«انت مع مين فيهم».. قطر الحائرة بين إرضاء «أردوغان» وواشنطن
الجمعة، 24 أغسطس 2018 09:00 م
دائمًا تعكس المواقف والأفعال معادن الرجال ووجههم الحقيقي، هكذا هي المبادئ والقواعد المجتمعية المتعارف عليها. ومواقف تنظيم الحمدين - حكومة قطر - منذ بداية أزمتها في 5 يونيو من العام الماضي، تعكس بإستمرار ازدواجية واقفها، تجاه حلفاءها، وخاصة أن الظروف كثيرًا ما تدفعها إلى ضرورة اتخاذ مواقف واضحة، إلا أن النظام القطري اختار على مدار حُكمه الدوحة سياسة «مسك العصا من المنتصف».
ولعل الأزمة التركية الأخيرة لدليل بارز على ذلك، ففي الوقت الذي حاولت فيه قطر كثيرًا الاستقواء بالولايات المتحدة الأمريكية، وقاعدة العديد العسكرية الأمريكية على أراضيها في مواجهة أشقاءها ولاسيما محيطها الخليجي، اختارت تحدي واشنطن والوقوف بجانب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان أمام القرار الأمريكي تجاه تركيا، إثر استمرار أنقرة في اعتقال القس الأمريكي، أندرو برونسون، ما دفع الإدارة الأمريكية إلى إتخاذ خطوات تصعيدية لعقاب تركيا.
وخوفًا من تركيا أردوغان وما أصبح لها من قوة في الداخل القطري، بعد أن أصبحت قطر مرتعًا للقوات التركية وساحة لمنتجات تركيا، وتلويح إعلامها بالغضب من الموقف القطري الذي التزم الصمت والحياد في الأيام الأولى من الأزمة التركية الأمريكية؛ توجه أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني إلى تركيا، معلنًا عن دعمها بإستثمارات تُقدر بـ15 مليار دولار.
اقرأ أيضًا: الرهان على حصان خاسر.. لهذا السبب اختارت قطر «أردوغان» على حساب واشنطن
من جانبها لوّحت الولايات المتحدة الأمريكية بإمكانيتها إعطاء «القاضية» للنظام القطري، من خلال قناة «الحرة»، والممولة من الحكومة الأمريكية، حيما بثت من خلال إحدى برامجها الشهيرة «سام وعمار» تفاصيل الوجة الحقيقي لقطر، ودعمها لجماعة الإخوان والإرهاب بشكل عام.
وعلى الفور توجه وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في جولة خارجية، شملت الولايات المتحدة الأمريكية، التقى خلالها نظيره الأمريكي، مايك بومبيو، لبحث العلاقات الثنائية بين البليدن، فيما نفى خال تصريحات صحفية بعد اللقاء، أن تكون قطر تلعب دور الوسيط بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن الدولتان لهما أهمية بالنسبة للدوحة.
اقرأ أيضًا: «الحرة» الأمريكية تفتح النار على قطر.. وسياسي سعودي: الدوحة ستقع بشر أعمالها (فيديو)
وقال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الخليج، تيموثي لندر كينج قال بحسب «24» الإماراتي، وعبر القناة الأمريكية ذاتها (الحرة): «أعرف أن قطر حريصة على الحفاظ على العلاقات القريبة بينها وأمريكا»، نافيًا وساطة الدوحة بين واشنطن وأنقرة، فيما ألمح إلى أن الحديث بين الجانبين من المحتمل أن يشتمل تركيا.
ليبقى التساؤل حول التوجهات التي سينتهجها النظام القطري خلال الفترة المقبلة، وهل سيظل في صالح الجانب التركي، أم سيحاول الانسحاب قليلًا من موقفه الداعم لأردوغان لصالح علاقاته مع واشنطن، وخاصة أن الاقتصاد القطري لا يتحمل أي عبء جديد في ظل أزمته الحالية، أو ربما سيظل على سياسة اللعب على جميع الأوتار، والتي سرعان ما تنكشف ويكون عواقبها وخيمة!