يصبحون أسيادًا.. كيف ستندلع ثورة "الروبوتات" القريبة؟
السبت، 22 سبتمبر 2018 10:00 ص
الذكاء الاصطناعي للروبوت
تخوفات من ازدياد الذكاء الاصطناعي للروبوتات
يتجول البشري بالمدينة الكبيرة نهارًا، يشعر بالوحدة رغم ازدحام الشوارع بالأشخاص من حوله، إلا أنه يعتبرهم غرباء عنه أو دخلاء وغزاة على مدينته، ليس فقط لكونه هو الساكن الأقدم والأصلي، إنما اعتبارًا أيضًا لاختلاف هؤلاء الأشخاص عنه سواءً في هيئتهم وأيضًا طريقة تفكيرهم وعقائدهم وكيفية خلقهم، فهم مجرد قطع حديدية يعتبرها بلا ثمن رغم تطورها الصناعي، فداخل قراره نفسه يعلم جيدًا أنه الأفضل والأجدر حتى وإن كانوا هم الأكثر، فلا يحسبهم سوى قطع من الخردة، ابتكرهم هو وزاد من ذكائهم الاصطناعي، ولكنهم انقلبوا عليه فتبدل الحال وكان هو الخادم وهم الأسياد.
هذا المشهد ليس جزءً من سيناريو مكتوب ضمن فيلم خيال علمي حول حياة الروبوتات، وإنما هو جزء من توقعات أشار إليها مراقبون تدور حول المستقبل القريب.
تستمر توقعات من قبل المراقبون وحول العالم، باقتراب ثورة الروبوتات محل جدل وناقش في المراكز البحثية العالمية، فكلما زاد التطور التكنولوجي والصناعي في عالم الروبوتات وتم الإعلان عن ابتكار جديد في ما يخص الآلات، تؤكد العديد من الأبحاث والدراسات العلمية والاجتماعية أن ذلك يشير إلى قرب انقلاب الإنسان الآلي على البشريين وحكمهم، وذلك يأتي استنادًا إلى تطور الذكاء الاصطناعي للآليين، ما يجعلهم يقومون بعمليات الحوسبة دون توجيه، فضلًا عن تمكنهم من التفكير وإجراء بعض العمليات تلقائيًا دون أن يتحكم أي شخص بهم، وهو ما لوحظ في الابتكارات الأخيرة الخاصة بالآليين كمثل.
ويذكر أن السنوات الأخيرة شهدت تطورًا كبيرًا في عالم الروبوتات، كمثل الإعلان عن تجربة بعض الأعمال بواسطة الروبوت كمثل مشاركة الروبوت في المداهمات الأمنية ضمن قوات الشرطة، وكذلك الإعلان عن تنفيذ روبوت طبيب لعلاج الإنسان، وروبوت أخر يساعد الأطفال في العلاج النفسي، وغيره من الروبوتات التي تحمل ذكاء اصطناعي يقوم بأعمال متطورة مثل مهن الطب والهندسة والحساب والعلوم، فضلًا عن تطور الروبوتات العاملة في المهن اليدوية والصناعات، وأيضًا صناعة روبوتات تحمل قدرات جنسية لتكون بديلة للرجال.
وفقًا لما ذكره موقع "Tech crunch"، يقول المشرف على تكنولوجيا الروبوتات بوكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة، إن التحسينات التي أجريت في الآونة الأخيرة على الروبوتات وتحسين تخزين الطاقة الكهربائية بهم والنمو المتسارع في طاقة حوسبة البيانات، تعطي القدرة للروبوتات على اتخاذ قرارات مستنيرة، مشيرًا إلى أنه كلما تعلمت الروبوتات سيستخدمها عدد أكبر من الناس.
وكانت قد توقعت مجموعة بوسطن الاستشارية أن تبلغ السوق العالمية للروبوتات 67 مليار دولار خلال العقد الحالي، ما يشير إلى انتشارها بصورة كبيرة حول العالم.
وتوقعت صحيفة الجارديان البريطانية، رجوعًا لدراسات علمية، تسلم الآلات كل شىء في الحياة اليومية، بدءً من رعاية المسنين وصولًا على تقليب البرجر، مشيرةً إلى إن تطوير الذكاء الاصطناعي يعني أن أجهزة الكمبيوتر أصبحت قادرة على نحو متزايد على التفكير، وأداء المهام التحليلية التي كان ينظر إليها في الماضي على أنها تتطلب حكمًا إنسانيًا.
الروبوت
دراسات تؤكد سيطرة الروبوتات على الأعمال البشرية
وحسبما ذكرت أبحاث بجامعة أكسفورد المذكورة، فإن هناك 75% من العاملين حول العالم مهددين بالتشريد من أعمالهم خلال فترة وجيزة، منوهين إلى أن عام تلو الأخر يسيطر فيه الآليون على أعمال توافقًا مع التطور التكنولوجي، وسيأتي استخدامهم المكثف رجوعًا لتكاليفهم المنخفضة التي تغني عن العمالة البشرية المكلفة.
ويرى البعض من المراقبون والباحثون وفقًا لصحيفة "بلومبرج"، ضرورة الاحتساب لاندلاع ثورة من قبل الآليون تزامنًا مع تطور ذكائهم في المستقبل القريب، متخوفين من وقوع الأحداث التي شهدتها أفلام الخيال العلمي والتي تضمنت سيطرة حكم الآليون على العالم.