عادة مصرية على مائدة العلماء.. هل طبق عاشوراء بدعة؟ (فيديو)

يمتلئ المجتمع المصري بالعادات والتقاليد التي ترسخت منذ أزمنة بعيدة منها ما يتعلق بأحداث دينية ومنها ما يتعلق بوقائع تاريخية ووطنية، واختلفت الظروف الان بظهور التيارات المتشددة التي تعكر صفو أي عادة مصرية من شأنها إدخال البهجة والسرور ومنها مؤخرا الاحتفال بذكرى عاشوراء وما يأتي معها من تقاليد مصرية.

صيام عاشوراء
وأكد الشيخ علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، في حديثه ببرنامج "والله أعلم" على قناة سى بى سى، أن الرسول "ص" اهتم بإحياء يوم عاشوراء لأن الله –سبحانه وتعالى- نجى فيه موسى من فرعون ويوم من أيام الله، موضحا أن نبي الإسلام علمنا الفرح بأنبياء الله وأنهم مننا وأن الإسلام ليس ضد أحد ولا يكفر ولا يفرق بين أحد من الرسل وأنه أحق بالنبي موسى من اليهود كما ورد في الحديث الشريف.

وأضاف الشيخ علي جمعة، أن رسول الله محمد فرض على المسلمين صيام عاشوراء حتى نزل فرض صيام شهر رمضان فأقر فرضية رمضان وترك صيام عاشوراء أمام الصحابة باختيارهم، مشيرا إلى أن فرض صيام عاشوراء كان في السنة الأولى للهجرة وفرضية رمضان كانت في السنة الثانية من الهجرة وأن فرضية عاشوراء لم تكن إلا في سنة واحدة فقط وأن الصحابة لم يصوموا عاشوراء كفرض إلا يوم واحد.

اقرأ أيضاً: طقس إسلامي على شرف نبي اليهود.. هكذا يتبقل الله صيام عاشوراء

وأوضح الدكتور على جمعة، أنه حينما أتى العام الثالث للهجرة وجه الرسول "ص" الصحابة بالاختيار في صيام عاشوراء وقال من شاء فليصمه ومن شاء فلا، إلا أنه ظل يصوم التسع الأولى من شهر محرم طوال التسع سنوات في المدينة ثم قال في السنة العاشرة سأصوم التاسع والعاشر.

هل طبق عاشوراء بدعة
وحول فتاوى تحريم العادات المتعلقة بصيام عاشوراء وأشهرها طبق عاشوراء، أكد الشيخ على جمعة، أن طبق عاشوراء ليس بدعة بل هو أمر مرغب فيه في دين الله وفقا لقوله "ص" "تهادوا تحابوا"، موضحا أن النبي كان يعلم الصحابة تأليف قلوب الناس وحينما دخل المدينة كان يحب تقليد اليهود باعتبارهم أهل كتاب ونبوة وفيهم أنبياء وكان يقلد المتشرعين المتألهين لان البيئة في جزيرة العرب وقتها معظمها وثنيين.

وأشار الشيخ على جمعة، في كلامه عن هذه العادة إلى أن النبي تألف اليهود وكثيرا ما كان يفعل عوائدهم في الملابس والأكل والشرب ولكنهم لقوا هذا بكل قسوة قلب ورفضوا هذا التودد.

اقرأ أيضاً: معركة «السلفيين والشيعة» حول الحسين في يوم عاشوراء.. اتهامات متبادلة بالتطرف والمغالاة

وذكر الدكتور على جمعة، الحديث الشريف عن الرسول "ص" قائلا "إذا رأيتم اختلاف فعليكم بالسواد الأعظم ومن شد اشتد فى النار"، موضحا أن هذا يعنى حينما تجد الناس مختلفة في أمر تذهب لجمهور العلماء، والعلماء هم من أقروا وأشاعوا هذه العادات والناس ارتاحت واعتادت عليها وأخرجت فيها أوامر الشرع من الود والرحمة وصلة الرحم والتهادي والتحاب وإفشاء السلام ولذلك وجدوها نموذجا يحتذى به في ما أمرنا به الشرع الإسلامي.