تنظيم الحمدين ينتقد محاكمة «العودة».. وسياسي سعودي: المملكة تواصل الحرب على التطرف
الخميس، 06 سبتمبر 2018 08:00 م
دائمًا يعني ما يقول وتثبت الأيام مهما طال الوقت أنه صاحب مواقف جادة، فمنذ أن كان في منصب ولي ولي العهد أوضح موقفه بحزم تجاه الإرهاب ولاسيما جماعة الإخوان الإرهابية وما نتج عنها من أذرع وتيارات أبرزها ما يُسمى بـ«الصحويين».
وظهر الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، في لقاءات إعلامية مختلفة على المستويين المحلي والعالمي مؤكدًا على ضرورة مكافحة الإرهاب وتجديد الخطاب الديني، مشيرًا إلى أهمية ذلك الأمر في إطار الإصلاحات التي تشهدها المملكة العربية السعودية في إطار رؤيتها الطموحة 2030.
كما شارك في فعاليات تهتم بالشأن ذاته، إلى جانب زيارات وجولات خارجية أكد خلالها على أهمية ملف مكافحة الإرهاب، ولعل من أبرزها لقاءاته مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وما دار بينهما من مشاورات حول ضرورة وضع الولايات المتحدة الأمريكية جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب.
ولعل زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى مصر وما تضمنتها من زيارات إلى الأزهر الشريف، والكنيسة الكاتدرائية على حد سواء، في مارس الماضي وقبيل توجهه إلى بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، في جولته الخارجية ذاتها؛ جاءت مؤكدة على اهتمام ولي العهد السعودي بعملية تجديد الخطاب الديني، وضرورة نبذ العنف والتطرف والكراهية والحض على السلام الاجتماعي ومبادئ السماحة.
اقرأ أيضًا: أهل الشر 1| سلمان العودة.. الفتى المدلل لـ عرّاف قطر (بروفايل)
وشهدت السعودية بين عامي 2016 و2017 حملة موسعة من الإعتقالات والتوقيف لعدد من الشخصيات الشهيرة ما بين دعاة وشيوخ وكتاب وغيرها من الوظائف؛ والتي طالما عُرفت بإثارة الفتن والرأي العام من خلال بث الشائعات، ومن أبرزهم: عوض القرني، وسعد البريك، وعلي العمري، ومحمد الحضيف، وسلمان العودة، وإبراهيم السكران، وعبدالعزيز الطريفي، وعصام العويد، سليمان الدويش، وجمال خاشقجي، وإحسان الفقيه، ...
اقرأ أيضًا: بعد الإعلان عن رؤيتها.. السعودية تلاحق دعاة وكتاب «الفتنة»
وخلال الأيام الماضية تداولت الأذرع الإعلامية التابعة لتنظيم الحمدين - حكومة قطر - أخبار محاكمة الداعية سلمان العودة، أمام المحكمة الجزائية المتخصصة، ومطالبة النيابة العامة السعودية بإستصدار حكم بالإعدام ضده بسبب تعهم تتعلق بالإرهاب؛ منتقدة الأمر ما يُصمل تدخلًا في شؤون المملكة الداخلية بشكل ملحوظ، مع محاولة إثارة الرأي العام السعودي، وكسب التعاطف الدولي تجاه قضية المعتقلين السعوديين.
اقرأ أيضًا: «القرضاوي» و«العريفي» و«العودة».. دعاة يحذر منهم الخليجيون (فيديو)
هذا إلى جانب أنباء حول منع الداعية، محمد العريفي من الخطابة وغيرها من الأنشطة الدعوية سواء في داخل المملكة أو خارجها، ومطالبة النيابة العامة السعودية بإعدام الدكتور محمد العمري، في إطار توقيفه بحوالي 30 تهمة، تتضمن دعم الإرهاب وتكوين تنظيم سري.
ويأتي دفاع من يتبعون النظام القطري عن «العودة» ومن هم على نهجه، مؤكدًا على صحة القرارات السعودية، وخاصة في ظل ما يربط الداعية السعودي من علاقات وطيدة ببعض الشخصيات القطرية البارزة، حيث أمير قطر، تميم بن حمد ذاته، والداعية الهارب من أحكام القضاء المصري، يوسف القرضاوي. بالإضافة إلى دعم «العودة» الكبير لجماعة الإخوان الإرهابية، إلى حد ظهوره في أحد اللقاءات الإعلامية معترفًا بحبه للإخوان ونهجهم.
ويبدو أن التوافق القطري الإسرائيلي أصبح بارزًا لدرجة توافق الآراء في مثل تلك القضايا، فبجانب «الجزيرة» الذراع الإعلامي الأبرز للنظام القطري، وغيرها من وسائل الإعلام المدعومة من قطر، وعدد من اللجان الإليكترونية القطرية، خصص الصحفي الإسرائيلي، إيدي كوهين مساحة من حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، تويتر؛ لمساندة «العودة» وتبني وجهات النظر القطرية والإخوانية ذاتها.
في هذا الخصوص أكد المحلل السياسي السعودي والباحث في العلاقات الدولية، سامي بشير المرشد على نزاهة القضاء السعودي، وأنه مستقل ولا يتدخل فيه أحد وأن محاكمة «العودة» أو غيره ستأخذ مجراها، والمتهم سيحظى بكل حقوقه المشروعة في الدفاع عن نفسه، مشيرًا إلى أن الجلسة الأولى من محاكة سلمان العودة كانت مفتوحة وحضر بها أهله وأقاربه.
سامي بشير المرشد
وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «السعودية في السنوات الأخيرة أعلنت أنها لن تتساهل مع المتشددين ممن يختطفون الدين ويحاولون بشتى الوسائل ضرب اللحمة الوطنية واستغلال عواطف البسطاء من العرب والمسلمين بإثارتهم ضد حكوماتهم والطلب منهم بالقيام بالتمرد والثورات، وكل ما من شأنه ازهاق الكثير من الأرواح والمقدرات والإضرار بأمن واستقرار المنطقة، كما حدث جراء بالفعل ما سُمي بثورات الربيع العربي في عدد من دول المنطقة»، لافتًا إلى أن بجهود الدول العربية التي تتبع السياسة الوسطية تمكنت من تخريب هذه المخططات والعمل بحزم مع هؤلاء المتطرفون، مثلما فعلت مصر، وأنه في هذا السياق تأتي محاكمة «العودة» ومن هم على نهجه.
وأضاف أن «تلك المحاكمات تأتي في إطار ما أعلنت عنه السعودية سابقًا وتأكيدها على عدم التهاون مع التطرف سواء يمينًا أو يسارًا، وأنها ستعود بالمجتمع الذي تم التغرير ببعض أعضاءه إلى الإسلام الوسطي وستركز على تنمية المجتمع الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب السير بخطى ثابتة في رؤيتها 2030، وبالطبع فأمثال العودة لا يعجبهم ذلك، فهم يريدون الفوضى ودولة الخلافة الإسلامية، والتدخل في شؤون الدول الأخرى، وممارسة العمل السياسي بطرق تآمرية وغير شرعية».
وأوضح «المرشد» في سياق حديثه أن سلمان العودة بدأ ينشط كغيره من النشطاء الذين ازداد نشاطهم منذ أحداث ثورات عام 2011، وأن توجهاته كان واضح تأييدها جميعًا لجماعة الإخوان الإرهابية والمحظورة بالسعودية ومصر وغيرها من الدول العربية، لما قامت به من ممارسات وانتهاكات في حقها واستقرارها، لافتًا إلى زياراته الكثيرة منذ ذلك الحين إلى تركيا وقطر، حتى أن علاقاته من قيادة الحمدين القطرية توطدت إلى حد استغلاله وانتهاج سياسة التحريض ضد وطنه، حتى أصبح ناشطًا يستغل عباءة الدين كما هي طبيعة الإخوان، على حد تعبيره.