سجان الصحافة والصحفيين.. هكذا وصفت صحف أوروبا دكتاتور تركيا
الأحد، 23 سبتمبر 2018 03:43 م
تحولت تركيا تحت حكم الرئيس رجب طيب أردوغان إلى أكبر سجن للصحفيين فى العالم، فيما يعرف اردوغان في أوربا بـ " سجان الصحفيين"، حيث اعتقل النظام التركى عشرات الصحفيين، فضلا عن آلالاف المعارضيين من كافة فئات المجتمع، منذ محاولة الجيش الفاشلة للإطاحة به فى يوليو 2016، موجها لهم اتهامات بالإرهاب بسبب مقالاتهم وتدويناتهم على مواقع التواصل الإجتماعى أو آراء عبروا عنها.
وقالت مجلة نيوزويك، في تقرير لها اليوم إنه قبل عقدين وقف رجل أمام مسيرة كبيرة فى أسطنبول وتلا بعض الأسطر من الشعر، وبعد فترة وجيزة تم القبض على ذلك الرجل وسجنه بتهمة التحريض على الكراهية الدينية، وأشارت إلى أن ذلك الرجل هو رجب طيب أردوغان الذى يسجن اليوم مئات الشعراء والكتاب والصحفيين، موضحة أن أكثر ما يثير الدهشة هو حقيقة أنه من بين جميع الصحفيين المسجونين فى العالم، فإن ثلثهم يقبعون فى السجون التركية.
وأضافت، أن الكثيرون مثل الصحفى أحمد ألتان، تم الحكم عليهم بالإعدام، وذلك فضلا عن غلق أكثر من 180 وسيلة إعلامية وفقدان ما يزيد عن 2500 صحفى وعاملين آخرين فى الإعلام لوظائفهم، ومن غير المفاجئ أن مؤشر "وورد برس" لحرية الصحافة هذا العام وضع تركيا فى المرتبة 157 دولة من بين 180 دولة حيث تأتى بعد رواندا.
وكانت منظمة العفو الدولية وجهت انتقادات شديدة اللهجة للقيادة التركية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة ، ودعت المنظمة حكومة برلين لاتخاذ ما يستلزمه ذلك من إجراءات حيال تركيا.
وقالت جنين أولمانسيك، خبيرة المنظمة في شؤون أوروبا و آسيا الوسطى لدى منظمة العفو الألمانية، إن حرية الصحافة في تركيا "مكبلة في القيود تقريبا منذ نحو عامين".
وأضافت أولمانسيك إن الحكومة التركية تسيء استخدام الصلاحيات الواسعة التي تسمح بها حالة الطوارئ للتضييق على المجتمع المدني وإسكات الأصوات التركية الناقدة".
وشددت أولمانسيك على ضرورة استمرار الحكومة الألمانية والمجتمع الدولي في الضغط على الحكومة التركية وإلزامها بـ "الالتزام بتعهداتها بشأن حماية حقوق الإنسان".
وتسببت حالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقب الانقلاب في تقييد الحقوق الأساسية في تركيا حيث أمر أردوغان بإغلاق الكثير من المؤسسات الإعلامية.
وفقا لبيانات منصة الصحافة المستقلةP24 المهتمة بالحفاظ على استقلال الصحافة التركية فإن هناك أكثر من 170 صحفيا في السجون التركية في حين تتحدث منظمة مراسلون بلا حدود عن 35 صحفيا.
ولكن منصة الصحافة المستقلة رجحت اعتقال العشرات من الصحفيين على خلفية عملهم كصحفيين وقالت إنه من الصعب إثبات ذلك لأن سلطات التحقيق كثيرا ما تترك المتهمين دون توضيح التهم الموجهة إليهم.
وفي عام 2017 أصدرت اللجنة الدولية لحماية الصحفيين، تقريرا بشأن عدد الصحفيين المعتقلين حول العالم والذي بلغ 262 صحفيا، كان لتركيا النصيب الأكبر في الاعتقالات، وفقا لما نقلته صحيفة زمان التركية.
التقرير أكد أن أنقرة حافظت على صدارتها في قائمة الدول الأكثر قمعا للصحفيين للعام الثاني على التوالي، وذكر أن هناك 73 صحفيا يقبعون داخل السجون التركية.
وكان رجب طيب أردوغان، أغلق أكثر من 100 مؤسسة إعلامية ودار نشر، بموجب حالة الطوارئ التي أعلنها بعد أحداث يوليو 2016، فضلا عن اعتقال عدد من الصحفيين.