«غرقان في نعمه».. قديس «السوستجية» يرحل بعد «سيلفي القبر» (صور)
الإثنين، 27 أغسطس 2018 12:00 م
لم تكن الابتسامة تفارقه، ولم يمنعه مرض ولم تعيقه علة عن مساعدة زملائه، كان مؤمناً تمام الإيمان بأن المرض اللعين الذي أصابه نعمة من الله عليه كعبد من عباده عباده الذين يختارهم لاختبار صبرهم، لم يتأخر يوماً عن زيارة مريض أو التبرع والمساعدة في نقل عجوز شريد من تحت أحد الكباري إلى المستشفى أو دار إيواء، قد لا يعرفه الكثير وأنا واحد منهم إلا انه وسط مجتمع «السوستجية» - نسبة إلى الجروب الذي يضم أكثر من مليون رجل على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك- كان أشهر من النار على العلم، إنسان بدرجة فنان ملامح وجهه الطفولية التي تعلوها الابتسامة دائما يعرفها جميع أعضاء الجروب، وعندما يسأله أي من متابعيه وأصدقاء الموقع الافتراضي عن أحواله، لا يرد إلا بجملة واحدة: «غرقان في نعمه».
"محمود مطر" ربما تجده يوما في زيارة طفل مريض سرطان ليدخل عليه الفرحة، أو تجده يدعو لمساعدة زميل بالتبرع له بأكياس دم لإجراء عملية جراحية ومتابعة حالته وزيارته، مئات المنشورات انهالت حزنا على وفاة هذا الشاب، البعض عرض محادثات شخصية بينهم، والبعض كتب قصائد رثاء في وداعه بل وصل الأمر أن جروب «جت في السوستة» قام بتثبيت منشور بصورة كبيرة لمحمود مطر الفنان كما كان يطلقونه عليه حزنا على رحيله.
قبل وفاته بأيام التقط محمود صورة سيلفي له بجوار قبره، ساخراً من مرضه ومؤكداً قوته في تحطيم أسطورة المرض اللعين، بجولة بسيطة في صفحة محمود مطر الذي وافته المنية صباح أمس الإثنين بعد إجراء جراحة له في القلب، ستجده ملتقطاً صورة سيلفي مع أصدقائه مبتسماً في تحدي كبير لأوجاعه.
كان مطر محباً لفعل الخير يذكر أصدقاؤه، وكان لا يتأخر عن مساعدة الآخرين من أعضاء نشطاء التواصل الاجتماعى والتواصل معاهم في أي وقت برغم مرضه.
مات محمود مطر، ولم تذهب سيرته العطرة التي عرفناها للأسف بعد رحيله، ولكنها ستظل دافعة لدعوات لا حصر لها بالرحمة له.