كروان السماء ينهي حياته في شقة بالإيجار.. سر علاقة النقشبندى بمقام السيد البدوي
الثلاثاء، 28 أغسطس 2018 06:00 م
حقق الشيخ سيد النقشبندى شهرة واسعة فى مصر والعالم العربى والإسلامى بحنجرته الذهبية ومئات الابتهالات التى تجعل من يسمعها يحلق فى السماء وأشهرها "مولاى إنى ببابك"، ورغم هذه الشهرة الواسعة ظل كروان السماء الشيخ سيد النقشبندى يسكن فى شقة بالإيجار بالقرب من مسجد السيد البدوى بطنطا، ورفض أن يتركها حتى وفاته.
ووراء ارتباط الشيخ النقشبندى بهذا المكان قصة يحكيها حفيده سيد شحاتة النقشبندى قائلا:"جدى من مواليد عام 1921 بقرية دميرة التابعة لمركز طلخا بالمنصورة محافظة الدقهلية، وكان والده الشيخ محمد النقشبندى إماما وواعظا دينيا يؤم الناس ويخطب الجمعة، وبعد مولد جدى بـ4 سنوات حدث الطلاق بين والده ووالدته السيدة «قسمة»، وانتقلت الأم بابنها إلى مسقط رأسها بطهطا محافظة سوهاج، وتزوجت الشيخ الموردى الذى ربى الشيخ سيد."
جانب من حياة النقشبندي
وتابع حفيد النقشبندى فى تصريحات خاصة لصوت الأمة: "أتم جدى حفظ القرآن على يد الشيخ أحمد خليل، فى سن 10 سنوات، وأصبح للشيخ سيد إخوة من الأم والأب، ودرس بالأزهر ولكن لم يلتحق بكلية، وكان والده يعيش فى وجه بحرى، حيث انتقل إلى قرية سجين بالمنوفية، وكان الشيخ سيد يزوره دائما ويذهب معه لزيارة الأولياء الصالحين."
وكشف حفيد قيثارة السماء سر ارتباط جده بمقام السيد البدوى، قائلا : تزوج جدى من ابنة أخته، وأقام فى قلين بكفر الشيخ وأنجب كبرى بناته، وهى أمى ليلى، وبعدها سافر إلى طهطا ليعيش مع والدته، وأنجب باقى أبنائه محمد وأحمد وسعاد وفاطمة هناك ، وفى إحدى الليالى حلم برؤية السيد البدوى يقول له: «تعالى اقعد معايا ياسيد»، فأخذ أولاده وزوجته وذهب إلى طنطا، وعاش فى بيت إيجار مواجه للسيد البدوى وظل مقيما بطنطا حتى وفاته".
مقام السيد البدوي في مدينة طنطا
وأضاف: "كان وقتها ينشد فى الليالى وذاعت شهرته قبل أن يعرف الإذاعة، ووصلت هذه الشهرة إلى بعض الدول العربية، ثم ذاعت شهرته أكثر بعد اعتماده وتعاونه مع الإذاعة ، ورغم ذلك لم يفكر فى أن يترك جوار السيد البدوى".
وتابع حفيد النقشبندى قائلا: "كان أبناء الشيخ يلحون عليه بعد اعتماده فى الإذاعة أن يأخذ سكنا فى القاهرة رأفة به من مشقة السفر اليومى من وإلى طنطا ليكون قريبا من عمله، ولكنه رفض وقال لن أبتعد عن السيد البدوى، وحكى لهم أنه رأى فى المنام أنه يحاول الخروج من البيت، ولكن يمنعه جمل وقف على باب البيت ورفض خروجه، وقال له مفسرو الأحلام إن هذا الجمل ولى من الأولياء وهو السيد البدوى ويرفض أن تبتعد عنه."
وأضاف: "كان بيت الشيخ بجوار مقام السيد البدوى فى زاوية القصبى، وكان بيتا قديما من البيوت الواسعة، وبه مندرة مفتوحة باستمرار لإطعام الفقراء القادمين من كل المحافظات لسماع الشيخ،كما ساتقبل فى هذا البيت كوكب الشرق أم كلثوم عندما زارت طنطا ، وكذلك الملحن بليغ حمدى الذى بدأ التعاون بينهما فى أنشودة مولاى انى ببابك وتوالت ابداعاتهما معا".
وأوضح حفيد النقشبندى أنه قبل وفاة جده بعامين تصدع البيت الذى كان يسكن فيه، فعرض عليه المحافظ شقة من شقق المساكن الشعبية بمنطقة قحافة وسكن فيها وتوفي بعدها بعام.