بعد حملات الإزالة بالجيزة..
الباعة الجائلون صداع في رأس محافظ الجيزة.. كيف يُعادل «راشد» بين إزالة التعديات ولقمة العيش؟
الخميس، 27 سبتمبر 2018 11:00 ص
لاجِدال في أنّ إزالة التعديات على الشوارع وتيسير وتسهيل حركة المرورمُقدّمٌ على كل ما عداه من واجبات، لاعتبار أن الشوارع هى الشرايين الحيوية للحركة العامة، اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، بمجرد توليه المهمة أمر رؤساء الأحياء بتنفيذ القانون وإخلاء الشوارع من الباعة الجائلين، الذين استقروا في الشوارع خلال الفترة الماضية، وتجوز عددهم في حي العمرانية أحد أحياء الجيزة ألفي بائع، يعول كل منهم أسرة،من 3 أفراد على الأقل، ومنهم حملة المؤهلات المتوسطة والعُليا،الذين اضطرتهم الظروف إلى الجلوس فى الشارع للبيع والشراء، حتى يتمكنوا من توفير لقمة العيش لأبنائهم، ومنهم من أصبح لديه أبناء فى مراحل التعليم المُختلفة.
مع حملات الإزالة التي أحدثت صدى جيداً في شوارع الجيزة، بات البحث عن مصير هؤلاء الباعة أمراً حتمياً، فليس من المعقول أن نلقيهم هكذا، دون أن نفكر في بديل لهم، فمن حقهم علينا وعلى المجتمع وعلى الحكومة، أن توفر لهم ما يصون ويحفظ لقمة عيشهم قبل أن تمنعهم من البيع والشراء فى الشوارع، وهو ما أشار إليه ــ بنبرة حزن ــ أحمد المهدى من أسيوط، والحاصل على دبلوم المدارس التجارية، ولم يجد عملاً فى الحكومة ولا القطاع الخاص، فاضطر إلى أن يأتى إلى الجيزة ويقوم ببيع بعض الأدوات المنزلية في الشارع منذ 10 سنوات،ولديه ابنان وزوجة، قال: «ماذا افعل الآن بعد أن تم طردنا من البيع فى الشارع دون توفير مكان نجلس أو نستقر فيه ونوفر لقمة العيش الحلال لأنفسنا ولأولادنأ، هل نسرق أم نبيع المخدرات؟»
بينما قالت الحاجة أم جلال،وهى سيدة تعدت الـ 60 من عمرها،وتقوم ببيع الخضروات فى الشارع: «ماذا افعل الآن وبيع الجرجير والشبت والبقدونس والخضروات،هو أكل عيشي، لقد أخدت حملة الإزالة منّى بضاعة بأكثر من 8 آلاف جنيه، على الرغم أن المحل الخاص بنا مُرخص، وعندما أخبرت المسئولين عن الحملة هددوني بالسجن على الرغم من أننا كمحلات مٌرخصة، من مصلحتنا إزالة التعديات من الشارع».