«نحن بألف خير بدونهم».. لماذا تطلب قطر التفاوض مع رباعي مكافة الإرهاب الآن؟
الجمعة، 14 سبتمبر 2018 03:00 م
على مدار عام مرّ منذ بداية مقاطعة قطر دبلوماسيًا وتجاريًا في 5 يونيو من العام الماضي (2017) من قبل الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) إثر ثبات دعمها وتمويلها للإرهاب وزعزعة الأمن والإستقرار في المنقطة، رأينا محاولات تنظيم الحمدين - حكومة قطر - إيهام الرأي العام على المستويين المحلي والعالمي بأن الدوحة لم تتأثر سلبيًا؛ بل أنها أصبحت أفضل مما قبل، وذلك من خلال الترويج بعبارة «نحن بألف خير بدونهم».
ادعاءات
ولكن واقع المواقف القطرية يؤكد على ادعاءات النظام القطري ومحاولة الكذب على شعبه؛ فكما شاهدنا مؤخرًا خلال الدورة الـ39 من مجلس حقوق الإنسان بمنظمة الأمم المتحدة، والذي عقد في جنيف خلال الأسبوع الماضي؛ مطالبة الدوحة للدول الأربع بالجلوس على طاولة التفاوض، تحت غطاء مزاعمها بإنتهاك حقوق الإنسان في إطار أزمتها الخليجية وما ترتب عليها من تضرر لعدد كبير من الأفراد والأسر.
ان انتهاك حقوق الإنسان في الأساس يُعد ملمحًا واضحًا في السياسات القطرية على مدار تاريخها، ولعل معاناة قبيلة آل غفران وآل مرة لأبرز دليل على ذلك الأمر، إلى جانب ما يُبث من تقارير حول معاناة العمالة الآسيوية الوافدة للعمل بمنشآت مونديال قطر 2022.
ومن ثم فقد أكد عدد من المراقبين والخبراء السياسيين على أن ما ذكرته قطر من رغبة في الجلوس على طاولة التفاوض بحسب وكالة الأنباء الرسمية التابعة لها، قنا، لا يمكن الوثوق فيه، خاصة في ظل التأكيد مرارًا وتكرارًا على أن حل أزمتها يبدأ من الرياض، إلى جابن احترام الوساطة الكويتية ومجهودات أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
اقرأ أيضًا: مونديال الدم والفساد والإرهاب.. قطر تنظم كأس العالم 2022 على جثث العمالة الآسيوية
نظام مراوغ
وقال المحلل السياسي والكاتب السعودي، حسن مشهور في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «حقيقة لقد شعرنا كمراقبين سياسيين بعمق الهوة التي يتردى فيها النظام القطري وتحديدًا عقب محاولته استغلال ورقة التفاوض بشأن حقوق الإنسان في سعي منه للجلوس على طاولة الحوار مع الدول الأربع، وللحق فهذا النظام المأزوم الذي قد عرف عنه منذ منتصف التسعينيات تحالفه ودعمه للتيارات الراديكالية المتطرفة والإرهابية، لا يمكن لنا أن نتوقع منه أي خير على الإطلاق يمكن أن يطال شعوب المنطقة العربية أو يصب في صالحها وصالح شعوبها، وحتى على المستوى الداخلي فهو دائم المتاجرة بمصالح شعبه وصالح دولته من أجل فقط أن يحقق أهدافه الخبيثة».
وأضاف «لعلنا نذكر ما جرى منه في حج هذا العام حين عمل بكافة الوسائل والطرق للحيلولة دون تمكين مواطنية من أداء فريضة الحج، فقط من أجل أن يتهم لاحقًا المملكة ظلمًا بالعمل على منع الحجاج القطريين من أداء مناسكهم».
وتابع «مشهور» بأن «هذا النظام المتخبط نجده تارة يردد عبر إعلامه الموجه بأنه ومواطنيه بألف خير؛ بل أنه يمضي بعيدًا ليدعي بأن المقاطعة العربية قد زادته ثبات وقوة وأدت لالتفاف مواطنيه حوله، في حين نجده تارة أخرى يرفع صوته بالشكوى مما يسميه بالحصار، وهو أمر يزودنا برؤية متشكلة مفادها أن هذا النظام المنسلخ عن كل ما هو عروبي يعيش في واقعه أزمة تخبط سياسي وأزمة أخلاقية مع جيرانه العرب وأزمة خيانة لدول الجوار الخليجي التي طالما وقفت معه ودعمته منذ تشكل مجلس التعاون الخليجي وأيضًا فيما تلى ذلك».
صوت العقل غائب في «الوجبة»
من جانبه أشار الباحث الإعلامي السعودي، منصور الخميس في سلسلة من التغريدات عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، تويتر إلى تكرر الطلب القطري هذا من خلال وسائل إعلامها، موضحًا رؤيته بأن ذلك لا فائدة منه، قائلًا: «الهدف ليس إيجاد حل لأسباب المقاطعة بل لمناقشة ما ترتب عليها، متجاهلة أن ممارستها هي السبب في ذلك.. ما ينسينا الخطأ حب الخشوم ولا يطهرك المطر عشرين عام».
وأضاف «لن يكون هناك حل للأزمة بهذه المراوغات السياسية الفاشلة والمعروفة أهدافها لأقل الناس علمًا وإدراكًا، ولن تنطلي محاولات الحمدين لخداع الشعب القطري باستغلال ما ترتب على المقاطعة لتبدو قطر بمظهر المظلوم لكسب تعاطف الشعب القطري الذي يدرك أن ما آلت إليه الأمور هو نتيجة ممارسات حكومته.. وقبل الحديث عن أي من الأمور التي ترتبت على المقاطعة ينبغي الحديث عن الأسباب التي أدت لهذه المقاطعة فسياسة القفز وتجاوز الأسباب وتغييبها عن المواطن القطري وحصر المشكلة في المقاطعة وما ترتب عليها دخل مرحلة التلقين في قطر وهي السياسة المعروفة: اكذب واستمر في الكذب حتى يصدقك الناس».
وتابع «الخميس» بأن «صوت العقل غائب في قصر الوجبة والحكمة تاهت من صانعي القرار في الدوحة، والحل واحد وطريقه واحد، وسلك مسالك متعددة ومتعرجة وطويلة للوصول إلى حل لن يفضي إلا إلى الرياض وفيها سينظر في أسباب المقاطعة أولًا وبعد ذلك سيتم النظر في تداعياتها التي ستنتهي تلقائيًا بانتفاء أسباب المقاطعة».
لغة الأعداء
وقال الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، أمجد طه: «قطر عليها أن تتصرف كدولة أولًا لأنها الآن تتصرف كتنظيم الحمدين، وإذا كانت تطالب فالكبار يأمرونك أن تطبق الشروط الـ13، وجيد أنك استخدمت طاولة التفاوض بدلًا من طاولة الحوار التي هي للأخوة أما التفاوض فهو مصطلح يستخدم بين الأعداء، فجيد أنك تعرف نفسك عدو للأمة».