بعد عقود من القضاء عليه.. لماذا يعود وباء الكوليرا مجددًا في أفريقيا والشرق الأوسط؟

الأحد، 09 سبتمبر 2018 02:00 م
بعد عقود من القضاء عليه.. لماذا يعود وباء الكوليرا مجددًا في أفريقيا والشرق الأوسط؟
الكوليرا

حالة فزع واضطراب شهدتها مصر في أواخر القرن التاسع عشر، بسبب انتشار وباء الكوليرا، الذي ظل موجودا في عدة دول بالقارة الأفريقية نتيجة ضعف الإمكانيات الطبية ، حتى  جاء الطبيب الألماني روبرت كوخ بانتداب من الحكومة المصرية وتمكن وقتها من القيام بأبحاث لمواجهة المرض.

ورغم القضاء على المرض في مصر ومواجهته في عدد من الدول الإفريقية ، بعد أن حصد أرواح مئات الآلاف، إلا أن وبعد ما يقارب القرنين يطل علينا نفس المرض من جديد في أفريقيا والشرق الأوسط وبشكل وبائي وليس مجرد حالات فردية.

اليمن

تفشى المرض باليمن بشكل واضح بعدما اشتد النزاع السياسي، وانقلب ميلشيات الحوثي على الحكومة الشرعية في صنعاء، حيث قالت منظمة الصحة العالمية إن مرض الكوليرا في اليمن انتشر بشكل وبائي ليبلغ عدد الإصابات به نحو 500 ألف حالة، مؤكدة أن هناك مليون حالة مشتبه بها مع وفاة أكثر من ألفي شخص.

الكوليرا فى اليمن

ورغم أن الحكومة الشرعية اليمنية أطلقت أكبر حملة تطعيمات ضد المرض في مايو 2017، لكن قيام ميلشيات الحوثيين باحتجاز كمية كبيرة من الأدوية في الموانئ التي تسيطر عليها الميلشيات الانقلابية كان سببًا جديدًا وراء انتشار المرض، وكانت تعز أسوأ المناطق إصابة بالمرض.

 

السودان

 

التجمعات حول مستشفى فى السودان
 

السودان

السودان هو الآخر شهد 2016 تفشى للمرض بشكل مرعب، وهو ما ظهر في تقارير الأمم المتحدة التي أكدت أن ضحايا المرض وصلوا لـ 279 حالة وفاة، مستمرًا حتى صيف 2017، وقال حسام الأمين البدوى، المسؤول فى "لجنة أطباء السودان المركزية" بحسب قناة "سكاى نيوز" إن عدد الإصابات فى 2017 وحده بلغت 22 ألف إصابة بجانب وفاة ما لا يقل عن 700 مريض، وكان انتشار المرض في 5 ولايات سودانية خاصة في المناطق التي لا تتوفر فيها مياه شرب نظيفة.

المياه الملوثة جنوب السودان
 

جنوب السودان

جنوب السودان عانت أيضًا من تفشى المرض وبشكل أسوأ بسبب الحرب الأهلية، ففي يوليو 2016 أصدرت "جوبا" تحذيرًا من انتشار الكوليرا ، ومع تفجر أعمال القتال بين قوات رئيس البلاد سلفا كير ونائبه ريك مشار، زاد عدد الإصابات إلى 17 ألف و 785 حالة في أقل من شهر بجانب وفاة 320 آخرين.

العراق

 

وشهدت العراق في أكثر من فترة انتشار وباء الكوليرا،  فبعد القضاء عليه عام 2007 عاد في 2015، وظهر بالتزامن مع الاضطرابات السياسية الأشد في تاريخ البلاد والتي تكللت بالحرب ضد داعش، حيث أعلن الأمم المتحدة والصحة العالمية في أكتوبر 2015 أنه تم تجهيز 510 ألف جرعة لقاح للوقاية من المرض بعدما بلغت الإصابات 2055 حالة مؤكدة مختبريًا، معززة تقارير أن يكون انتشار المرض سببه الانهيار الذي تعرضت له المرافق الصحية والخدمية وانقطاع مياه الشرب النظيفة .

المياه الملوثة فى العراق سبب المرض

سوريا

سوريا هى الأخرى تفشى فيها مرض الكوليرا بطريقة مقلقة، لاسيما بعدما أصبحت أرضا خصبة لانتشار الوباء، مع صعود تنظيم داعش فى العراق عام 2014، واستيلاء عناصر التنظيم على مساحات كبرى من الأراضى فى سوريا انتقل المرض، إلا أن المثير للاهتمام بحسب تقارير عالمية أن الكوليرا لم تكن فى مناطق داعش فقط بل أيضا في المناطق التى اشتعلت فيها أعمال القتال والمدن السورية المحاصرة .

أطفال سوريا يشربون المياه الملوثة

وقالت منظمة الصحة العالمية فى 2015 إن اللاجئين العراقيين والسوريين هم الأكثر عرضة للمرض، فيما أكد رئيس الجمعية الطبية الأمريكية السورية "أحمد طارقجى" إن الحالات التى تم توثيقها كانت فى حلب، مؤكدًا أن ما يزيد من صعوبة محاصرة المرض في سوريا هو حركة النزوح بسبب انتقال اللاجئين من مكان لأخر.

الجزائر

مستشفى بوفاريك
 

رغم أن الجزائر لم تعاني من حروب ولا المجاعات ، إلا أن مرض الكوليرا انتشر للمرة الأولى منذ 20 عاما، حيث أعلن معهد باستير أن منطقة "واد بني عزة" بالبليدة هو مصدر المرض بعد تحاليل قالت إن الجرثومة المسببة للمرض وجدت فى مياه الوادي، لكن تطورت الأوضاع حيث بلغ عدد الإصابات المؤكدة بالمرض، 74 شخصا بجانب انخفاض في عدد الحالات المشتبه بها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق