يوسف أيوب يكتب: السيسى فى الأمم المتحدة.. مصر تتحدث أمام العالم " صور وفيديو"
الإثنين، 24 سبتمبر 2018 10:00 ص
هذه هى المرة الخامسة على التوالى الذى يشارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو ما يؤكد الإهتمام المصرى بهذا المحفل العالمى، الذى يشهد أكبر مشاركة لقادة وزعماء العالم، ومع إدراك الرئيس لأهمية هذه المشاركة، باتت على رأس أجندته السنوية، كونها تتيح للرئيس الفرصة للقاء أكبر عدد من القادة والزعماء، فضلاً عن مخاطبة العالم من على منبر الأمم المتحدة.
وقد جسدت مشاركات الرئيس خلال الأربع سنوات الماضية، الإدارك المصرى الكامل لأهمية هذا المنبر لمخاطبة المجتمع الدولي بكامله، والتواصل معه، وحرص على عودة صوت مصر على أعلى مستويات القيادة إلى منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، ففى الماضى لم يكن هناك أهتمام بهذا المنبر، لكنه اليوم بات فى الأولوية، وجاءت هذه الرؤية التى تبناها الرئيس للتأكيد على الأهتمام الذى توليه مصر لدور منظمة الأمم المتحدة، وضرورة العمل على تعزيز هذا الدور واستعادة تأثيره في النظام الدولي على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، خاصة ونحن فى أمس الحاجة لهذا الدور، فى وقت يمر فيه النظام العالمي بتغييرات أثرت بشكل مباشر على توازن القوى وطبيعة ونمط العلاقات الدولية، بالإضافة إلى حجم التحديات التى تواجه المجتمع الدولى، وكلها تهدد الأمن والسلم الدولى، وتشمل ظاهرة الإرهاب وعدد من الظواهر الأخرى مثل تغير المناخ، والأزمات الدولية والإقليمية مثل الأزمة فى سوريا وليبيا واليمن وجنوب السودان والوضع فى العراق، وقضية اللاجئين التى باتت تؤرق الغرب، وغيرها من الأزمات والمشاكل التى تتطلب نقاشاً صريحاً بين قادة العالم فى محاولة لوضع الحلول لها.
خمس مشاركات للرئيس السيسى فى الامم المتحدة
الارقام تؤكد أن الزيارة الحالية للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الأمم المتحدة لرئاسة وفد مصر فى اجتماعات الشق رفيع المستوى فى اجتماعات الدورة 73 للجمعية العامة، هى الخامسة من نوعها، حيث حرص الرئيس السيسى منذ توليه رئاسة مصر في يونيه 2014 على المشاركة في جميع دورات الجمعية العامة التى تعقد في شهر سبتمبر من كل عام، وهو ما جعله أول رئيس مصرى يحضر خمس دورات متتالية لاجتماعات الجمعية العامة، بل إن هذه المشاركات الرئاسية الخمسة تفوق فى عددها مجموع مشاركات جميع قادة مصر منذ إنشاء المنظمة الدولية، وهو ما يكشف إلى أى مدى يهتم الرئيس بهذه المشاركة، وأيضاً الدور الذى تلعبه الأمم المتحدة، ولا يخفى على أحد أن علاقة مصر بالمنظمة الدولية زادت وتيرتها بعد ثورة 30 يونيو 2013 بفضل الأهتمام الذى يوليه الرئيس السيسى، وربما يفسر ذلك فوز مصر بعضوية مجلس الأمن العامين 2016-2017، فمصر كانت خارجه لتوها من ثورة شعبية أطاحت بحكم الإخوان، ولم يكن يدور بخلد أحد أن دولة مثل مصر عانت هذه المعاناة طيلة السنوات التى تلت أحداث 2011 أن تجد لنفسها سريعاً هذه المكانة الدولية رفيعة المستوى، سواء بالفوز بعضوية مجلس الامن، وبالتزامن معها الحصول على عضوية مجلس السلم والإمن الأفريقى، بل وترأس هذا المجلس، لكن هذا تحقق، لأن مصر السيسى تبنت رؤية واقعية ، إعادت للدولة مكانتها الدولية التى تستحقها.
المشاركة المصرية هى الأنشط
بالعودة إلى مشاركات مصر الأربعة فى الامم المتحدة، وكنت شاهداً عليها جميعاً، من خلال حضورى لها وتغطيتى لفاعلياتها، فقد كانت المشاركة المصرية فى كل مرة هى الأنشط، سواء من خلال كم اللقاءات التى يجريها الرئيس أو حتى طرح المبادرات المصرية التى تشمل جوانب متعددة، وأماكن جغرافية متفرقة، وملفات مختلفة، لدرجة أن كثير من المتابعين كانوا يقفون انتباهاً لعظمة التحرك والدور المصرى، وهو ما رصدته فى أكثر من مناسبة، وتكاد لحظة وقوف الرئيس السيسى لأول مرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 24 سبتمبر 2014، من أكثر اللحظات التى لا تبارح عقلى مطلقاً، فوقت أن وقف الرئيس لألقاء الكلمة أنفجرت القاعة تصفيقاً فى مشهد لم تعتاده الأمم المتحدة.
خطابات الرئيس الأربعة من على منبر الأمم المتحدة كانت تعبيراً عن الحالة المصرية، ففى 2014 حرص الرئيس السيسي في على شرح حقيقة ما حدث ويحدث في مصر من تطورات، وطبيعة ما قام به الشعب المصري من تحولات تخلص خلالها من قوى التطرف والظلام، واستعاد مسيرته المعتادة في ركب الحضارة الإنسانية، فقد بدأ الرئيس كلمته بالقول " أقف أمامكم اليوم كواحدٍ من أبناءِ مصرَ، مهد الحضارة الانسانية، ومن هذا المنبر أستهل حديثى بتوجيه التحية لشعب مصر العظيم، والمصريين القادمين من كل الولايات الأمريكية، شعب مصر العظيم الذى صنعَ التاريخَ مرتين خلال الأعوام القليلة الماضية.. تارة عندما ثار ضد الفساد وسلطة الفرد، وطالب بحقه فى الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية.. وتارة أخرى، عندما تمسك بهويته، وتحصن بوطنيته، فثارَ ضد الإقصاء، رافضاً الرضوخ لطغيان فئة باسم الدين، وتفضيل مصالحها الضيقة على مصالح الشعب"، مشيراً إلى العالم بدأ "فى إدراك حقيقة ما جرى فى مصر، وطبيعة الأوضاع التى دفعت الشعب المصرى، بوعيه وحضارته، إلى الخروج منتفضاً ضد قوى التطرف والظلام، التى ما لبثت أن وصلت إلى الحكم، حتى قوضت أسس العملية الديمقراطية ودولة المؤسسات، وسعت إلى فرض حالة من الاستقطاب لشق وحدة الشعب وصفه.. ولعل ما تشهده المنطقة حالياً، من تصاعد التطرف والعنف باسم الدين، يمثل دليلاً على الأهداف الحقيقية لتلك الجماعات التى تستغل الدين، وهو ما سبق لنا أن حذرنا منه مراراً وتكراراً، إن قيم العدل والمحبة والرحمة التى جاءت فى اليهودية والمسيحية والإسلام قد تحولت على يد تلك الجماعات إلى طائفية مقيتة وحروب أهلية واقليمية مدمرة يقع ضحيتها أبرياء من أديان مختلفة".
مصر الجديدة.. دولة تحترم الحقوق والحريات وتؤدى الواجبات
وأوضح الرئيس السيسى للعالم أن المصريين يبنون الأن " مصر الجديدة "، "دولةٌ تحترم الحقوق والحريات وتؤدى الواجبات، تضمن العيش المشترك لمواطنيها دون إقصاء أو تمييز ..دولةٌ تحترم وتفرض سلطةَ القانون الذى يستوى أمامَهُ الكافة، وتَضْمَنُ حريةَ الرأى للجميع، وتَكْفُلُ حريةَ العقيدةِ والعبادةِ لأبنائها.. دولةٌ تسعى بإصرار لتحقيق النمو والإزدهار، والإنطلاق نحو مستقبل واعد يلبى طموحات شعبها".
كما نبه العالم إلى الإرهاب الذى "عانت مصر من ويلاته منذ عشرينيات القرن الماضى، حين بدأت إرهاصات هذا الفكر البغيض تبث سمومها، مستترة برداء الدين للوصول إلى الحكم وتأسيس دولة الخلافة، اِعتماداً على العنف المسلح والإرهاب كسبيل لتحقيق أغراضها.وهنا أريد أن أؤكد، أنه لا ينبغى السماح لهؤلاء الإساءة للدين الإسلامى الحنيف، ولمليار ونصف المليار مسلم، الذين يتمسكون بقيمه السامية؛ فالدين أسمى وأقدس من أن يوضع موضع الإختبار فى أية تجارب إنسانية، ليتم الحكم عليه بالنجاح أو الفشل ".
وخلال كلمته فى 2014 طرح الرئيس السيسى رؤية مصر لعدد من الأزمات الأقليمية، متحدثاً أيضاً عن الحل لهذه الأزمات، والتى لخصها فى أمرين، دعم بناء الدولة القومية من خلال تطبيق مبدأ المواطنة وسيادة القانون بناءً على عقد اجتماعي وتوافق وطني، وأن يتوافق ذلك مع المواجهة الحاسـمة لقوى التطـرف والإرهاب، ولمحاولات فرض الرأى بالترويـع والعنف، وإقصاء الآخـر بالإستبعاد والتكفير .
مصر منشغلة بإيجاد آلية لإشراك الشباب المصرى فى صنع القرار
فى 2015 وخلال ألقاء الرئيس لكلمته أمام الدورة 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتحديداً فى 28 سبتمبر أختار الرئيس أن يبدأ كلمته بالحديث عن مشروع قناة السويس الجديدة، التى تم أفتتاحها قبل شهر ونصف من كلمة الرئيس أمام الامم المتحدة، وأختيار هذا الحدث كان يمثل نقلة فى خطاب مصر الخارجى، ففى 2014 كان التركيز على نتعريف العالم بالثورة المصرية، لكن هذا العام 2015، أخذ الخطاب بعداً أخر، وهو تعريف العالم بالمشروعات القومية التى تنفذها مصر لخدمةالاقتصاد المصرى والتجارة العالمية، لذلك قال الرئيس أن " القناة الجديدة ليست هدية مصر للعالم فحسب .. لكنها تمثل تجسيد الأمل.. وتحويله إلى واقع ووجهة جديدة من خلال العمل".
وفى هذا العام "2015" كانت مصر منشغلة بإيجاد آلية لإشراك الشباب المصرى فى صنع القرار من خلال عدة مبادرات منها المؤتمر الوطنى للشباب وغيرها، وأراد الرئيس أن يجعل للآلية المصرية منظور دولى، من خلال الدعوة إلى إيجاد "نموذج يفتح آفاقا رحبة أمام الشباب تتيح له مستقبلا أفضل وليتمكن بالعمل الجاد من المشاركة فى صياغته"، لذلك طرح الرئيس "بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول الأعضاء وبمشاركة واسعة من شبابها مبادرة حـول : ” الأمل والعمل من أجل غاية جديدة”، أو “هانــــد hand” وفقا للاختصار باللغة الإنجليزية .. وهى بالفعل اليد التى تمدها مصر .. كأحد أوجه مساهمتها فى التغلب على قوى التطرف والأفكار التى تسعى إلى نشرها .. ولكن من خلال العمل الإيجابى الذى لا يكتفى بالمقاومة فقط .. على نحو ما دأبت عليه جهود مكافحة الإرهاب حتى الآن .. والتى تركز على الدفاع عن الحاضر .. إن علينا بالتوازى مع تلك الجهود القيمة ..أن نسعى إلى اجتذاب طاقات الشباب الخلاقة بعيدا عن المتطرفين وأفكارهم المغلوطة .. وأن نتيح لهم توظيف قدراتهم من أجل بناء المستقبل.. الذى ستؤول إليهم ملكيته بعد سنوات قليلة".
مصر أول دولة تتصدى لخطر الإرهاب
بجانب تعريف العالم بالتطور الذى يشهده الاقتصاد المصرى، فضلاً عن طرح الرؤية المصرية لإدماج الشباب فى آلية صنع القرار، تصدت مصر لمشكلة الإرهاب ودعاوى التطرف، والتأكيد للعالم من على منصة الأمم المتحدة أن من يدعون أنهم وحدهم من يملكون الحق فى تفسير الإسلام، هم المسئولين عن حالة الفوضى التى تعيشها المنطقة، وكذلك سوء فهم الجميع لرسالة الإسلام السمحة، وأكد الرئيس أن " أكثر من مليار ونصف المليار مسلم يرفضون أن يخضعوا لفكر تلك القلة القليلة .. التى تدعى أنها تحتكر التحدث باسمهم، بل وتسعى من خلال تطرفها وعنفها إلى إقصاء وإسكات من يعارضها.. وهو ما ينبغى أن يدركه العالـــم".
وفى 20 سبتمبر 2016 ألقى الرئيس كلمة مصر للعام الثالث على التوالى، لكن هذه المرة شهدت الكلمة نقلة نوعية فى خطاب مصر للعالم من على منصة الامم المتحدة فى 2016، فالوقت قد حان لتعريف الناس بدور مصر فى خدمة القضايا الأقليمية والدولية، لذلك أختار الرئيس أن يبدأ كلمته بالإشارة إلى اعتماد أجندة التنمية 2030 لتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها؛ البيئية والاقتصادية والاجتماعية، وكذلك وثيقة أديس أبابا لتمويل التنمية، وأكد على "تطلع الشعوب، خاصة النامية، لمستوى حياة لائق ونمو مضطرد لهو المسئولية الرئيسية التى نتحملها كقادة وضعت الشعوب ثقتها فينا، وحملتنا هذه المسئولية وفاء للمبادئ الانسانية التي تقود مساعينا".
دعم دور الدولة لضمان التوازن بين أبعاد التنمية المستدامة
وطرح الرئيس الرؤية المصرية من خلال المطالبة "بدعم دور الدولة لضمان التوازن بين أبعاد التنمية المستدامة خاصة فيما يتصل بفعالية شبكات الحماية الاجتماعية، وتعزيز الملكية الوطنية للتنمية، كما تنوه مصر لأهمية تسخير المنظومة المالية العالمية من اجل نظام اقتصادي عالمي عادل يوفر فرصا متكافئة للتنمية ويساعد على تقليل الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية. حيث تعد الأمم المتحدة المحفل المناسب لتناول هذه المسائل. وانطلاقا من ذلك، كانت مصر ضمن أول 22 دولة تتقدم بمراجعة طوعية لخططها التنموية فى يوليو الماضى".
وبأعتبار الرئيس السيسى منسق مجموعة الرؤساء الأفارقة لتغير المناخ، فقد أكد فى كلمته "التزام افريقيا بمواجهة تغير المناخ وفقاً لقدراتها، وتطلعها لتفعيل آليات التنفيذ للاتفاقات الخاصة بنقل التكنولوجيا والتمويل المستدام، ولذا أنشأت مصر المسار الخاص بمبادرة الطاقة المتجددة وطرحتها في إطار رئاستها للجنة القادة الأفارقة المعنية بتغير المناخ، وتنفيذاً لقرارات الاتحاد الإفريقي ذات الصلة. وتؤكد مصر على أهميتها لتوجيه الدعم لأفريقيا، وعلى أن مواجهة تغير المناخ يجب أن تراعى الإنصاف والحق فى التنمية، والالتزام بمبادئ القانون الدولي واهمها عدم الإضرار وتعزيز التعاون، ومشاركة مختلف الدول فى المشروعات المطروحة، وفقا للقواعد المنظمة لمؤسسات التمويل الدولية وعلى رأسها البنك الدولي".
مصر تتبنى الحلول للقضايا والأزمات الإقليمية
كما شهدت كلمة مصر فى 2016 عدداً من المبادرات لحل الأزمات الأقليمية، ففى سوريا أكد الرئيس "إن نزيف الدم في سوريا وغياب الأفق السياسي أمر لم يعد مقبولا استمراره. فالمطلوب واضح، وقف فوري وشامل لكل الأعمال العدائية في جميع أنحاء سورية، يمهد لحل سياسي يحقن الدماء ويحفظ وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية ومؤسسات دولتها، ويحقق طموحات السوريين، ويمنع استمرار الفوضى التي لم تؤد إلا لتفشي الإرهاب. وفي هذا السياق، فإننا نرحب باتفاق وقف العدائيات الذي تم التوصل إليه بجهد مشكور من جانب روسيا والولايات المتحدة الأمريكية ونتطلع لسرعة تحرك المجتمع الدولي الجاد لاستئناف المفاوضات في أقرب وقت للتوصل لتسوية شاملة للازمة".
فى هذه الكلمة وجه الرئيس نداء من منبر الجمعية العامة للامم المتحدة للشعب الإسرائيلي والقيادة الإسرائيلية في أهمية إيجاد حل لهذه القضية، وقال " لدينا فرصة حقيقية لكتابة صفحة مضيئة في تاريخ المنطقة بالتحرك في اتجاه السلام ...التجربة المصرية تجربة رائعة ومتفردة ويمكن تكرارها مرة أخري بحل مشكلة الفلسطينيين وإيجاد دولة فلسطينية لهم بجانب الدولة الإسرائيلية ...تحقق الأمن والامان للفلسطينيين...وتحقق الامن والامان للاسرائيليين... وتحقق الاستقرار والازدهار للفلسطينيين وتحقق مزيد من الاستقرار والازدهار للاسرائيليين"
كما أشار الرئيس إلى الدور المصرى المحورى للوصول إلى توافق بين الفرقاء فى ليبيا من خلال أستضافة اجتماعات للاشقاء الليبيين لتسهيل تنفيذ اتفاق الصخيرات وتشكيل حكومة وحدة وطنية ممثلة لكل الليبيين ومصادقة مجلس النواب عليها لتتفرغ لإعادة الإعمار ويتفرغ الجيش الليبي لمواجهة الارهاب، داعياً إلى سرعة رفع حظر السلاح المفروض على تسليح الجيش الليبي ولا مكان للارهاب ولا للميليشيات فى ليبيا فقد آن الأوان لاستعادة مؤسسات الدولة الليبية .
السيسى يدعو لتبني منظور شامل في مكافحة الإرهاب
كما دعا الرئيس إلى تبني منظور شامل في مكافحة الإرهاب من خلال مقاربة لا تقتصر على البعد الأمني وأنما تشمل الجانب الفكري ومن هذا المنطلق ستستضيف مصر مركز مكافحة الارهاب التابع لتجمع الساحل والصحراء كذلك تؤكد مصر أهمية دراسة أى مصادر مستجدة للتوتر وأخذنا في الاعتبار ظاهرة التصحر وشح المياة والحاجات التنموية المتصلة بإدارة المياة العابرة للحدود .
وكان لافتاً أن الخطاب المصرى هذه المرة تناول أزمات فى اماكن متفرقة، أخذاً فى الاعتبار عضوية مصر فى هذا التوقيت فى مجلس الأمن الدولى، ورئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقى، فتحدث الرئيس عن بوروندي، حيث تسعى مصر إلى إيجاد حلول لتلك الأزمة السياسية من خلال مجلس السلم والأمن الأفريقي وبدرجة أكبر من خلال مجلس الأمن، حيث تعمل على التعامل مع الأزمة بالشكل المناسب لتهدئة الأوضاع السياسية وتمكين كافة الأطراف البوروندية من تعزيز الحوار السياسي السلمي بعيداً عن استخدام العنف، كذلك، سعت مصر منذ اندلاع الأزمة في جنوب السودان للمشاركة في الأطر الإقليمية للتعامل معها، حيث انخرطت مصر مع طرفي الصراع والأطراف الإقليمية والدولية لتحقيق السلام، وتسعي مصر حالياً من خلال رئاستها لمجلس السلم والأمن الأفريقي، إلى إسهام المجلس بدور أوسع في ذلك، وتعزيز التعاون مع الآلية المشتركة للمراقبة والتقييم. وتطالب مصر بالعمل في إطار حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية لجنوب السودان بشكل يعيد الاستقرار الى جوبا.
وفى يوم الاربعاء 20 سبتمبر 2017، ألقى الرئيس كلمة مصر أمام الدورة 72 للجميعة العامة، وهذه المرة ذهبت مصر إلى نيويورك وفى جعبتها الكثير، خاصة المتعلقة بتحقيق أهداف ومقاصد الأمم المتحدة، حيث أكد الرئيس "إننا فى مصر، لدينا إيمان عميق بقيم منظمة الأمم المتحدة وأهداف ميثاقها، ولدينا ثقة كبيرة فى أن تحقيق هذه القيم أمرٌ ممكن، بل واجبٌ وضروري"، مع الإشارة إلى "أن هذا العالم المنشود والممكن، لا زال بكل أسف، بعيداً كل البعد عن التحقق. وأننا لا نزال نعانى، من العجز عن احتواء ومنع الصراعات المسلحة، ومواجهة خطر الإرهاب، ونزع السلاح النووى، ومعالجة مكامن الخلل الكبرى فى النظام الاقتصادى العالمى، والتى أفضت إلى زيادة الفجوة بين العالمين المتقدم والنامى".
وتناول الرئيس فى كلمته الاوضاع فى المنطقة العربية التى أصبحت "الأكثر تعرضاً لخطر الإرهاب، وبات واحدٌ من كل ثلاثة لاجئين فى العالم عربياً، كما أصبح البحر المتوسط مركزاً للهجرة غير الشرعية من الدول الأفريقية والآسيوية، فراراً من بَطش الاقتتال الأهلى من جهة، وبؤس الظروف الاقتصادية والاجتماعية من جهة أخرى، والتى رصدها التقرير العربى الإقليمى حول الفقر متعدد الأبعاد الذى أعدته جامعة الدول العربية بالتنسيق مع الأمم المتحدة".
مصر تقع على حافة أخطر بؤر الأزمات فى العالم
وقال الرئيس أن "مصر تقع على حافة أخطر بؤر الأزمات فى العالم .. وقَدَرُها أن تشق طريقَها بثقة فى ظل مخاطر غير مسبوقة، متبنيةً استراتيجية تنموية طموحة، تقوم على إصلاحات اقتصادية جذرية وشجاعة، تهدف قبل كل شيء لتمكين جيل الشباب".
بجانب مشاركات الرئيس السيسى وألقاء كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لأربع سنوات متتالية، كانت المشاركة المصرية تأخذ أبعاداً متعددة، وهو ما يظهر من كم اللقاءات التى أجراها الرئيس، فى الدورة (69) عام 2014، أستحوذ لقاء الرئيس السيسى مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما على الأنظار، خاصة أنه الأول بينهما، والأخير أيضاً، لأن أوباما كان يتأهب لمغادرة البيت الأبيض، وكانت هذه الزيارة هى الأكثر زخماً، خاصة أن قادة العالم كانت لديهم رغبة فى التعرف على رئيس مصر، فكان الجدول مزدحماً، لدرجة أن الرئيس كان يجرى أكثر من عشرة لقاءات يومياً، ضمت رؤساء الولايات المتحدة وفرنسا والعراق وكوريـا الجنوبية وموريتانيا وأوغندا وشيلي وفلسطين وقبرص وجنوب أفريقيا، وملك الاردن، ورؤساء وزراء بريطانيا والكويت واستراليا، ومع مسئولين دوليين منهم أمين عام الأمم المتحدة، ورئيس البنك الدولي، إضافة إلى مسئولي دوائر اقتصادية دولية ومسئولون أمريكيين حاليين وسابقين.
وفى الدورة (70) عام 2015، عقد الرئيس السيسي لقاءات مع رؤساء فرنســا والصــين وكرواتيا وتركمانستان ومالي وأورجواي وصربيا والسنغال وقبرص وبيلاروسيا وملك الأردن وبنما وفلسطين، ومع رؤساء حكومات هولندا والهند وايطاليا والمستشارة الألمانية وأيرلندا والعراق والمجر واثيوبيا ولبنان واليونان، ومع مسئوولين دوليين منهم أمين عام الأمم المتحدة، وأمين عام المنتدى الاقتصادي العالمي، ومدير عام وكالة الطاقة الذرية، ورئيس منتدى الاعمال للتفاهم الدولي، ورئيس البنك الدولي، فضلاً عن حضور قمم دولية جماعية.
وفى الدورة (71)عام 2016 اجتمع الرئيس مع رؤساء فرنســا وقــبرص ورومــانيا وفلسطــين واليمن وملك الأردن، ومع رؤساء حكومات بريطانيا ولبنان ومع مسئولين دوليين مثل أمين عام الأمم المتحدة – رئيس المجلس الأوروبي – رئيس منتدى الأعمال للتفاهم الدولي – رئيس البنك الدولي، وفى الدورة (72) للجمعية العامة عام 2017 التقى الرئيس رؤساء الولايات المتحدة وفلسطين وقبرص وغانا والبرازيل ورومانيا وصربيا وملك الاردن، ورؤساء حكومات اسرائيل وايطاليا، ومسئولين دوليين كأمين عام الأمم المتحدة ورئيس المجلس الأوروبي ورئيس البنك الدولي ومفوض الاتحاد الأوروبي للهجرة والمواطنة، وشارك فى عدد من القمم العالمية، واللقاءات الجماعية.
مشاركة مصرية متميزة على مدار السنوات الاربعة وستكون هذه العام أكثر تميزاً
الحاصل أننا أمام مشاركة مصرية متميزة على مدار السنوات الاربعة، وستكون هذه العام أكثر تميزاً، فكل عام يذهب الرئيس إلى نيويورك يكون لديه جديد، فالرئيس السيسى أبعد من فكرة المشاركة البروتوكولية، وهو ما ينطبق على كل مشاركات الرئيس فى الفعاليات والأنشطة الدولية، لذلك دائما ما نجد أهتمام دولى أينما وجد الرئيس السيسى، فقد اتسمت مشاركات الرئيس الأربع بعدة سمات أهمها إن الرئيس لم يكن في هذه المشاركات يخاطب الحاضرين في قاعة الأمم المتحدة، وإنما كان يخاطب من خلالهم كل شعوب العالم، الأمر الذي يختصر الكثير من الجهد في نقل صورة مصر وحقيقة مواقفها إلى الرأي العام الدولي.