امرأة للإيجار.. حينما يكون رغد العيش على أجساد النساء
الإثنين، 17 سبتمبر 2018 04:00 م
18 ألف جنيه نظير صك الزواج، أو تجارة البنات، حصل عليها أب باع بنتيه إلى زوجين «كفرا بالعشير»، عبر محام يتخذ من الفتيات بالقرى والمناطق الشعبية «سلعة»، ويعتبرهن لحما رخيصا ليظفر بحفنة من الأموال عبر تزويجهن زواجا عرفيًا لمدة محدودة، ثم يطلقن ويلقين فى الشارع ويتحولن لضحايا.
تحكى سماح -اسم مستعار- بعد أن هربت ولجأت لأحد دور «المعنفات» لحمايتها، عن قصتها: «أنا وشقيقتى كنا ضحية لجشع أبويا، اللي دفع بينا للمجهول، وأقنعنا بالزواج، وهو في الحقيقة بيتاجر بينا»، تتابع: «تزوجت من مسن يبحث عن المتعة لمدة شهرين، كنت محبوسة بين جدران البيت، بيترك ليا الأموال مع حارس العقار، كانت تصرفاته شاذة يستمتع بجعلى أتألم، في كل مرة يقترب مني، يصيبنى بجروح وكدمات تقعدني بالأسبوع في السرير».
تتابع شقيقتها: حين تزوجت كنت فى الـ17 عشر من عمرى، كنت أسوء حظًا من شقيقتى، اتطلقت بعد 6 شهور، حسب اتفاق أبويا مع المحامى النصاب، الذى تقاضى عمولته وهرب، تتابع: «بقيت أدور إزاي أثبت جوازي لمدة 5 سنين، وخلال لامدة دي أبويا بيهددنا بالقتل لأننا فضحناه».
"زوجة بالإيجار" مصطلح متعارف عليه فى الأحياء الشعبية والمناطق الفقيرة، وفيها يقتات السماسرة سواء من الرجال أو النساء والمحامين، على جثث ومستقبل الفتيات الجميلات مقابل حفنة آلاف، بطريقتين الأولى، الزواج المدنى عبر عقد موثق لدى محامٍ مقابل عدد أيام معروفة، والثانية، توريد فتيات للفنادق لإقامة سهرات متعة.
وينص الدستور المصري على حرمة استغلال المرأة، في المادة 11: «تلتزم الدولة بحماية المرأة ضد كل أشكال العنف»، وتم تعريف الاتجار الجنسى على أنه الإجبار على ممارسة الجنس التجارى بالقوة والخداع والإكراه أو من خلال ممارسة السلطة والتأثير على الشخص الذى أجبر على القيام بمثل هذه الأفعال، ويزداد تورط العصابات الإجرامية فى الاتجار بالنساء لغرض الاستغلال الجنسى بسبب الأرباح المرتفعة التى تحققها هذه التجارة.
ضحية أخرى لمسلسل استغلال النساء، تدعى هالة محمد، وافقت على ذكر اسمها، قائلة: «حظي الوحش إني عيشت في بولاق الدكرور، ضمن عائلة فقيرة، لديها 8 أبناء، واجهنى والدى وأم محمد - سمسارة الشقق للسياح الأجانب فى مصر- بأنهم وجدوا لى عريس مناسب، قبل دفع 10 آلاف جنيه مهر، والشبكة اللى اختروها عبارة عن سلسلة و3 أساور وخاتم ذهبى، رغم حصولي على دبلوم، في محاولة منهم لإقناعى بالزواج والخير الذى سيعود علينا».
تابعت: «سألت أهلى ما المقابل صارحنى والدى أنه زواج مؤقت سيمضى مع العريس أسبوعين وسنأخد مقابل مالى، لما رفضت قال أبويا انتي هترحمي إخواتى من الذل والحاجة، قالى اعملى بالأكل اللي بطفحهولك بقالى سنين، وواجهتنى السمسارة إنتى خايفة من إيه دا جواز حلال فى غيرك بنات بساعدها تروح فى فنادق من غير جواز ولا غيره وبيعملوا أحلى شغل».
تضيف: «ذهبت مع أم محمد وساعدتنى أخد وسيلة لمنع الحمل، على حسب شرط العريس وبعدها ودوني بيت العريس، حيث كنت أعامل كعاهرة ليست لى حقوق وعندما أتصدى للعنف والإساءة التى طالت جسدى من زوجى، يصرح بأنه دفع فى الثمن وله الحق أن يفعل ما يشاء، وبعدها حدثت المصيبة وحملت فأخذنى والدى بالغصب لممرض، ساعدنى على الإجهاض، وانتهت قصتى مع الزواج الأول لأقدم على الزواج الثانى وأكرر نفس المأساة ولكنه فى تلك المرة خرجت بطفل أصبح مجهول الهوية إلى أن هربت وتركت تلك المعاناة وبدأت بمساعدة مؤسسة خيرية بعمل مشروع صغير.
وفقا للجهات الحقوقية فإن أشكال الاتجار الجنسى تعددت ما بين الدعارة، والزواج القسرى - زواج القاصرات- وعمليات الإجهاض المبكر وترقيع غشاء البكارة- واختطاف النساء لاستغلاهن جنسيا.