إغلاق المتحف لن يكون الأخير.. كولومبيا تبدأ خطة طمس تاريخ أسطورة المخدرات إسكوبار
الأحد، 23 سبتمبر 2018 06:00 م
يبدو أن متحف «بابلو إسكوبار» لن يكون متاحا لفترة طويلة أمام الزائرين، بعدما قررت السلطات الكولومبية إغلاقه في وقت سابق من يوم الأربعاء الماضي، بدعوى عدم وجود تصريح للعمل، رغم أنه كان مقصدا سياحيا مهما إلى جانب مبنى «موناكو» الذي كان يمكله إسكوبار ومقبرة مونتسيكارو حيث دُفن.
و«بابلو إسكوبار»أكبر تاجر للمخدرات في العصر الحديث وصاحب أكبر إمبراطورية فى إنتاج الهيروين وتصديره للدول المجاورة، وأقيم متحفه بأحد منازله في حي لاس بالماس الراقي في ميديلين ثاني أكبر مدن كولومبيا.
ولد إسكوبار في 1 ديسمبر عام 1949 فى مدينة «ريونيجرو» الكولومبية لأب يعمل مزارعا وأم تعمل معلمة في مدرسة ابتدائية وكان ترتيبه الثالث بين أشقاءه السبع، وظهرت عليه النباهة وبوادر الإجرام وهو في المرحلة الابتدائية.
عندما أصبح إسكوبار في الثانوية عمل مع ابن عمه في أعمال تجارية صغيرة ثم بدأ ببيع تذاكر اليانصيب المزيفة، وتبادل القصص المصورة، وباعا الامتحانات وشهادات الثانوية العامة المزيفة، وكانا يزوران الشهادات التي تمنحها جامعة «ميديلين لاتينياميريكانا» المستقلة.
تزوج إسكوبار من «ماريا فيكتوريا» في 29 مارس 1976 كان عمره وقتها 26 عاما وهي كانت 15 عاما فقط، نتج هذا الجواز عن طفلين هما «خوان بابلو إسكوبار» ويسمى حاليا «سيباستيان ماروكين»، و«مانويلا إسكوبار هيناو»، واشتهر اسكوبار بعلاقاته غير الزوجية وكان يميل إلى الفتيات القاصرات، لكن ظلت علاقته مع زوجته ماريا قوية حتى وفاته.
ويعرض المتحف أثاث إسكوبار، وسياراته ومستلزماته الشخصية، وكان بإحداها ثقوب من طلقات نارية، وبسبب هذا المتحف حملت السلطات، روبرتو اسكوبار، شقيق إسكوبار، غرامة قدرها 37 مليون بيزو، بما يعادل (12 ألفا و200 دولار)، بحجة أن المتحف أقيم بدون تراخيص وموافقات رسمية من الدولة.
ويدير «روبرتو» شقيق أسطورة المخدرات روبرتو اسكوبار، المتحف، الذي قالت عنه السلطات المحلية إنه لا يملك الموافقات اللازمة من الأجهزة السياحية المختصّة، لذا تقرر وقف العمل به مؤقتا.
قررت سلطات مدينة ميديين الكولومبية إقفال متحف عن زعيم المخدرات الشهير بابلو إسكوبار يملكه شقيقه ويزوره الكثير من السياح الأجانب#فرانس_برس
وقال فريديريكو جوتيريس زولواجا، رئيس البلدية، تعليقا على إغلاق متحف أسطورة المخدرات الشهير: «لا أريد أن يأتي الناس إلى مدينتنا لتمجيد الجريمة، وأن تزداد ثروة من أساؤوا إلى البلد»، مشيرا إلى أن المتحف يُمجد واحدًا من أسوأ رجال العصابات الدولية الذي ألحق بمدينة ميديلين قدرا كبيرا من الضرر والأذى.
مسيرة إسكوبار الإجرامية بدأت عام 1966 بسرقة شواهد القبور مع عصابته، ثم يعيد ترميمها وبيعها إلى مهربين محليين، ثم انتقل إلى سرقة السيارات وهو في سن العشرين، وقد كان هو وعصابته يسرقون السيارات ثم يفككونها ويبيعونها كقطع مجزأة، وبعد أن جمع ما يكفي من المال تمكن من رشوة موظفي الخدمة المدنية لتعديل معلومات السيارات المسروقة.
ويحكي مقربون منه أنه أحرق 2 مليون دولار لإبقاء طفتله مانويلا دافئة، حين كانوا يختبئون في العديد من الأماكن السرية، في أحد الأيام، حيث كان يجني نحو 420 مليون دولار في الأسبوع، في أيام عزه وسيطرته.
قرار إغلاق المتحف، دفع روبرتو شقيق للقول: «الناس كانوا يأتون إلى بيتي ويلتقطون الصور معي، ثم يضعون تبرّعاً في خزنة مفتاحها مع كاهن ينفق المال لإطعام فقراء في الشارع».
ورغم من نشاطه الإجرامى الخطير، إلا أن إسكوبار لم ينس الفقراء أبدا وفعل الخير وقام بإنشاء جمعية خيرية لمساعدة فقراء كولومبيا وتطوير وبناء الكنائس والمستشفيات وبناء العديد من الحدائق والمنتزهات وملاعب كرة قدم، وبسبب مساعدته للفقراء كان يلقب بـ «روبين هود» كولومبيا.
تقول السلطات الكولومبية إن أعداد الذين قتلهم اسكوبار تبلغ نحو 4 آلاف شخص، منهم 200 قاض وألفٍ من رجال الشرطة، بخلاف بعض الصحفيين والدبلوماسيين، وكان يملك قاعدة «فضة أو رصاص» ومن يرفض رشوته بالمال يقتله فورا.
ومن أجل تهريب المخدرات والأموال عبر الحدود، اشترى إسكوبار طائرة خاصة، فضلا عن استخدامه الدواليب لتخزين البضاعة، وكان يصل أجر الطيارين إلى 500 ألف دولار يوميا، وُقدّرت كمية المخدرات التي كان يهربها بنحو 15 طن يوميا.