ترامب يبحث عن الضحية القادمة.. هل يطال اليابان جزءا من حمى فرض الرسوم الجمركية؟
السبت، 08 سبتمبر 2018 08:00 صكتبت : رانيا فزاع
يسعى الرئيس دونالد ترامب لفتح سوق جديدة مع اليابان ، بعد النزاعات التجارية المستمرة مع عدد من الحلفاء مثل الصين والاتحاد الأوروبى، وأصبحت اليابان "الهدف التجارى الواضح للرئيس الأمريكى ، وتحدث ترامب عن علاقته الجيدة مع القيادة اليابانية.
وتبقى اليابان هدف أمريكا مع احتمالية خروج المكسيك وكندا والاتحاد الأوروبى ،وقال محللون في شركة سترايفورد للاستخبارات الجيوسياسية إن اليابان يمكن أن تكون معزولة إلى حد ما عن التجارة الأمريكية .
ويقول الاقتصاديون إن اليابان هي "الهدف الواضح" لأمريكا بعد أن عاد تهديد تعريفة السيارات إلى جدول الأعمال ، ويمكن أن تكون اليابان "الهدف رقم واحد" للرئيس دونالد ترامب.
في محادثة جرت مؤخرا مع صحيفة وول ستريت جورنال ، وصف ترامب علاقاته الجيدة مع القيادة اليابانية لكنه أضاف بعد ذلك: "بالطبع سينتهي ذلك بمجرد أن أخبرهم عن المبلغ الذي يتعين عليهم دفعه".
وقال ديريك سكيسور الاقتصادي في آسيا بمعهد أمريكان إنتربرايز وهو مركز أبحاث محافظ في الولايات المتحدة مقره واشنطن "الرئيس يحب عليه اختيار المعارك التجارية" .
وأضاف أنه إذا تم توقيع اتفاقية نافتا جديدة مع كندا والمكسيك ، سيتم إعفاء هذه الدول من التحقيق الأمريكي الجاري في مجال السيارات، وبالنظر إلى أن الاتحاد الأوروبي قد حصل بالفعل على إعفاء من هذه التعريفات ، فإن ذلك سيجعل اليابان - الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في آسيا - "الهدف رقم واحد".
وعلى الرغم من أن ترامب ربما كان يبحث عن طريقة للإتجار مع اليابان ، لكنه يبحث عن طريقة أخرى ليدفعوا من خلالها الجمارك لبلاده عن طريق السيارات ، ورغم عدم اتخاذ أى إجراء من قبل أمريكا حتى الآن .
أطلقت إدارة ترامب تحقيقًا للأمن القومي في واردات السيارات والشاحنات في مايو ، بموجب القسم 232 من قانون توسيع التجارة .
وتهدد الولايات المتحدة بدفع رسوم جمركية تصل إلى 25 % على السيارات المستوردة وقطع الغيار ، إضافة إلى تعريفة جمركية بنسبة 25 في المائة على الفولاذ و 10 في المائة على الألومنيوم الذي أعلن بالفعل.
وما زالت الإدارة الأمريكية تقرر ما إذا كانت ستفرض هذه الإجراءات كجزء من جهودها لحماية شركات صناعة السيارات الأمريكية وخفض العجز التجاري،وحساب التكلفة الناتج عن اختلال التوازن التجارى اليابانى هو ثالث اكبر شريك تجارى امريكى كبير ، خلف الصين والمكسيك ، وفقا لما ذكره مكتب الاحصاء.
ويمثل العجز التجاري في السيارات وقطع الغيار 54 مليار دولار ثلاثة أرباع وبحسب خبراء يمكن أن يكون العجز التجاري سبباً في ممارسات غير عادلة ، لكن في الحالة اليابانية لم تفصح إدارة ترامب عن الخطأ الذى تفعله اليابان .
ويمثل التهديد الأمريكي للتعريفات الجمركية أداة للضغط على اليابان - التي تتعرض لضغوط من البيت الأبيض لتشكيل اتفاق تجاري ثنائي ، وتعارض طوكيو صفقة أمريكية حصرية ، وقد أعربت عن تفضيلها لاتفاق متعدد الأطراف أكثر تنوعًا.
ويبقى السؤال حول ما إذا كان ترامب يهدد سوق السيارات وقضايا أخرى من أجل التوصل إلى صفقة ، أو التسبب في صراع طويل".
وربما يسعى ترامب لفرض رسوم جمركية أكثر صعوبة على المنتجين الآسيوين،بما في ذلك تويوتا ونيسان وهوندا ، التي تمثل الولايات المتحدة سوق رئيسي لها.
و يمكن للتعريفة الجمركية أيضا أن تؤذي الاقتصاد اليابانى ، فصادرات السيارات هي أحد أهم عناصر صادرات البلاد ومع ذلك ، قال محللون في شركة ستراتفور للاستخبارات الجيوسياسية إن اليابان قد تكون معزولة إلى حد ما عن التجارة الأمريكية بسبب العديد من منشآت الإنتاج اليابانية في الولايات المتحدة.
وسيواصل المسئولون الأمريكيون واليابانيون إجراء محادثات قبل الاجتماع المرتقب بين ترامب ورئيس الوزراء الياباني شينو آبي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية سبتمبر.