وزير التربية والتعليم وعد بإغلاقها..
مراكز الدروس الخصوصية تتحدى الجميع.. تلتهم 17 مليار جنيه من دخل الأسر
الإثنين، 24 سبتمبر 2018 04:00 ص
على الرغم من الوعود التى قطعها الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، على نفسه ــ أكثر من مرّة ــ بالقضاء على مراكز الدروس الخصوصية، أو ما يسمى بـ "السنترات" أو "السناتر"، إلاّ أنها مازالت تعمل بكل هِمة ونشاط، وتنتشر وتتوغل وتتكاثر وتتحدى الجميع، وتستقبل التلاميذ والطلاب بكافة المحافظات، لتلقى الدروس الخصوصية فى جميع المواد، وبمبالغ كبيرة فى كل مادة، تحت إشراف ومباركة مدرسين ومُعلمين فى المدارس الحكومية والخاصة.
إعلانات الدروس الخصوصية
عبقرية الرياضيات
عادت إعلانات المدرسين والمُعلمين على أسوار وجدران المبانى والمصالح الحكومية، مرّة أخرى مع بداية العام الدراسى الجديد، وانتشرت الإعلانات التى تتحدث عن المُدرس الفلانى «عبقرية» الرياضيات، و«فلتة» الكيمياء، و«أعجوبة» الفيزياء، و«فريد عصره وسابق أوانه» فى اللغة الإنجليزية، وترجمان الفرنسية، و«هِر» الألمانية، وملك التوقعات فى أسئلة ومراجعة ليلة الامتحانات، وسيبويه اللغة العربية، وغيرها من الألفاظ والمصطلحات والألقاب، التى توحى بِأنّ التلميذ أو الطالب سيتلقى العلم على يدى مؤلفى العلوم أنفسهم، نتيجة انتشار هذه الإعلانات على شكل مربعات ومستطيلات وأشكال جمالية وبألوان زاهية وعديدة وزخارف ونقوش، حول اسم المدرس أو المُعلّم والمادة التى يقوم بتدريسها.
مراكز الدروس الخصوصية
مراكز الدروس الخصوصية
أحدث الإحصائيات التى ترصد عدد مراكز الدروس الخصوصية، أو السنترات على مستوى الجمهورية، والتى تنتشر كالنار فى الهشيم، مُخلّفة وراءها حسرة وندماً وألماً لدى الأُسرة المصرية، وخاصة الفقيرة والمتوسطة، والتى تقتطع من دخلها المحدود تكلفة هذه الدروس والسناتر، تقدر بنحو 12 ألف مركز، طبقاً لأرقام عام 2014.
وخلال السنوات الأربع الماضية، منذ عام 2014 وحتى سبتمبر 2018، يمكن أن تكون هذه الأرقام قد قفزت إلى 20 ألف سنتر، بينما كانت أرباحها منذ 4 سنوات نحو 15 مليار جنيه، ويُتوقع لها أيضا أن تكون قد ارتفعت إلى أكثر من 20 مليار جنيه، فى ظل الارتفاع السنوى لأعداد تلاميذ المدارس، فى المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية.
عدد المُعلّمين والتلاميذ والمدارس
نستطيع وبكل بساطة أن نضع أيدينا على مواطن الداء، عندما نتأكد أن لدينا 61 ألف مدرسة ومعهد أزهرى، وقد بلغت أعداد التلاميذ بالمرحلة الابتدائية 11.3 مليون تلميذ، وتلاميذ المرحلة الإعدادية 5 مليون تلميذ، كما بلغ إجمالى أعداد التلاميذ بمرحلة الثانوى العام 1.9 مليون طالب، فى حين تصل أعداد المُدرسين أو المُعلّمين لنحو 1.2 مليون مدرس، حسب تقارير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2016 – 2017.
كما تنفق الأُسر المصرية على بند الدروس الخصوصية فقط، أكثر من ثلث الأموال التى تنفقها على أبنائها فى التعليم سنويا، وهو ما يساوى 17 مليار جنيه، بنسبة تصل إلى 39.4%، فى حين أن الإنفاق على التعليم عموماً يأخذ نحو 4.8% من دخلها سنوياً.
الضبطية القضائية على «السناتر»
من ناحيتها، تسابق وزارة التربية والتعليم الزمن لوضع حد لانتشار مراكز الدروس الخصوصية على مستوى الجمهورية، وقد وعد الوزير الدكتور طارق شوقى، بملاحقة هذه المراكز وإغلاقها، ولذلك استخدمت قيادات الوزارة، الضبطية القضائية الممنوحة لهم، وأغلقوا أكثر من 400 "سنتر" فى مختلف المحافظات، كما يتخذ المحافظون إجراءات قطع المرافق عن الأماكن التى يتم غلقها، لضمان عدم عودتها للعمل من جديد.
الأسطورة فى الدروس الخصوصية