بعد فتوى الشيخ كريمة.. إذا كان المنتحر ليس كافرا فلماذا لم يصل الرسول عليه؟
الثلاثاء، 28 أغسطس 2018 07:00 م
«الانتحار جريمة منكرة وكبيرة من الكبائر، وفاعله فاسق وآثم، لكن ليس بكافر أو خارج عن الملة، بإجماع الأئمة الأربعة».. هكذا تحدث أستاذ الفقه والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أحمد كريمة، ليشعل جدلا حول هذه القضية الشائكة فإذا لم يكن كافرا فلماذا لم يصل الرسول صلى الله عليه وسلم على المنتحر؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً » رواه البخاري «5442 » ومسلم « 109» .
وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات . قال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة » رواه البخاري «3276 » ومسلم « 113»
وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على المنتحر ، عقوبةً له ، وزجراً لغيره أن يفعل فعله ، وأذن للناس أن يصلوا عليه ، فيسن لأهل العلم والفضل ترك الصلاة على المنتحر تأسيّاً بالنبي صلى الله عليه وسلم .
فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال :« أُتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمَشاقص فلم يصل عليه» رواه مسلم ( 978 ) .
يذكر أن الدكتور أحمد كريمة، كان قد قال في لقاء له على احدى الفضائيات ، أن المنتحر لم ينكر معلوما من الدين بالضرورة، ولكنه أقدم على قتل نفسه، وخالف بذلك قول الله تعالى: «ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما»، وقوله: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة».
وأشار إلى قول الفقهاء، بأن المنتحر يكون عقابه وفقا للمشيئة الإلهية، وأنه قد يدخل إلى النار دون أن يخلد فيها، مضيفا أن بعض الأخبار التي تتحدث عن جزاء المنتحر تحمل على سبيل الوعيد والتهديد.
وتابع كريمة: «المنتحر فاسق وآثم وارتكب محرما، لكن لا يخرج عن الملة، وبالتالي يغسل ويكفن وتصلى عليه صلاة الجنازة ويدفن في مقابر المسلمين، وهذا إجماع أهل السنة في الأزهر الشريف».
وكانت دار الإفتاء قد قالت إن الانتحار حرامٌ شرعًا؛ لما ثبت فى كتاب الله، وسنة النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وإجماع المسلمين؛ قال الله تعالى: «وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا»، وعن ثابت بن الضحاك رضى الله عنه قال: قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» متفق عليه.
وتابعت دار الإفتاء فى فتواها : فالمنتحر واقع في كبيرة من عظائم الذنوب، إلا أنه لا يخرج بذلك عن الملَّة، بل يظل على إسلامه، ويصلَّى عليه ويغسَّل ويكفَّن ويدفن في مقابر المسلمين؛ قال شمس الدين الرملي في «نهاية المحتاج »«وغسله» أى الميت «وتكفينه والصلاة عليه» وحمله «ودفنه فروض كفاية» إجماعًا؛ للأمر به في الأخبار الصحيحة، سواء في ذلك قاتلُ نفسِهِ وغيرُه».