هكذا أدخل «العدالة والتنمية» أنقرة في أزمات متكررة.. كيف أفضل أردوغان وحزبه مؤسسات تركيا؟
الخميس، 20 سبتمبر 2018 11:00 م
لا يمكن فصل التفاقم المستمر للأزمة الاقتصادية التي تمر بها تركيا في الوقت الراهن، بالسياسات الاقتصادية التي يتبعها حزب العدالة والتنمية وحكومة رجب طيب أردوغان، التي تتسم بالارتباك والتخبط، في ظل السياسة القمعية التي يمارسها الرئيس التركي ضد معارضه.
الكاتب التركي جوكهان باجيك، أكد أن الأزمات الاقتصادية ليست بالشيء الجديد على تركيا، فقد عايش الأتراك العديد من مثل هذه الأوضاع الصعبة في العقود الأخيرة، إلا أنه على الرغم من وجود اختلافات بين كل أزمة اقتصادية وأخرى، فإن جميعها تتقاسم العديد من العوامل المشتركة ومن بينها، شدة عامل فشل الدولة التركية في الحفاظ على ما يطلق عليها السياسات المؤيدة للسوق، حيث إن هناك تقليدا ما لدى الدولة التركية يدفعها لعدم ترك أي مساحة لعمل الكيانات الاقتصادية المستقلة بحرية وفعالية.
وقال الكاتب التركي في مقال له بصحيفة "أحوال تركية"، أن حزب العدالة والتنمية الحاكم عمل على إضعاف بيئة السوق في تركيا، ولعبت تلك السياسة بجانب عدد من العوامل الدولية، دورا رئيسيا في الأزمة الاقتصادية الحالية، إلا أنه من المنظور التاريخي، فإن الأمر يعود في الحقيقة إلى ذلك التقليد الذي تتبناه الدولة التركية في انتهاك قواعد السوق عندما يكون القادة السياسيون في حاجة إلى ذلك، حيث كان للمجتمع التركي، الذي يفتقر إلى وجود طبقة برجوازية قوية على النمط الأوروبي، دور في تمكين الدولة من تدمير بيئة السوق دون أي مقاومة اجتماعية كبيرة.
وأشار الكاتب التركي، إلى أن الأزمة الاقتصادية الحالية في تركيا تعكس المعضلة الكلاسيكية للدولة، حيث إنه مثلما كان الأمر في الحالات السابقة، دمرت حكومة حزب العدالة والتنمية جميع الأسس السليمة التي تقوم عليها العلاقة بين الدولة والاقتصاد، ولم تعد الدولة الخاضعة لسيطرة حزب العدالة والتنمية قادرة على الحفاظ على علاقة سوية مع الاقتصاد، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى مشكلتين رئيسيتين: التوسع المفرط لهيمنة الدولة والزيادة غير الطبيعية في الإنفاق العام.
وكانت صحيفة "زمان" التابعة للمعارضة التركية، أكدت أن أحدث إحصائيات هيئة التخطيط القومي التركية أظهرت أن تزايد حدة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها تركيا حاليا قد تسبب في وصول ثلث إجمالي السكان إلى خط الفقر، حيث إنه وفقا لهذه الإحصائية فإن نسبة 38% من إجمالي السكان هم الآن عند خط الفقر نصفهم على الأقل يعيش في مناطق الشرق والجنوب الشرقي ومنطقة البحر الأسود، كما أن متوسط دخل الفرد لهذه الفئة الأكثر فقرا في هذه المناطق الأقل نموا قد تدنى حاليا إلى ما يعادل 1ر1 دولار أميركي في اليوم الواحد، في حين أنه يحتاج إلى 5ر1 دولار يوميا كحد أدنى حتى يحيا عند خط الفقر، وإلى 3 دولارات حتى يتجاوز هذا الخط بقليل في هذه المناطق الرخيصة نسبيا، مشيرة إلى أن العاملين في مطار إسطنبول الثالث أعلنوا الإضراب عن العمل في 14 سبتمبر الجاري، اعتراضًا على ظروف العمل الصعبة وحوادث العمل المتزايدة.