الحكاية بدأت بفصل.. مدرسة حكومية «لذوى القدرات الخاصة» حلم قاب قوسين أو أدنى من الواقع
الخميس، 20 سبتمبر 2018 11:00 م
كان افتتاح أول فصل لـ«لذوي الإعاقة» في المدارس الحكومية، بمثابة، تأكيد على حق التعلم لكافة الفئات في المجتمع دون التميز بينهم، إلا أنه على مدار سنوات عانت فئة الأشخاص من ذوى الإعاقة والاحتياجات الخاصة من مشاكل كثيرة خصوصا إذا كان ذويهم غير قادرين على دفع مبالغ طائلة للمدارس المتخصصة في تنشئتهم، بينما يغيب البديل الحكومي المدعو من قبل الدولة عن تلبية مطالبهم.
ربما شكلت الحقبة الحالية نقطة التحول في حياة ذوي القدرات الخاصة، ودعمهم من قبل الحكومة في مجال التعليم، ويبقى هنا السؤال المطروح: «متى يتم استحداث مدرسة لأصحاب القدرات الخاصة من قبل الحكومة- أو وزارة التربية والتعليم-؟».
كانت وزارة التربية والتعليم أعلنت عن افتتاح الإدارة المركزية لشئون التربية الخاصة لأول فصل في جمهورية مصر العربية لمزدوجي متعددي الإعاقة بمدرسة النور للمكفوفين بحمامات القبة بالتعاون مع مؤسسة نداء للإعاقات «السمع بصرية».
وورد في بيان وزارة التربية والتعليم عدة نقاط في غاية الأهمية منها أن هذا الفضل الأول منه نوعه في الجمهورية للإعاقات المزدوجة والمتعددة، وأن التعليم فيه سيكون بشكل فردى، وسيضم الفصل (4) طلاب وسيكون مصاحبًا لهم (4) معلمين تم تدريبهم على التعامل بالنهج الصحيح.
أيضًا ورد في بيان الوزارة أن القرارات المنظمة للتربية الخاصة منذ صدورها في وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني كانت تمنع وجود إعاقتين في مدرسة واحدة مما حرم هذه الفئة من التعليم لسنوات طويلة إلا أن هذا الوضع تغير أخيرًا، كما تمت الإشارة إلى وجود جهود من أجل إنشاء مدرسة متخصصة لتلك الفئة.
وبناءً على ما سبق فإن هناك سؤال يطرح نفسه، متى نرى أول مدرسة حكومية مخصصة لذوى الاحتياجات الخاصة في مصر، تخدم أكبر قطاع من أبناء تلك الفئة خصوصا الحالات التي لا يمكن دمجها في المدارس الحكومية؟.
أشرف مرعى، رئيس المجلس القومي للإعاقة، قال إنه يشكر وزارة التربية والتعليم على هذه الخطوة التي تلبي مبدأ التعليم للجميع وتنفيذ لقانون حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة التي أقره البرلمان وأصدره رئيس الجمهورية، وهذا يدلل على أن الدولة تسير في اتجاه تمكين الأشخاص ذوى الإعاقة وهذا يضاف إلى انجازات التي قامت بها الهيئات في عام (2018). ونأمل التوسع في هذه الفصول في المحافظات بل وإنشاء مدارس أيضًا لخدمة الأشخاص من ذوى الإعاقة في الفترة القادمة.
وإجابة على تساؤل ماذا نحتاجه للتوسع في مثل هذه الفصول أو إنشاء مدارس متخصصة، يقول رئيس المجلس القومي للإعاقة: «نحتاج لتدريب كوادر من المعلمين، أو تغيير ثقافة أولياء الأمور، وتوفير الإمكانيات والمساعدات اللازمة لكل حالة، وتطبيق الأسلوب العلمي في تطوير المناهج الدراسية ووضع الامتحانات».
ولفت مرعى إلى أن الخطوة الأولى في بناءً تلك المدارس أو غير الأمور التي تخدم فئة الأشخاص من ذوى الإعاقة هي انتشار الوعي بأهمية حصولهم على حقوقهم بالنسبة للجميع، موضحًا أنه مثلا في إنشاء أول فصل لمتعددي الإعاقة قد يكون العدد قليل لكنه سيشجع باقي أولياء الأمور في المحافظات للمطالبة بإنشاء فصول ممثلة، وتعليم أبناءهم، وعلى هذا المنوال يجب أن تسير الأمور في الفترة القادمة.
على نفسه المنوال، سار النائب هاني مرجان، عضو لجنة التضامن الاجتماعي والأشخاص ذوى الإعاقة، قائلاً: «أعتقد أن إنشاء أول فصل لمتعددي الإعاقة خطوة جيدة للغاية في طريق إنشاء مدارس متخصصة تخدم الفئات التي تحتاج إلى رعاية كبيرة»، مضيفًا أن الأشخاص من ذوى الإعاقة عانوا لفترات طويلة في الحصول على فرص تعليمية جيدة.
وتعليقًا على إمكانية إنشاء مدارس حكومية مخصصة لذوى الاحتياجات الخاصة، يقول عضو لجنة التضامن الاجتماعي إنه بكل تأكيد هذه الخطوة يجب اتخاذها في وقت قريب، وألا تكون مجرد مباني إنما منظومة متكاملة سواء من ناحية التصميمات الهندسية التي تراعى طريق تعامل الأشخاص من ذوى الإعاقة، إضافة إلى ذلك تدريب الكوادر التعليمية، وتوفير الإمكانات اللازمة لقديم أفضل جودة تعليمية ممكنة