شلة معصوم..
نكشف بالتفاصيل: كيف استخدام الإخوان معصوم مرزوق كواجهة مدنية.. ودور عزمي بشارة (3-5)
السبت، 25 أغسطس 2018 10:00 ميوسف أيوب
- كيف وضعت جماعة الإخوان الإرهابية تفاصيل مخطط 31 أغسطس وسلمته لمعصوم مرزوق
تحدثنا في الحلقتين السابقتين عن تفاصيل استخدام جماعة الإخوان الإرهابية للسفير السابق وعضو التيار الشعبي معصوم مرزوق، كواجهة مدنية لمخططاتهم الجديدة، بعد حرق كروتهم المدنية السابقة مثل أيمن نور، وحمدين صباحي، وحازم عبد العظيم، وغيرهم، واليوم نواصل الحديث عن دور «شلة معصوم» في تنفيذ مخططات الإخوان، التي وضعت في أنقرة داخل مكتب عزمي بشارة، العضو السابق بالكنيست الإسرائيلي، والمستشار الخاص لأمير قطر، تميم بن حمد، والمسئول عن الملف الإعلامي والسياسي لجماعة الإخوان.
بنظرة سريعة على المتهمين بالمشاركة مع جماعة إرهابية لتحقيق أهدافها، وتلقي تمويل أجنبي لتنفيذ غرض إرهابي، في القضية رقم 1305 لسنة 2018، حصر أمن دولة عليا، وهم: معصوم مرزوق، ورائد سلامة، ونرمين حسين، ويحيى القزاز، وعمرو محمد، وعبدالفتاح سعيد، وسامح سعودي، ستتأكد لنا النظرية الجديدة التي يعتمدها تنظيم الإخوان الإرهابي، بالاستعانة بوجوه جديدة وغير محروقة إعلاميًا، لتكون الواجهة الخفية للجماعة.
كما تسعى الجماعة لاختيار عناصر تنتمي ظاهريًا إلى تيارات سياسية مختلفة، من اليسار إلى الناصريين، مرورا بالحركات المسماة بالثورية، وكذا من العاملين بالمراكز الحقوقية الأجنبية والمصرية، ومن لهم علاقة بالمنظمات الخارجية بشكل عام، وهدفها باختصار عدم قصر العناصر التي تروج لشعاراتها وأهدافها في نشر الفوضى والشائعات في مصر على أعضاء الجماعة المعروفين، أو حتى على عناصر الصف الثاني والثالث، ولا حتى على الحركات المنبثقة عن الجماعة، مثل «حسم» و «لواء الثورة» وغيرهما، لأنه من السهل إيجاد المعلومات والصلات بين هذه العناصر والجماعة الأم.
أما الأعضاء في التيارات السياسية المختلفة، وأصحاب الخلفيات المهنية، والعاملون السابقون بمؤسسات الدولة، فهم المعبرون عن النخبة المصرية، الذين يمكن المتاجرة بهم، وتصوير أنشطتهم المشبوهة على أنها نضال من أجل الوطن، أو معارضة مشروعة، لكن الدولة المصرية تضيق بها وتضيّق عليها، ثم تصنع التقارير المزورة عن مطاردات الأمن لهم، ويتم إرسالها إلى الصحف الغربية المتكاسلة عن التدقيق أو التحقق من المعلومات الواردة إليها، وكذا إرسالها إلى المنظمات الحقوقية الموجهة أصلًا، والمترصدة لكل ما يجرى فى مصر.
وتدور العجلة التى تعرفونها، لنجد منظمة مثل «هيومان رايتس ووتش»، الوثيقة الصلة بدوائر الاستخبارات الغربية، تتباكى فى تقرير لها على الحريات في مصر، كما نجد صحيفة بريطانية تنشر تقريرا يعتمد على حسابات إخوانية على مواقع التواصل، تتحدث عن موجة جديدة من الاعتقالات في مصر، ثم تبدأ «الجزيرة» وقنوات الجماعة الإرهابية في تركيا إعادة بث ما تنشره الميديا الغربية، ونصب سرادق اللطم والنواح على ما يجرى للمصريين، وهكذا يستمر السيرك السياسي للإخوان وألاضيشها في استعراضات الفوضى والشائعات، بهدف واحد وحيد، ضرب الاستقرار في المجتمع المصري، ومحاولة التأثير سلبًا على عملية التنمية.
- مبادرة معصوم مرزوق تمت صياغتها في مكتب عزمي بشارة بتركيا بحضور قيادات الجماعة بهدف جمع فلول الحركات الفوضوية
اجتماعات مكثفة تمت في مكتب عزمي بشارة بأنقرة، وطبعًا عزمي بشارة هو العضو السابق بالكنيست الإسرائيلي، والمستشار الخاص لأمير قطر تميم بن حمد، والمسؤول عن الدائرة الإعلامية لجماعة الإخوان الإرهابية، ولا يمكن فصله أو التعامل معه بعيدًا عن التوصيفات الملحقة باسمه، فهو منذ غادر تل أبيب بحركة استعراضية متوجهًا إلى قطر مع بدايات الألفية الثالثة، كان موفدًا في مهمة استخباراتية جليلة بالنسبة لدولة إسرائيل، وهي التمهيد لمشروع الفوضى الخلاقة لضرب البلاد العربية بالميليشيات والحركات الثورية المسلحة، لتفتيت الدول المتماسكة، وبدء عصر الدويلات المتناحرة على أساس عرقى وديني، وبزوغ العصر الإسرائيلي التي تتحول فيه إسرائيل إلى القوة الأكبر في المنطقة العربية، والتي تحل محل الولايات المتحدة في الفوز بثرواتها والتحكم فيها.
ضم هذا الاجتماع الخطير مجموعة من قيادات التنظيم الدولى بلندن، وقيادات الجماعة بأنقرة، وكان موضوعه هو مواجهة الفشل المتكرر الذى يلاحق الجماعة، وعجزها عن إثارة الفوضى بمصر، رغم مرور البلاد بلحظات صعبة ترافقت مع إجراءات الإصلاح الاقتصادى، وتحرير الجنيه، ومعاناة فئات كثيرة من المواطنين من موجات الغلاء المصاحبة لعملية الإصلاح، وكان أهم سؤال مسيطر على الاجتماع هو: هل انتهى عصر الثورات فى مصر؟، وهل يظل المصريون صامدين ومتحملين لكل الإجراءات المرتبطة بعملية الإصلاح؟، وكيف يمكن استغلال الظروف الحالية لتعطيل عملية التنمية وإثارة الفوضى من خلال الدعوة إلى مظاهرات فى أكثر من منطقة بالقاهرة والمحافظات، مع إحياء دور ميدان التحرير من جديد فى عملية الحشد والتظاهر؟
- قيادات «الإخوان» بأنقرة حددوا ساعة الصفر للتحرك على الأرض بالدعوة إلى مظاهرة واحتشاد ثم اعتصام بميدان التحرير
كما دعا عدد من قيادات الإخوان إلى لم شمل الحركات السياسية السابقة، والسياسيين المعارضين، ورموز الأحزاب الدينية الذين التزموا الصمت، من خلال البحث عن نقطة انطلاق بموعد محدد، وتتم الدعوة فيه إلى الخروج والتظاهر في ميدان التحرير، مع تكثيف الدعاية الإعلامية لتصوير يوم التظاهر على أنه مليونية ثورية ضد النظام والمؤسسات بالدولة، كما راهن المجتمعون على أمرين، الأول نجاح المتظاهرين في الوصول إلى ميدان التحرير، والتظاهر بالأعلام، مع رفع بعض المندسين أعلام رابعة، وشعارات الإخوان، ووجود بث مباشر للجزيرة من خلال الموبايلات المجهزة، فإذا تغاضت أجهزة الأمن عن المتظاهرين يتم إعلان الاعتصام في الميدان، ودعوة رموز القوى السياسية والنشطاء وأعضاء النقابات المهنية من جماعة الإخوان إلى الانضمام للاعتصام.
أما إذا تعاملت قوات الأمن مع المظاهرات، ومنعت وصولها إلى ميدان التحرير، فسنكون أمام مشهد ثان يمكن أن تسيل فيه دماء، وأن يتم استخدامه لتدشين تحالف ثوري يضم مجموعة من القوى المعارضة، مع المطالبة باستفتاء عام على استمرار الحكم الحالي، وفى جميع الأحوال نكون أمام حدث كبير، ونجاح يحسب لجماعة الإخوان في مصر.
- مجموعة العمل بالقاهرة ضمت رائد سلامة ونرمين حسين ويحيى القزاز وعبدالفتاح سعيد وسامح سعودى تحت قيادة معصوم
وجرى الاستقرار من المجتمعين على معصوم مرزوق، ومجموعته المساعدة في القاهرة، لتتولى إعلان المبادرة، والدعوة إلى التظاهر في ميدان التحرير، وكذلك الدعوة إلى استفتاء عام، كما تم تكليف معصوم مرزوق ومساعديه الأساسيين، يحيى القزاز ورائد سلامة، بالتواصل مع جميع القوى المعارضة والسياسيين الذين يمكن أن يشاركوا في المظاهرات ليتصدروا الصفوف الأولى، على أن يكون أعضاء الجماعة في القاهرة والمحافظات هم الجمهور العريض.
الأخطر في هذا الاجتماع، أن قيادات الإخوان قررت البدء في عمليات إرهابية تسبق عملية 31 أغسطس، بحيث تبدو الدعوة للحشد والتظاهر، ثم الاستفتاء المزعوم، هي الوجه السلمى للنخبة المدنية، والبديل عن الانزلاق مرة أخرى إلى الإرهاب والعنف، لكن الله رد كيدهم في نحورهم، وأعلنت الشرطة إحباط أكثر من عملية نوعية، وضبط خلايا إرهابية في الصعيد والدلتا والقاهرة قبل تنفيذها التكليفات الإرهابية.