجارة مع إيران، وهو ما أكدته فيديريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي للصحفيين بعد اجتماع مع مسؤولين كبار من بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وإيران، حيث قالت: "بعيدا عن الحاجة الملحة للتوصل لنتائج ملموسة، رحب المشاركون بالمقترحات العملية للحفاظ على قنوات الدفع وتطويرها، ولا سيما المبادرة لتدشين آلية خاصة لتسهيل الدفع فيما يتعلق بصادرات إيران بما في ذلك النفط".
إنشاء كيان قانوني جديد للتجارة مع إيران
الرد الأوروبي بما فيه من ثقل دولي صيني روسي، سيعد لطمة قوية على وجه إدارة ترامب، ووفق موغيريني في تصريحاتها من نيويورك، فإن الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي ستنشئ كياناً قانونياً لتسهيل المعاملات المالية القانونية مع إيران"، وهو ما يعني مواصلة التجارة مع طهران، خاصة شراء النفط الإيراني، الأمر الذى يعد التفافا على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.
تهديدات جديدة
الكيان القانوني الذى أعلنت عنه موغيريني، يأتى بعد تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص بشأن إيران برايان هوك، اذى قال فيها إن واشنطن ستشدد من عقوباتها على إيران، لمنعها من الحصول على الإيرادات التي تحتاجها لتمويل الإرهاب، واصفا إياها بأكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، فما وضعناه نظام عقوبات مصمم لمنع إيران من الإيرادات التي تحتاجها لتمويل الإرهاب في الخليج العربي وفي أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، نحن عازمون على تقوية نظام العقوبات حتى نشجع السلام والاستقرار في المنطقة".
وتأتى تهديدات المبعوث الأمريكي ، بعد تهديدات أخرى أطلقها ترامب، والتى أكد خلالها بأن عقوبات الولايات المتحدة الأمريكية على إيران فى نوفمبر المقبل ستكون أشد وطأة من سابقتها حيث تستهدف النفط الإيراني.