تصدر المشهد السياسي، في بريطانيا، أزمة خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، حيث مازالت توابع مفاوضات الخروج من بـ«بريكست» تتوالى على الداخل البريطاني، بل تصل في بعض الأحيان إلى التهديد بالإطاحة برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.
كانت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، قالت (الأربعاء)، إن نحو 50 نائبًا من حزب المحافظين مما يعارضون اقترحات رئيسة الوزراء تيريزا ماي الخاصة باتفاق ما بعد الخروج الاتحاد الأوروبي اجتمعوا لحبث مستقبل ماي في منصبها في الفترة المقبلة.
وشهدت الفترة الماضية ممارسة وزير الخارجية السابق بريطانيا السابق بوريس جونسون الكثير من الضغوط في الفترة الأخيرة، على تيريزا ماي وخطتها المتعلقة بالخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث سلطت صحيفة الإندبندنت البريطانيية الضوء على الانقسامات المريرة التي بدأت تظهر في صفوف حزب المحافظين البريطاني وبدأت تخرج للعلن بسبب خطة تيريزا ماي.
وفي هذا الصدد صرحت رئيسة الوزراء البريطانية المحافظة تيريزا ماى، التى تواجه تمردا داخل حزبها بشأن بريكست، الأحد أنها «مستاءة» من التكهنات حول مستقبلها السياسي.
وفى مقابلة مع قناة «بي بي سي» التلفزيونية، قبل ستة أشهر من موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أكدت «ماي» أنها تركز جهودها على التوصل إلى اتفاق للخروج من الاتحاد يجرى التفاوض حوله.
وقالت رئيسة الوزراء البريطانية التي تدافع عن الإبقاء على علاقات تجارية وثيقة مع الدول الـ27 الأعضاء فى الاتحاد: «أشعر ببعض الاستياء لكن هذا الجدل لا يتعلق بمستقبلي، هذا الجدل يتعلق بمستقبل المواطنين البريطانيين وبمستقبل المملكة المتحدة».
وأضافت ماى التى تواجه تمردا داخل حزب المحافظين لمؤيدى انفصال واضح وكامل مع الاتحاد الأوروبى: «هذا ما أركز عليه وهذا ما يجب أن نركز عليه جميعا».
وتابعت أن الأمر يتعلق: «بالتأكد من حصولنا على هذا الاتفاق الجيد من قبل الاتحاد الأوروبي، الذى يعود بالفائدة على المواطنين البريطانيين فى كل مكان فى المملكة المتحدة. هذا هو المهم بالنسبة لنا».
كانت (بى.بى.سى) نقلت عن مصدرها الذي لم تذكره بالاسم، قوله إن النواب الأعضاء فى مجموعة مناهضة للاتحاد الأوروبى فى حزب المحافظين الذى تنتمى إليه تيريزا ماى وتعرف باسم مجموعة البحوث الأوروبية التقوا الليلة الماضية وناقشوا مستقبل رئيسة الوزراء فى المنصب، وذلك في أعقاب ما سلطته الصحف البريطانية من ضوء على الانقسامات المريرة التى تدب بين صفوف حزب "المحافظين" وتحذير وزير بريكست السابق (جونسون) من أن ماى أمامها وقت حتى انعقاد مؤتمر المحافظين السنوى فى وقت لاحق من هذا الشهر، حتى تتخلى عن خطة "تشيكرز" أو أنها ستواجه "انقسام كارثى" بين صفوف الحزب.
وكانت عرضت رئيسة وزراء بريطانيا، فى يوليو خطة بالمقر الريفى المعروف باسم "تشيكرز"، تنص على خروج لندن من السوق الموحدة مع إنشاء "منطقة تبادل حر" جديدة للبضائع ومنتجات الصناعات الزراعية مع الاتحاد الأوروبى تقوم على اتفاق جمركي ومجموعة من القواعد المشتركة، إلا ان هذا المقترح لاقى معارضة شديدة، داخل حزب المحافظين، حيث أدانت مجموعة البحوث الأوروبية خطط ماى لإبقاء بريطانيا فى منطقة تجارة حرة للسلع مع الاتحاد الأوروبى بعد أن تترك التكتل فى مارس.
وقالت (بى.بى.سى) بحسب المصدر إن عددا من الحضور فى الاجتماع قدموا بالفعل خطابات لسحب الثقة من ماى، حيث تقضى لوائح حزب المحافظين بإجراء انتخابات على الزعامة فى حالة مطالبة 15% من نواب المحافظين، وعددهم 48 نائبا فى الوقت الحالى، بالتصويت على سحب الثقة.
سلطت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الضوء على الانقسامات المريرة التى تدب بين صفوف حزب "المحافظين" البريطانى وبدأت تخرج إلى العلن بسبب خطة رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماى المتعلقة ببريكست، والتى أدت إلى فوضى سياسية انتهت بانتقادات "مثيرة للاشمئزاز" من قبل وزير خارجية بعد وصفه لخطتها بأنها "سترة ناسفة".
واستنكر كبار أعضاء حزب المحافظين ما قاله وزير الخارجية السابق بعد أن قارن استراتيجية رئيسة الوزراء البريطانية بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي بـ "سترة انتحارية" التى تلتف حول بريطانيا فى الوقت الذى تمسك فيه بروكسل - عاصمة الاتحاد الأوروبى – بالمفجر.
ومع ذلك، حذر وزير بريكست السابق من أن ماى أمامها وقت حتى انعقاد مؤتمر المحافظين السنوى فى وقت لاحق من هذا الشهر، حتى تتخلى عن خطة "تشيكرز" أو أنها ستواجه "انقسام كارثى" بين صفوف الحزب.
وكانت رئيسة وزراء بريطانيا، عرضت فى يوليو خطة فى المقر الريفى المعروف باسم "تشيكرز"، نصت على خروج لندن من السوق الموحدة مع إنشاء "منطقة تبادل حر" جديدة للبضائع ومنتجات الصناعات الزراعية مع الاتحاد الأوروبى تقوم على اتفاق جمركى ومجموعة من القواعد المشتركة، لكن لاقى المقترح معارضة شديدة، سواء من حزب المحافظين أو الأحزاب الأخرى.
ومن ناحية أخرى، مارس بوريس جونسون ضغوطاً على تيريزا ماي على جبهة أخرى ، من خلال دعوة الحكومة إلى اتباع نموذج دونالد ترامب فى خفض الضرائب.