مواقعهم الالكترونية وقلة فعالياتهم كشفت الأزمة.. أين اختفى حزب النور السلفي؟
الإثنين، 24 سبتمبر 2018 12:00 م
بمجرد تصفح مواقع حزب النور السلفية، خلال الـ3 أعوام الماضية، كنت تلاحظ أن هذه المواقع تنال اهتمام كبير من جانب الدعوة السلفية وذراعها السياسي حزب النور، بالفعاليات خلال مواقعهم في عدة محافظات، والزعم بأنهم الحزب الأكثر نشاطا، إلا أن الانتخابات البرلمانية الماضية كشفت الحجم الحقيقي لحزب النور عندما لم يتمكن حزبهم سوى حصد 12 مقعدا من مقاعد البرلمان، والفشل في تشكيل أي تكتل برلماني تحت القبة.
حزب النور كان يوجه رسائل داخلية لأنصاره بأنه سيكون بديل الإخوان عقب ثورة 30 يونيو، وأنه سيكون حزب الأغلبية، خاصة أن الحزب منتشر في المحافظات، بجانب لعب الحزب على مختلف الأوجه لمحاولة استقطاب أنصار جدد، وسعى الحزب للترويج لقياداته وفعالياته ليدشن عدة فعاليات قبل انتخابات البرلمانية بعضه كانت فعاليات ضد الإرهاب إلا أن الفترة الأخيرة شهدت اختفاء كامل للحزب.
لا وجود لفعاليات للحزب، بل إن قياداته جميعها مختفية تماما، فأين يونس مخيون الذي كان يصدر بيانات بشكل يومي أو نادر بكار المتحدث باسم الحزب السلفي، وأعضاء الهيئة العليا الذين كانوا يصدرون بيانات بشكل يومي على مواقع الحزب، والفعاليات التي كان يتعمد الحزب الترويج لها خلال الفترة الماضية.
اختفاء حزب النور بشكل كامل يكشف وجود أزمة داخلية لم تخرج حتى الآن إلى العلن، في ظل التعتيم بشكل كامل عن أزماته الداخلية خاصة منذ الانتخابات التي عقدها الحزب خلال الآونة الأخيرة حيث كشفت كيف يتبع الحزب سياسة السرية وعدم الإعلان عن جمعياته العمومية لمرتين متتاليتين.
مختار نوح، القيادي السابق بجماعة الإخوان، والخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أكد في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة"، أن الاختفاء التام لحزب النور خلال الفترة الماضية، يأتي لأنهم لم يقوموا بدورهم في مقاومة الإرهاب، فلم نجد أي دور منظم من قبل الحزب السلفي يفعله لمساعدة الدولة في التصدى للتنظيمات الإرهابية.
وأضاف الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن الحزب السلفي لم يحقق نجاحا سواء في الانتخابات البرلمانية، أو في مواجهة التنظيمات الإرهابية والظواهر التكفيرية، ولم يدشن حلقات منظمة لمواجهة تنظيم داعش، وهو ما دفعه للاختفاء والانزواء خلال الفترة الأخيرة، فهم اختفوا على الأرض كما احتفوا جماهيريا.
وفي ذات السياق قال عوض الحطاب، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، في تصريحات لـ"صوت الأمة"، إن حزب النور انهزم نفسيا أمام الحرب النفسية التى أطلقها الإخوان، وبالطبع الإخوان كانوا مخترقين الحزب بأفراد وقيادات انسحبوا فأثر ذلك على بقية الحزب.
وأضاف القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، أن حزب النوع يتسم بقلة الخبرة في العمل السياسى خاصة أن الحزب كان يمثل معظم السلفيين، فخرج منه كل مدرسة ولم يبقى إلا المدرسة السلفية في الإسكندرية.
وكانت اشتعلت الخلافات داخل التيار السلفي، على واقعة منع وزارة الأوقاف، الداعية السلفي البارز محمد سعيد رسلان من الخطابة في أحد المساجد، لتتصاعد الاتهامات بين التيار السلفي، وصلت إلى حد اتهام بعضهم للأخر بالخوارج.