أمريكا تضرب «3 عصافير بحجر واحد».. هل تطول عقوبات واشنطن كوريا الشمالية؟
الأحد، 23 سبتمبر 2018 02:00 م
تطورات جديدة في الأزمة الأمريكية الكورية الشمالية، حيث اتخذت واشنطن إجراءات تصعيدية جديدة تجاه بيونج يانج، ذلك عبر تحالف دولي، حشدت له إدارة دونالد ترامب، يشمل دول نيوزيلندا وأستراليا وكندا وبريطانيا واليابان وكوريا الجنوبية.
تعاهدت دول التحالف الجديد على إنزال سفن لها وتفتيش المحيط الهادي، وقطع الطريق على أي سفينة تحاول تهريب الوقود لكوريا الشمالية، صحيفة وول ستريت جورنال قالت إن التحالف يهدف لتعقب البترول القادم من روسيا وإيران اللتين تخضعان لعقوبات أمريكية.
وعلى ما يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدأ في اتخاذ الخطوات تجاه تنفيذ تهديد العقوبات الأمريكية على كوريا الشمالية، بسبب تعاونها مع إيران المنكوبة في مجال النفط. فقد قالت وزارة الخارجية الأمريكية، (السبت) إن واشنطن لن تتردد في فرض عقوبات على أي طرف يساعد في إرسال وقود إلى كوريا الشمالية في تحذير واضح لروسيا بعد أيام من اتهام نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة موسكو بالتحايل على هذه العقوبات.
وقالت هيذر ناورت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن كوريا الشمالية تواصل استخدام أساليب للتملص من عقوبات الأمم المتحدة. وأضافت أن على الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة حظر عمليات نقل الوقود من سفينة لأخرى إلى كوريا الشمالية.
وأضافت «ناورت» أن الولايات المتحدة لن تتردد في فرض عقوبات على أى فرد أو كيان أو سفينة تدعم الأنشطة الكورية الشمالية غير المشروعة بصرف النظر عن الجنسية. وعزز مجلس الأمن الدولى بالإجماع العقوبات على كوريا الشمالية منذ (2006) في محاولة لوقف تمويل برامج بيونجيانج في مجالي الأسلحة النووية والصاروخية الباليستية، ولكن المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا في الآونة الأخيرة أظهرت وجود تصدع في وحدة المجلس بسبب هذه العقوبات.
وقالت هيلى (الاثنين) إن واشنطن تملك دليلا على ارتكاب روسيا انتهاكات مستمرة وواسعة النطاق، وأضافت أن روسيا ساعدت كوريا الشمالية على الحصول بشكل غير قانوني على وقود من خلال عمليات نقل في البحر ورفضت طرد كوري شمالي أدرج مجلس الأمن اسمه ضمن قائمة سوداء العام الماضي وضغطت من أجل إجراء تغييرات في تقرير مستقل للأمم المتحدة بشأن انتهاك العقوبات لتغطية خروقات الروس.
وقالت روسيا عقب تصريحات هيلى إن موسكو لم تضغط على معدى تقرير الأمم المتحدة وأنحى باللوم على هيلى فى زيادة التوترات.
يعد التصعيد الأمريكي، ضربة لموسكو وطهران وليس لمجرد ضمان تطبيق العقوبات الدولية على بيونج يانج، حيث اتهمت واشنطن الكرملين بحذف فقرات من تقرير خاص بالمفتشين الدوليين المشرفين على تطبيق العقوبات على كوريا الشمالية، تتعلق بحجم استخدام كوريا الشمالية للوقود، وتقول: «إن بيونج يانج استنفذت كميات الوقود المصرح لها باستيرادها»، وهو ما رفضته موسكو.
السفيرة الأمريكية فى الأمم المتحدة الدولية نيكى هايلى قالت إنّه لا يُمكن السماح لروسيا بتعديل وعرقلة تقارير مُستقلّة للأمم المتحدة، بشأن العقوبات على كوريا الشمالية لمجرّد أنه لا يُعجبها ما يقوله الخبراء.
التحرك الأمريكي الآن كانت وراءه عدة أسباب، أولهما تحدثت عنه رويترز، وهو أن أسعار الوقود فى كوريا الشمالية انخفضت فى شهر يوليو رغم العقوبات، بينما تمكنت واشنطن من رصد سفن مجهولة تنقل كميات من الوقود المهرب لكوريا الشمالية، متابعة أن هناك مخاوف من كون إيران المورد السري للبترول باعتبار أنها هى الأخرى خاضعة للعقوبات الأمريكية، وبالتالى لا تريد واشنطن أن تكون دولتين معاديتين لها تتمتعان بمتنفس اقتصادى تهربان به من العقوبات.
تقرير رويترز أكد أن هناك مخازف من نجاح روسيا في العمل على مد خط البترول، الذى أعلنت عنه من قبل فى كوريا الشمالية فى حال حدثت انفراجة، وتم رفع العقوبات عن بيونج يانج، لأن هذا بالنسبة لواشنطن يعنى سوقا اقتصاديا جائعا ينتظر الواردات الروسية وليس الأمريكية.
تقارير دولية تحدثت عن السبب الثاني قالت إنه يتعلق بأهداف دبلوماسية، حيث تم الإعلان عن التحالف فى نفس اليوم الذي وصل فيه المبعوث الخاص الأمريكى الجديد لكوريا الشمالية ستيفن بيجون لكوريا الجنوبية، لترتيب البيت قبل عقد القمة الكورية بين الرئيسين كيم جونج أون ومون جيه إن، الأسبوع المقبل، الأمر الذى يعنى أن واشنطن تحاول ممارسة الضغط على بيونج يانج، قبل القمة للحصول منها على تنازلات فى الملف النووى.