بدأت من الخيش والصوف والقماش.. رحلة الحقيبة المدرسية خلال 50 عاما
الإثنين، 24 سبتمبر 2018 12:00 م
طرأت على الحقيبة المدرسية، أو حقيبة المدرسة خلال رحلتها فى النصف قرن الأخير، تغيرات كثيرة وعديدة، من ناحية الشكل والصناعة والخامات والألوان والحجم، حتى ما بداخلها حالياً، لا يشبه ماكان بداخلها منذ 50 عاماً، ففى البداية، ومنذ الخمسينات والستينات، كان من يذهب إلى المدارس والجامعات ،هم الطبقات الغنية الميسورة، التى تستطيع شراء الحقائب والملبس، وكانت هذه الطبقات تلحق أبناءها بالمدارس ثم الجامعة بعد افتتاحها، وتسميتها بالجامعة المصرية فى 21 ديسمبر 1908، بحضور الخديوى عباس الثانى، ثم توالت عملية الاهتمام بالتعليم بعد ذلك، وخاصة بعد ثورة 23 يوليو 1952، حينها بدأت رغبة العلم تسرى فى أوصال المحافظات، وتسابقت عليه العائلات الكبيرة لتنال شرفه، خلال رحلة التعليم وصولاً إلى المدرسة، ثم بعد ذلك الجامعة، كان التلاميذ والطلاب يحملون فى أيديهم حقائب، تجمع الأدوات المدرسية والكُتب والأقلام وربما الطعام أيضا.
البداية بـ 50 مدرسة
على الرغم من أن التعليم، قد انتشر وعرفته مصر منذ عصور المصريين القدماء، الذين ساهموا فى اختراع الكتابة، وسجلوا اللغة المصرية القديمة بالكتابة الهيروغليفية، وفى عهدهم أيضا أنشىء بيت الحياة، كأول مدرسة ومكتبة فى تاريخ الإنسانية، ومع دخول المسيحية مصر سنة 60 ميلادية، تغيرت بعض ملامح وخطط التعليم فى تلك القرون، وتم إلحاق المدارس بالكنائس بدلاً من المعابد ،كما تم إنشاء المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية، وبعد الفتح الإسلامى لمصر، ظهرت المدارس الملحقة بالمساجد، وكان جامع عمرو بن العاص، هو أول مركز تُعقد فيه حلقات الدروس التطوعية، خلال العصر الإسلامى، بينما كان الجامع الأزهر أول المدارس التى تشبه المعاهد النظامية اليوم، حيث كانت تُعقد فيه الدروس بتكليف من الدولة، ويثاب عليها العلماء والشيوخ والمدرسون، ثم توالى بعد ذلك إنشاء المدارس خلال عهدى الدولتين الأيوبية والمملوكية، ثم دخل التعليم الابتدائى المنتظم مصر، عقب خروج الحملة الفرنسية، وتولى محمد على باشا حكم البلاد، الذي أصدر قراراً بانشاء 50 مدرسة، تضم 5 الآف تلميذ، وكان هذا القرار هو بداية عصر جديد للنهضة التعليمية.
من الخيش إلى الصوف للقماش
حقائب سكاى الجلدية
فى بداية السبعينات،بدأت الحقائب المدرسية الجلدية ،تعرف طريقها إلى الريف،وتصل لأيدى أبناء الفقراء والطبقات الوسطى من المزارعين والفلاحين والأجراء،واختفت الشنط والحقائب القماش والصوف والخيش،وحلّت مكانها الشنط والحقائب الجلدية،وخاصة "سكاى"،ثم تطورت وتغيرت وتبدلت حتى وصلت لما هى عليه اليوم،وكانت الشنط أو الحقائب المدرسية،يتم تصنيعها وقتها من خامات القماش والصوف والخيش المصرى،سواء من زراعات الكتان أو التيل أو القطن،وكانت الأشكال غالباً داكنة،سوداء أو زرقاء أو بنية اللون،غير أن السنوات الحديثة،شهدت أنواع كثيرة من الشنط والحقائب المدرسية المستوردة ،ذات الألوان الزاهية والأشكال والأحجام المختلفة،وهو ما أكد عليه الحاج حسن أنور،صنايعى وصاحب ورشة ومحل شنط وأحذية،من بنى سويف،والذى أضاف أن أيام زمان،كانت الخامات بسيطة ومحلية،ويتم التصنيع يدوياً ،سواء للشنط أو الأحذية،وكانت تستغرق وقتاً أطول ،قبل أن تدخل على الصنعة الماكينات والآلات الحديثة والتصاميم الجديدة،التى تحتوى على أشكال وألوان متعددة،وكانت الأسعار لا تتعدى القروش القليلة للشنطة أو الحذاء،وكان يتم الاتفاق على صناعة الشنطة أو الحذاء ،قبلها بمدة طويلة كشهر أو أسبوعين،حتى يتم التصنيع فى الوقت المناسب.
المدارس زمان