هل ينجح الاتحاد الأوروبي في تخفيف وطأة النزاعات التجارية العالمية؟
الثلاثاء، 25 سبتمبر 2018 06:00 ص
يتوجه رئيس التجارة بالاتحاد الأوروبي إلى نيويورك هذا الأسبوع لمواصلة المفاوضات مع الولايات المتحدة واليابان، حيث تسعى الأطراف الثلاثة إلى إيجاد طريقة لإنهاء ما يرونه سياسات الصين التجارية غير العادلة والتخفيف من حدة التوترات العالمية.
وتتمثل خطة الثلاثي، في وضع اتفاق لمحاولة إجبار الصين على إنهاء «السياسات غير الموجهة نحو السوق»، التي تؤدي إلى الطاقة المفرطة، وتخلق ظروف تنافسية غير عادلة وتعرقل التطور التكنولوجي.
وينخرط الاتحاد الأوروبي في عملية توازن دقيقة، حيث يعمل مع الولايات المتحدة لمعالجة الشكاوى الشائعة في الوقت الذي يحاول فيه إقناع الرئيس «دونالد ترامب»، بدحر الرسوم التي فرضها من جانب واحد على التكتل المكون من 28 دولة هذا العام وإقناعه بعدم فرض عقوبات أخرى.
كما ستسعى سيسيليا مالمستروم، المفاوض التجاري الأوروبي، إلى وقف الهجوم الأمريكي على النظام متعدد الأطراف من خلال دعم منظمة التجارة العالمية.
وقال تشاد باون، وهو خبير بمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطن: «إنها فترة طويلة، وهذه المحادثات في مرحلة مبكرة للغاية».
«لكن قد يكون هذا أفضل طريقة لحل النزاع التجاري المتصاعد مع الصين مع ترامب ومعالجة بعض أوجه القصور الرئيسية في منظمة التجارة العالمية».. يضيف باون.
يأتي الاجتماع بعد أن قام ترامب بفرض تعريفات على 50 مليار دولار من واردات الصين، وأعلن عن رسوم على 200 مليار دولار أخرى من السلع القادمة من البلاد، التي تدخل حيز التنفيذ في 24 سبتمبر، وهدد برسوم أخرى بقيمة 267 مليار دولار إذا ما قامت الصين بالرد وتعهدت بكين بالفعل القيام به، وألغت الصين محادثات التجارة التي تم التخطيط لها بين البلدين.
على الجانب الآخر نما التصنيع العام في منطقة اليورو بأبطأ وتيرة في عامين بسبتمبر حيث يشعر الاقتصاد بالألم من حرب التجارة العالمية، كما أن صناعة السيارات، التي استهدفها ترامب وهي حساسة بشكل خاص للدول الأكبر في الاتحاد الأوروبي، هي التي تتحمل وطأة التباطؤ في الطلب، وفقاً لآخر مسح شهري أجرته.
وقال سكوت ميلر، أحد كبار مستشاري مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ومقره واشنطن: «إذا نجحت هذه المبادرة، فإنها يمكن أن توفر تصعيدًا، وهو أمر جيد، لأن العلاقات الثنائية والمحادثات بين الولايات المتحدة والصين لا تحرز تقدما».
كما أن المخاطر كبيرة بالنسبة للاتحاد الأوروبي واليابان أيضا، الذين يخشون من أن تقوم إدارة ترامب بتفعيل تعريفات الأمن القومي على السيارات وقطع غيار السيارات، وفي مايو بدأت وزارة التجارة الأمريكية تحقيقا لتحديد ما إذا كانت الواردات الأجنبية من السيارات، والسيارات رباعية الدفع، والشاحنات الصغيرة، والشاحنات الخفيفة، وأجزاء السيارات وكان لها تأثير ضار على الأمن القومي للولايات المتحدة.
ورغم أن وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس قال إن وكالته ستعلق أي رسوم جديدة على السيارات، في الوقت الذي يتفاوض فيه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على اتفاقية تجارية جديدة، يخشى المصدّرون الرئيسيون للسيارات من أن ترامب ما زال بإمكانه المضي قدماً بواجباته إذا اعتقد أن هناك نقص في التقدم.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة فيراري نيفيس لويس للمحللين بشأن مكاسب الأرباح هذا الأسبوع إنه يأمل أن «تسود العقلانية»، لأن «حرب الرسوم الجمركية بين أوروبا والولايات المتحدة ستكون دراماتيكية للغاية».