بعد شراء تايم الأمريكية.. ما سر ولع "مليارديرات" وادى السليكون بشراء الجرائد؟

الأربعاء، 19 سبتمبر 2018 08:00 ص
بعد شراء تايم الأمريكية.. ما سر ولع "مليارديرات" وادى السليكون بشراء الجرائد؟
مبنى مجلة تايم الأمريكية
كتب محمود حسن

فى خطوة مفاجئة أعلن رجل الأعمال الأمريكى مارك بينوف وزوجته شراء مجلة "تايم الأمريكية" الشهيرة بمبلغ 190 مليون دولار، وفى البيان الذى أعلن الصفقة طمأن رجل الأعمال فريق التحرير قائلا إن سياسة التحرير ستكون بيد الفريق الحالى، وأنه يؤمن بأن اسلوب المجلة الفريد فى اختيار المواضوعات يجب أن يبقى كما هو.

 

وتأتى الخطوة الحالية فى إطار نهم غير طبيعى من مليونيرات وادى السليكون لشراء الصحف والمجلات والاستحواذ عليها، كان لافتا للأنظار فى أوساط الصحفيين الأمريكيين، الين باتوا ينظرون بقلق لخطوة هؤلاء الأثرياء الذين يدفعون مبالغ طائلة لشراء الصحف والمجلات، ليس هذا فحسب بل وأيضا محاولة إفلاس بعض الصحف الأخرى.

 

فقبل عامين تعرض موقع "Gawker" إلى حملة مقاضاة من قبل نجم المصارعة الحرة الشهير "هولك هوجن"، بسبب نشرها فيديو خاص له، وطلب تعويضا ضخما يتجاوز 10 ملايين دولار، كان الغريب أن هوجان وكل فريقا مترفا من المحامين على أعلى مستوى، فى حين أن الجميع كان يعرف أنه كاد أن يعلن افلاسه وفى وضع مالى صعب، وكانت المفاجأة حين تم اكتشاف أن عضو مجلس إدارة "فيس بوك" بيتر ثيل هو من مول عملية المقاضاة بالكامل فى خطة منه لإفلاس الموقع وإغلاقه.

ويعتبر "ثيل" واحد من أهم رجال الأعمال الذين دعموا دونالد ترامب، حتى أن البعض يعتبره بمثابة عضو غير رسمى فى حملته، وكان أكبر داعم له، وإن كان "ثيل" يقول دوما إنه لا يود أن يتدخل فى السياسة التحريرية لأى صحف، وان مقاضاته لموقع "Gawker" جاءت فقط لاستيائه من القصص التى تنشرها ولا شيء آخر.

أما "كريس هوغيس" أحد مؤسسى موقع فيس بوك فبدوره، فقد اشترى جريدة "نيو ريبيبلك" ليكون واحدا من أوائل من اتخذ خطوة شراء الصحف فى وادى السليكون، ورغم وعود شبيهة كتلك التى قدمها "مارك بينوف" بعدم التدخل فى السياسة التحريرية للجريدة، إلا انه ومع الوقت تمكن بالإطاحة بكل اشكال الاستقلال التحريرى وعمل على ابعاد اشخاص لم يفضل تناولهم للأمور، او اختلف معهم.

 

ولا يتوقف الأمر على هؤلاء المليارديرات فى وادى السليكون، بل إن العديد من مليارديرات القمار والترفيه فى لاس فيغاس بدأوا بدورهم أيضا فى شراء جرائد تقييم اعمال الترفيه للسيطرة عليها، واسكاتها عن انتقاداتها،  ولعل أبرز امثلتها هو ما حدث من قبل رجل الأعمال "شيلدون أديلسون" والذى اشترى صحيفة "لاس فيجاس ريفيو" فى العام الماضى، وهى اهم صحف ولاية نيفادا على الإطلاق.

وعلى عكس "ثيل" واقرانه من مليارديرات وادى السليكون فإن مليارديرات القمار والترفيه لا يحاولون مواراة اهدافهم الرئيسية، إذ صرح أليسون عقب شرائه جريدة "لاس فيجاس ريفيو" أنه ليس خجولا من أنه قد يستخدم أموالها لخدمة السياسات التى يؤمن بها، كما أنه ليس خجولا أيضا من أن صحيفة عرفت طوال الوقت بكتابة تقييمات حيادية وذات مصداقية لن تتب اى تعليقات سيئة عن شركاته.

 

وتأتى عمليات الشراء الواسعة هذه فى الوقت الذى يشن فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حملة قوية على العديد من الصحف وشبكات الإعلام، فيما اعتبره بعض الإعلاميين انه حرب على الصحافة.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق