لماذا استجاب بوتين لدعوة الملك سلمان بزيارة السعودية؟ سياسي سعودي يجيب
الجمعة، 24 أغسطس 2018 04:00 م
تحديات تشهدها المنطقة خلال الآونة الأخيرة، تحاول من خلالها بعض القوى العظمى حول العالم الاستفادة منها في التقرب إلى عدد من الدول العربية، بعد إدراكها لأهميتها في بقاء التوازن والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوجدانوف أعلن الجمعة عن العمل على تحضير زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين إلى السعودية، استجابة لدعوة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أثناء زيارته لموسكو في أكتوبر الماضي.
التعاون ضروري
ويرى المحلل السياسي السعودي والباحث في العلاقات الدولية، سامي بشير المرشد أن استجابة «بوتين» لدعوة الملك سلمان وبهذه السرعة، تُعد دليلًا على أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين، وضرورتها على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية، خاصة في هذه المرحلة الحاسمة من التاريخ، وما تشهده المنطقة العربية وحولها من أحداث جسام، على حد تعبيره.
الملف السوري
وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «على المستوى الثنائي هنالك اتفاقيات ومشاريع اقتصادية ضخمة في مجال الطاقة لاسيما المجال النفطي، كأكبر بلدين مصدرين للنفط في العالم واستمرار التنسيق والتعاون للحفاظ على استقرار الأسعار لمساعدة استقرار الاقتصاد العالمي، كما أن السعودية تعمل مع روسيا للاستفادة من خبراتها في مجال مفاعلات الطاقة النووية السلمية، إضافة إلى مجالات أوسع في التجارة بين البلدين.. أما على المستوى السياسي الإقليمي؛ فروسيا دولة كبرى ولاعب أساسي في المنطقة والعالم، وإن كانت السياسات تختلف بين البلدين في الملف السوري إلا أنهما تتفقان في ملفات أخرى مثل اليمن وغيرها مما يساعد في استقرار المنطقة ويعزز أمنها ويحافظ على مصالح الدول العربية، وحتى في الملف السوري فإن المملكة تعمل على إقناع روسيا بأن الوقت قد حان لإنهاء مأساة سوريا وانصاف الشعب السوري في تحقيق طموحاته وأمانيه التي قدم من أجلها تضحيات جسام وفي نفس الوقت تحرص موسكو على التنسيق مع المملكة في هذا الملف لأن السعودية تمثل الجانب العربي في دعم الشعب السوري والمحافظة على وحدة واستقلال الأراضي السورية من خلال الاتفاق على الحل النهائي وتطبيق قرارات وبيان جنيف الذي تصر السعودية على تنفيذه مع معظم دول العالم في هذا الشأن».
وأضاف «المرشد» أن «روسيا تعرف جيدًا أن السعودية ودول الخليج والدول العربية لن تقوم بمساعدة سوريا في إعادة اللاجئين وإعادة الإعمار قبل الاتفاق على الحل النهائي بما يحقق للشعب السوري أمنه ومستقبله، ولسوريا أمنها ووحدة أراضيها وخروج القوات والمليشيات الإيرانية جميعًا من الأراضي السورية، وأن يترك للشعب السوري تقرير مصيره بنفسه والانتقال من حكم النظام الحالي الذي لا تعترف به السعودية إلى حكم جديد بإرادة ورضى السوريين، وأعتقد أن هذا الملف سيحظى بالأولوية في المحادثات بين خادم الحرمين والرئيس الروسي».
ليبيا واليمن
وتابع السياسي السعودي بأن «اللقاء سيتضمن أيضًا الملف اليمني والطلب من روسيا بأن تساعد في إنهاءه من خلال عضويتها الدائمة في مجلس الأمن الدولي لإعادة الشرعية والأمن للشعب اليمني وإنهاء العمليات العسكرية من خلال تطبيق قرارات الأمم المتحدة، وليبيا كذلك سيتم بحث ملفها وكيف يمكن أن يساهم التنسيق بين البلدين من إنهاء الأزمة السياسية فيها».
إيران ومكافحة الإرهاب
أيضًا أشار «المرشد» إلى أن ملف التدخلات الإيرانية في الدول العربية ومكافحة الإرهاب سيكون حاضرًا كذلك في المناقشات والمفاوضات بشكل رئيسي.
وأخيرًا، قال في تصريحاته أن «زيارة الرئيس الروسي للسعودية ستكون حاسمة وتاريخية في المساعدة في حسم كثير من هذه الملفات وغيرها لإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة، والبدء بإعادة تشغيل عجلة التنمية في المنطقة والتي توقفت مع الأسف بسبب الحروب والمنازعات والإرهاب لفترة طويلة، وخاصة في بعض الدول العربية مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا».