هل تسحب روسيا البساط العسكري من أمريكا فى العراق؟
الجمعة، 24 أغسطس 2018 08:00 ص
عقب غزو الولايات المتحدة الأمريكية العراق عام 2011، فرض سيطرتها على كل مقاليد الحكم ومن ضمنها فرض السلاح الأمريكي على الجيش العراقي، وهو الأمر الذى استمر لسنوات طويلة، لتبدأ بغداد مؤخرا إعلان رفض التبعية فى التسليح، وتنويع مصادر سلاحها خاصة من روسيا، الأمر الذى لاقي أصداءً واسعة لدي موسكو، وهو ما عبر عنه مدير الهيئة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكرى التقنى دميترى شوجايف، حيث أعلن الخميس، أن موسكو ترغب بمساعدة العراق فى تنويع ترسانته العسكرية.
« إن العراق دولة مستقلة تملك قرارها فى تنويع ترسانتها العسكرية، وتوجد بيننا علاقات شراكة، إن وضع العراق صعب بحكم وجود ضغوط خارجية عليه ، إلا أننا نتمنى أن يتخذ العراقيون قرارات فى مصلحة بلادهم»، هذه كلمات دميترى شوجايف التي نقلتها قناة (السومرية نيوز) العراقية، لتؤكد مدى الاستعداد الروسي لدعم العراق عسكريا.
منذ بداية العام الجاري ابدت العراق رغبتها فى شراء منظومة "إس - 400" الصاروخية، الأمر الذى رفضته واشنطن بشدة، بحسب ما أكد رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي، حاكم الزاملي، فى حديث لموقع "الغد برس" الإخباري، مشيرا إلى أنه من حق العراق أن يمتلك أسلحة متطورة للدفاع عن أرضه وسمائه من التهديدات الجوية الخارجية.
ويرى الدكتور معتز محي عبد الحميد مدير المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية في بغداد، ضرورة تنويع مصادر تسليح والعودة إلى السلاح الروسي، الذي كان يعتمد عليه الجيش العراقي بكافة صنوفه وتشكيلاته قبل عام 2003، كاشفا عن توجه لدى القيادات العراقية في ضرورة العودة إلى الاستراتيجية العسكرية الشرقية، لأن الاستراتيجية الغربية أثبتت فشلها وأثبتت عدم قدرة بعض التشكيلات العسكرية من إدارة المعارك وفقا للاستراتيجية الأمريكية التي اعتمدت بعد العام 2003".
وكشف عبد الحميد عن عقبات التوجه نحو موسكو لتسليح العراق فى عدة نقاط أبرزها أن دول إقليمية في المنطقة لا ترغب في أن يكون العراق متمكن في المستقبل وأن يكون جبهة في مواجهة إسرائيل أو لعدوان مستقبلي من دول الجوار، إضافة لوجود توجه من بعض الدول الخليجية في أن يكون العراق تحت سيطرة الولايات المتحدة، ولهذا تعترض الولايات المتحدة الأمريكية على صفقة صواريخ أس 400 حيث أنها ترى في ضرورة أن يكون تسليح العراق مستند على اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين قبل انسحاب القوات الأمريكية.