كيف برر أردوغان انهيار الليرة؟.. الديكتاتور يستجدي الأتراك بالكذب
الإثنين، 27 أغسطس 2018 08:00 م
مستعيدًا تاريخًا بعيدًا لتبرير الانهيار الاقتصادي وانخفاض العملة المحلية الليرة إلى أسوء معدلاتها، ربط أردوغان مؤخرًا في خطاب أثار الضحك بين هبوط سعر الليرة وبين محاولات سابقة لغزو الأناضول، مصورًا الأزمة بأنها استهداف خارجي أراد خنق البلاد.
واستدعى الرئيس التركي في خطابه الشعبوي الأخير أمس الأحد بمناسبة الذكرى السنوية لمعركة ملاذكرد التي نشبت عام 1071، التاريخ من أجل تبرير أزماته في محاولة يرى مراقبون أنها هروب للأمام من مشاكله الداخلية والخارجية وتصوير الواقع التركي المأزوم على أنه نتاج مؤامرة دولية على بلاده.
وقال الرئيس التركي أمس مخاطبا حشدا جنوبي شرق البلاد بهذه المناسبة: "أولئك الذين يسعون لمعرفة الأسباب المؤقتة وراء المشكلات التي نواجهها، مخطئون جدا... الهجمات التي نواجهها اليوم تضرب بجذورها في التاريخ"، في إشارة على ما يبدو إلى استهداف الولايات المتحدة الأمريكية لأنقرة التي لديها خلافات مع تركيا على خلفية اعتقال القس الأمريكي واتهامه بالمشاركة في محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا العام قبل الماضي، على الرغم من أن المعركة التي استدعاها أردوغان التي يتحدث عنها قبل 900 عام.
وكثيرًا ما يتهم اردوغان الولايات المتحدة الامريكية باستهداف بلاده اقتصاديًا في اعقاب قرار تركيا باعتقال القس الأمريكي التي تتهمه السلطات بالمشاركة في الانقلاب، لكن خبراء ومراقبون قالوا أن سياسات اردوغان وتدخله في السوق النقدية وقرارات البنك المركزي هى السبب الأساسي لتدهور الاقتصاد التركي وانهيار العملة المحلية، حيث لم يكتفي بوصف الأزمة التي تواجهها العملة المحلية، بالحرب الاقتصادية بل ذهب أبعد من ذلك حين قال في 12 أغسطس الجاري بأنها "مؤامرة سياسية".
وأضاف أردوغان "لا تنسوا، الأناضول جدار، وإذا انهار هذا الجدار لن يكون هناك شرق أوسط أو أفريقيا أو آسيا الوسطى أو البلقان أو القوقاز"، في محاولة واضحة، استعانت بالجغرافيا هذه المرة، لتضخيم حجم الخطر المحدق بالجميع جراء الأزمة التركية، على حد تعبيره.
وأثار خطاب اردوغان استغراب كثيرين لاسيما وأنه استغل الذكري لربط اتصال الأزمة الاقتصادية التي يمر بها بلاده تلك الحقبة، مبتعدًا عن الواقعية في هذا الطرح حيث يصعب على أحد تصديق ارتباط ما حدث قبل 900 عام أو يزيد على ما تعيشه تركيا هذه الأيام من أزمات متعاقبة في ظل حكم أردوغان.
معركة ملاذكرد التي يستدعيه اردوغان في أزمته كانت بين الإمبراطورية البيزنطية والسلاجقة الأتراك في 26 أغسطس 1071 بالقرب من ملاذكرد (ملازغرد حاليا في محافظة موش التركية).