لماذا يسعى «ماكرون» لتجديد الجيش الفرنسى واستعادة المجد العسكرى؟

الأربعاء، 01 أغسطس 2018 09:00 ص
لماذا يسعى «ماكرون» لتجديد الجيش الفرنسى واستعادة المجد العسكرى؟
الجيش الفرنسى

رغم تولى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، الحكم قبل أقل من عام ونصف، إلا أنه جعل أحد أهم أهدافه وعلى رأس أولوياته تحسين قدرات الجيش الفرنسى، حيث يرى أن مستقبل أوروبا يكمن فى حماية نفسها دون انتظار دعم الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وفى هذا الإطار، أكدت مجلة نيوزويك الأمريكية، أن الرئيس الفرنسى ماكرون أكد أن الكتلة الأوروبية لم يعد بإمكانها الاعتماد على الدعم العسكرى الأمريكى لحماية أعضائها من التهديدات الخارجية، مضيفة أنه أوضح ذلك فى خطاب إعادة تدشين أجندته السياسية الاثنين الماضى، قائلا: «الأمر يتوقف علينا لضمان الأمن الأوروبى»، مشيرا إلى ضرورة عمل مراجعة شاملة للعلاقات الأمنية مع جميع الشركاء الأوروبيين بما فيهم روسيا.

 

مجلة نيوزويك الأمريكية، ترى أيضا أن ماكرون يتولى مهمة تجديد الجيش الفرنسى، لإعادته إلى وضعه التاريخى، كأحد أقوى الجيوش وأكثرها تمويلا حول العالم، موضحة أن فرنسا تحاول استعداة مجدها العسكرى، خاصة فى ظل مواجهة أوروبا لروسيا، فضلا عن التهديدات الإرهابية التى تأتى من أفريقيا والشرق الأوسط.

 

جدير بالذكر، أن رئاسة ترامب للولايات المتحدة الأمريكية تمثل تحديا كبيرا للدول الأوروبية، فبعد أن ظل الناتو موحدا وثابتا فى مواجهة تهديد الاتحاد السوفيتى، ثم روسيا الجديدة، أصبحت السياسة الخارجية الروسية أكثر ميلا للقتال خلال السنوات الأخيرة، حيث تدهورت العلاقات خاصة مع بدء تدخل روسيا عسكريا فى دول مثل جورجيا وأوكرانيا.

 

لم يكن ازدراء ترامب للتحالفات بين الدول بعيدا عن الناتو، حيث يعتقد الرئيس الأمريكى أن الدول الأوروبية لا تدفع نصيبا عادلا فى الميزانية العسكرية المشتركة، كما أنه هدد بانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من «حلف شمال الأطلنطى»، ورغم أنه تراجع وأعلن دعمه للمشاركة فى التحالف، إلا أن ذلك جعل القادة الأوروبيين يخيلون عالما سياسيا بدون دعم أمريكا.

 

أما الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، والبالغ من العمر 40 عاما، يرغب فى بناء الأساس، حيث أكد بحسب ما ذكر موقع ديفينس نيوز، أن بلاده ستستثمر 344 مليار دولار فى جيشها بين عامى 2019 و2025، ما يساعد فرنسا على تحقيق هدف الناتو بإنفاق نسبة 2% من إجمالى الناتج المحلى بالمجال العسكرى، حيث تساعد تلك الأموال على تحديث أسطول المصفحات الفرنسية، فضلا عن شراء غواصات وفرقاطات جديدة، وزيادة عدد الطائرات المقاتلة.

 

وفى هذا السياق، يقول غسان أنتونى، مدير برنامج الأمن الأوروبى فى معهد استكهولم لأبحاث السلام الدولى، إن فرنسا ستتابع التطورات العالمية فى مجال التكنولوجيا العسكرية، مؤكدا أنها قادرة على تطوير الجيل القادم من هذه القدرات، ما يعنى أن الشراكات المستقرة مع القوى العسكرية المماثلة فى التفكير ستكون مطلوبة.

 

كما توضح «نيوزويك» أن فرنسا باعتبارها من أكثر القوات العسكرية كفاءة بأوروبا، ونظرا لانشغال بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبى، فإن باريس ستكون فى قلب أى جيش أوروبى مستقبلى، حيث تعمل الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى على تطوير الشراكات الثنائية، لتحسين الدفاع الجماعى.

 

اقرأ أيضا:

ماكرون يجتمع بقادة الجيش الفرنسى بعد توجيه ضربة جوية لسوريا

وزيرة الدفاع الفرنسية: لا نسعى للمواجهة مع الروس وأبلغنا موسكو قبل ضرب سوريا

ماكرون: الجيش الفرنسي مشارك في الضربة العسكرية ضد سوريا

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة