جرح مفتوح بسبب سياسات أوباما.. كيف وصف جون كيرى سوريا في مذكراته؟
الخميس، 06 سبتمبر 2018 10:00 ص
«جرح مفتوح خلفته إدارة باراك أوباما» هكذا وصفت مذكرات وزير الخارجية الأمريكى السابق جون كيرى «سوريا» فى مذكراته التى صدرت (الأربعاء) فى المكتبات بالولايات المتحدة، حيث تكشف الكثير من التفاصيل الخاصة بإسرائيل ودول الشرق الوسط، فضلا عن جوانب من حياته المهنية وعمله فى المنصب الدبلوماسى الأعلى بأمريكا.
وتتضمن المذكرات التى حملت عنوان (Every day is Extra) يخصص كيرى إرسال بشار الأسد، خطاب سرى لباراك أوباما،يطرح فيه مقترح للسلام مع إسرائيل.
وعرضت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، مقتطفات من مذكرات كيرى،منها قول كيرى: «سألنى الأسد ما الذى يتطلبه الدخول فى مفاوضات سلام جادة أملا فى ضمان عودة مرتفعات الجولان».
يثول كيرى إن الخطاب، أصار دهشة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، حيث أظهر فيه الأسد استعدادا لتقديم تنازلات أكثر من المفاوضات السابقة.
وتايعت المذكرات: «الرسالة كتبها الأسد قبل عام من اندلاع الحرب الأهلية فى بلادة التى كانت منخرطة مع إسرائيل فى مفاوضات بوساطة أمريكية، حتى أوائل 2011 ، دون الوصول لأى تفاهمات».
كيرى، أوضح بإنه عندما كان رئيسا للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ 2009، زار دمشق فى إطار جولة بالشرق الأوسط وعقد أول اجتماع طويل مع الأسد، قائلا "فى اجتماعنا الأول واجهته بشأن محطة للطاقة النووية السورية كانت إسرائيل قد قصفتها"، فى إشارة إلى المفاعل النووى السورى المزعوم الذى دمرته إسرائيل 2007 مشيرا إلى أن الأسد نفى ، أن يكون ما قصفته إسرائيل مفاعل نووى: "نظر الأسد فى عينى وأخبرنى أنه ليس منشأة نووية، بنفس التأثير والتنغيم اللذين قال بهما كل شىء آخر. لقد كانت كذبة غبية، غير قابلة للإثبات تماما، لكنه كذب من دون أى تردد".
ولفت كيرى فى مذكراته بإنه مارس ضغطا على الأسد بدعمه جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية، التى تصنفها واشنطن ضمن المنظمات الإرهابية، وأجاب الرئيس السورى بـ"كل شىء يجب التفاوض عليه"، ملمحًا إلى أن هذه السياسة يمكن أن تتغير نتيجة للمفاوضات مع إسرائيل.
قال كيرى "سألنى الأسد ما الذى قد يتطلبه الدخول فى مفاوضات سلام جدية، أملاً فى ضمان عودة مرتفعات الجولان التى خسرتها سوريا لإسرائيل عام 1967" ويضيف "أخبرته أنه إذا كان جادا، فعليه تقديم اقتراح خاص. سأل كيف سيبدو وشاركت أفكارى معه. وأصدر تعليمات إلى كبير مساعديه بتوجيه رسالة من الأسد إلى الرئيس أوباما ".
وتابع كيرى: طلب الأسد من أوباما دعم محادثات سلام مع إسرائيل وأشار إلى "استعداد سوريا لاتخاذ عدد من الخطوات مقابل إعادة الجولان من إسرائيل". ويقول كيرى إن الأسد الأب (حافظ الأسد) حاول إستعادة الجولان ولم ينتج لذا كان ابنه على إستعداد للقيام بالكثير فى المقابل.
وقال وزير الخارجية الأمريكى السابق إن إدارة أوباما حاولت اختبار مدى جدية الأسد فطالبته باتخاذ "إجراءات لبناء الثقة" تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل، بما فى ذلك وقف بعض شحنات الأسلحة لحزب الله. لكن الأسد فشل فى الوفاء بوعوده.
وأشار كيرى إلى أن أوباما تردد بشان توجيه ضربة عسكرية ضد الأسد، خاصة بعدما اتضح له بأنه لن يحصل على دعم ساحق من الكونجرس.
وفى جزء آخر من المذكرات وجه كيرى اتهاما لرئيس وزراء إسرائيل بتسريب وثيقة سرية تتعلق باتفاق مع حماس على وقف إطلاق النار.
وقال: أبلغته فى اتصال هاتفى "كنا فى خضم المفاوضات التى ترتكز على ما قدمته الآن أرى الأمر فى الصحافة؟ إنه أمر شائن". وأضاف "كان وقف إطلاق النار لإغراض إنسانية هو فكرتك. والآن قمت بتسريب هذه الوثيقة لجعل الأمر يبدو وكأنى أحاول تعزيز موقف حماس؟ لقد ضاع عنصر الثقة الشخصية".
وبشأن الإتفاق النووى الإيرانى قالت مذكرات كيرى "طالما حافظنا على قدرتنا لقصف إيران حال لم تلتزم". ويشير إلى أنه خلال المفاوضات وقع توتر بشأن هذا وهم وزير الخارجية الإيرانى جواد ظريف للمغادرة قائلا "هذا أمر مهين. أنت تحول تهديدى!"، ثم نظر إليه قائلا "لا تهدد إيرانى قط". وبعد برهة صمت أراد نظيرهما الروسى سيرجى لافروف كسر التوتر قائلا "أو الروسى".