هل ينجح برنامج أردوغان الاقتصادي في حل أزمة أنقرة؟.. الكتاب الأتراك يكشفون الموقف
الإثنين، 24 سبتمبر 2018 02:00 م
لا يعول كثير من الساسة والمعارضة التركية، على البرنامج الاقتصادي الذي أعلن عنه وزير المالية التركي، بيرات البيرق، صهر رجب طيب أردوغان، في أن يخرج أنقرة من أزمتها الاقتصادية التركية بفعل التهاوي الكبير في سعر الليرة التركية.
الكاتبة التركية جلدم أتاباي، كشفت مساوئ البرنامج الاقتصادي التركي الجديد، مؤكدة أنه لن يكون طريقا لأنقرة لحل الأزمة التي يمر بها الشعب التركي في الوقت الراهن، خاصة أن الأزمة تتفاقم دون حلول، وتوقعات ارتفاع التضخم تتزايد.
وذكرت الكاتبة التركية، في المقال لها، عبر صحيفة "أحوال تركيا"، أن صهر رجب طيب أردوغان كشف تفاصيل البرنامج الاقتصادي الجديد لتركيا، والبالغ أجله ثلاث سنوات، إلا أن ردود فعل السوق الأُولى جاءت محايدة.
وأضافت الكاتبة التركية، أن الشيطان يكمن في التفاصيل، حيث إن هناك سلسلة من التناقضات والشكوك التي تكتنف التوقعات الخاصة بعوامل الاقتصاد الكلي في برنامج الاقتصاد الجديد، وأيضا الأركان الأساسية لهذا البرنامج، وهو ما لا يمكن إغفاله، حيث تقر توقعات النمو في برنامج الاقتصاد الجديد للسنوات الثلاث المقبلة بتراجع اقتصادي حاد، وهو ما يمثل ارتدادا عن خطاب الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يشير إلى أن تركيا ستواصل النمو بقوة.
وأوضحت الكاتبة التركية أن التوقعات تشير إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي سينخفض إلى 2.3 % في عام 2019 مقارنة مع 3.8 % على أساس سنوي في توقعات عام 2018 وهو ما يُتَرجَم إلى انكماش اقتصادي بما لا يقل عن الربع في النصف الثاني من عام 2018.
وتابعت الكاتبة التركية، أنه حتى هذا التباطؤ يبدو مغرقاً في التفاؤل، خاصة في عام 2019، حيث لا يبدو من الممكن أن ينمو الطلب المحلي بمعدل اثنين % العام المقبل كما هو مفترض، حيث إن هذا مع الأخذ في الاعتبار أنه ستكون هناك صدمة عملة طويلة الأجل ستُبقي تضخم أسعار المستهلكين مرتفعاً عندما يتراوح بين 16 و18%، كما أن الحكومة التركية لم تقر بأن المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد التركي تمثل أزمة عملة.
وكانت صحيفة "زمان" التابعة للمعارضة التركية، أكدت أن أحدث إحصائيات هيئة التخطيط القومي التركية أظهرت أن تزايد حدة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها تركيا حاليا قد تسبب في وصول ثلث إجمالي السكان إلى خط الفقر، حيث إنه وفقا لهذه الإحصائية فإن نسبة 38% من إجمالي السكان هم الآن عند خط الفقر نصفهم على الأقل يعيش في مناطق الشرق والجنوب الشرقي ومنطقة البحر الأسود، كما أن متوسط دخل الفرد لهذه الفئة الأكثر فقرا في هذه المناطق الأقل نموا قد تدنى حاليا إلى ما يعادل 1.1 دولار أميركي في اليوم الواحد، في حين أنه يحتاج إلى 1.5 دولار يوميا، كحد أدنى حتى يحيا عند خط الفقر، وإلى 3 دولارات حتى يتجاوز هذا الخط بقليل في هذه المناطق الرخيصة نسبيا، مشيرة إلى أن العاملين في مطار إسطنبول الثالث أعلنوا الإضراب عن العمل في 14 سبتمبر الجاري، اعتراضًا على ظروف العمل الصعبة، وحوادث العمل المتزايدة.