التحالف الأوروبي الأمريكي يتأكل .. لماذا تسعى أوروبا إلى الخروج من عباءة واشنطن؟
الخميس، 30 أغسطس 2018 06:00 ص
يبدو أن العلاقات الأوروبية الأمريكية ستشهد مرحلة جديدة من التوتر في الفترة المقبلة، على إثر تصريحات زعماء الدول الأوربية حول ضرورة الخروج من العباءة الأمريكية وعدم الاعتماد عليها كعنصر رئيسي لاستقرار أمن القارة العجوز، لاسيما بعد تصريحات كثيرة للرئيس الأمريكي هاجم فيها بشكل واضح أوروبا.
وفى خطابه أمام نحو 250 دبلوماسيا ونائبا وخبيرا في العلاقات الدولية أكد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أمس الاثنين: «أنه لم يعد بإمكان أوروبا الاعتماد على أمريكا حصرًا في أمنها فضمان أمن الأوروبيين مسئوليتنا جميعًا» طارحًا سؤال وسط الحاضرين بأنه كيف سيقوم عند لقاءه مع ترامب بفهم لحظة التحولات الكبرى التي تعيشها أمريكا والقارة العجوز.
الاتحاد الأوروبي لم يكن ينتظر الخلاف الواضح الذي وصل أحيانًا إلى العداء مع أمريكا في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم التحذيرات السابقة التي أكدت أنه يحمل سياسات مختلفة كليًا مع القارة العجوز، ولكن في الوقت الراهن بدأ الأوروبيون يقدمون على خطوات تشير إلى الانسلاخ عن أمريكا، حيث قال وزير الخارجية الألمانى هيكو ماس الشهر الماضى أنه لا يمكن الثقة بشكل مطلق في البيت الأبيض، مؤكدًا أن الأوروبيون يقدمون على خطوات برجماتية ومنها الانفتاح على روسيا والصين بل وحتى إيران والابتعاد عن أجندة واشنطن فى أفق تحقيق استقلالية القرار.
ظواهر الانقلاب الأمريكي على الحفاء الأوروبيين ظهر أكثر في الشهور القليلة الماضية، عندما سحب الرئيس الأمريكى تأييده لبيان مشترك صدر في نهاية قمة مجموعة السبع الماضية، فيما اعتزم الرئيس الفرنسى قيادة "جبهة أوروبية" أمام نظيره الأمريكى دونالد ترامب، فى خلال قمة مجموعة السبع الكبرى التي في كيبيك بكندا خلال شهر يونيو الماضى.
وما أغضب الأوروبيين مرة أخرى هي تصريحات دونالد ترامب السابقة والتي كادت أن تعصف بالعلاقات الأمريكية الأوروبية بشكل قاطع خلال القمة الأخيرة التي جمعت الرئيس الأمريكي مع نظيره الروسي عندما قال إن اللقاء مع الرئيس فلادمير بوتين أفضل بكثير من الاجتماع مع رؤساء الدول والحكومات لمنظمة الحلف الأطلسى وهو الاجتماع الذى جرى فى يونيو الماضى فى العاصمة بروكسل، ثم عاد ترامب ليصف "الاتحاد الأوروبى بالعدو التجارى للولايات المتحدة" بل ونصح رئيسة حكومة بريطانيا تريزا ماى برفع دعوى ضد الاتحاد الأوروبى فى المحاكم الدولية بسبب المفاوضات الصعبة حول البريكسيت.