فرنسا على صفيح ساخن.. غضب شعبي بعد وصف ماكرون شعبه بـ «قبائل الغال»
الأحد، 02 سبتمبر 2018 11:00 ص
أثار تصريح للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون قاله خلال زيارته الأخيرة للدنمارك، جدلًا واسعًا وغضب شديد للمواطنين، حيث وصف الشعب الفرنسي بـ "قبائل الغال" في إشارة إلى مطالبهم بالتغيير، فيما واصلت النخبة السياسية في فرنسا هجومها على الرئيس بسبب التصريحات التي وصفت إنها مستفزة.
وقال الرئيس الفرنسي أثناء زيارة رسمية للدنمارك موجهًا حديثه لمواطنيه: «إنهم قبائل بلاد الغال التى تقاوم التغيير»، الأمر الذي زاد من الغضب ضده فبجانب سياسيته التى باتت لا تعجب الغالبية، فقد ساعد التصريح المسىء لشعبه فى خسارة جديدة لشعبيته التى تتهاوى منذ الشهور الأولى من توليه الحكم.
استطلاع جديد للرأى أثبت تراجع نسبة شعبية الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون في فرنسا إلى مستوى غير مسبوق، حيث أكد وفقًا لقناة روسيا اليوم التي نقلت استطلاع نشره معهد "بى فى إيه" الفرنسى، فإن أداء ماكرون لا يعجب سوى 34% من الفرنسيين، وإن كانت هذه النتيجة أحسن بقليل منها لسلفه فرنسوا هولاند خلال نفس الفترة، والتى كانت عند 32% فقط، ولكن أظهرت مدى نزول شعبية الرئيس الفرنسي بعدما كان يتخطى في بداية حكمه 50%.
ووفقا للاستطلاع، فإن 28% فقط من الفرنسيين يعتبرون سياسات ماكرون عادلة، و27% يرونها فعالة.
وخلال زيارته لكوبنهاجن العاصمة الدنماركية كان الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون قد عبر عن إعجابه بمرونة الدنماركين فى مجالات العمل والإصلاح، وهو ما اعتبره غير ممكن فى فرنسا بسبب فوارق ثقافية، مقارنًا البلدين قائلًا: «هذا الشعب الدانماركى عاش الكثير من التحولات السنوات الأخيرة ولكنه تقبل ماحدث.. ليس تماما مثل (قبائل الغال) المقاومة للتغيير»، فى إشارة إلى مواطنى دولته الغاضبة من تلك التصريحات.
تصريحاته كانت لها ردود فعل واسعة داخل الوسط الفرنسي، فراح رئيس حزب الجمهوريين اليمينى لوران فوكييز ليشن الهجوم على ماكرون قائلًا، «ليس من المقبول سماع رئيس للجمهورية الفرنسية يصور بشكل كاريكاتورى الفرنسيين وهو فى الخارج».
ولكن ماكرون أراد أن يخفف حدة الهجوم عليه، قائلًا إزاء الجدل المثار حول تصريحاته أن الأمر لا يعدو أن يكون "دعابة"مؤكدا "حبه "لـ"قبائل بلاد الغال" فى إشارة إلى السكان الذين كانوا يعيشون فى فرنسا الحالية قبل وصول الرومان، ويفترض أنهم (الغال) أجداد الفرنسيين.
وأضاف ماكرون "إن قول الأشياء والحقيقة لا يندرج فى باب التحقير، لسنا بلدا تقوم ثقافته على التوافق والتعديل خطوة خطوة".
ودخل اليمين المتطرف الذي خسر مرشحته الانتخابات الرئاسية الأخيرة أمام ماكرون، على الخط مؤكدًا أن هذه التصريحات "متعالية "واصفًا أياها بـ"عملية إلهاء لجعل الناس تنسى الصعوبات" التى يواجهها رئيس الدولة، بحسب نيكولا باى عضو المكتب التنفيذى للتجمع القومى "الجبهة الوطنية سابقا" مشيرا خصوصا إلى استقالة وزير البيئة نيكولا هولو وقضية موظف الرئاسة ألكسندر بينالا.
من جهته، قال ، ألكسيس كوربيير النائب عن حزب "فرنسا المتمردة" اليسارى المتشدد، ان تصريحات الرئيس "مقيتة جدا لشعبه لكنها أيضا تنطوى على جهل بشأن قبائل الغال التى كانت مبدعة".