30 مليون جنيه تنهي مأساة الغارمين والغارمات.. و 30 ألف آخرين ينتظرون الفرج
الخميس، 23 أغسطس 2018 11:00 ص
بدموع فرحة أبناءها الخمسة، الذين ما أن دخلوا عليها، حتى أسرعت نحوهم واحتضنتهم، في مشهد مؤثر، بعدما تركتهم ودخلت السجن وقضت 8 أشهر لعدم قدرتها على سداد الديون، وتم الإفراج عنها ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى «سجون بلا غارمين أوغارمات».
أم الـ 5 أولاد، ليست فقط من تتعرض لأزمة السجن بسبب الديون، فنحو 30 ألف سجينة من الغارمات، يواجهون الحكم بالسجن بسبب تعثرهن في سداد إيصالات أمانة، أي بواقع 25% من إجمالي الغارمين في مصر، بحسب ما تؤكده إحصائية حديثة لوزارة التضامن الاجتماعي.
ديون «الست رتيبة» سبب الإفراج عن غارمات مصر
كانت بداية التفكير في أزمة الغارمات في السجون، هي مشكلة «الحاجة رتيبة» السيدة العجوز التي كانت تقضي عقوبة بالسجن 23 عاما، قضت منها 11 عاما خلف القضبان، وكانت ستظل في السجن حتى عام 2037، تنفيذا لمجموع أحكام صادرة بحقها في قضايا شيكات وإيصالات أمانة بقيمة 50 ألف جنيه، لتجهيز بناتها، وتعثرها في السداد، وهو ما دعا المشير عبد الفتاح السيسي، الذي كان وقتها وزير الدفاع، إلى الاهتمام بقضية الحاجة رتيبة والغارمات، ووجه القوات المسلحة بسداد ديون 10 آلاف غارمة.
وبعد تولي الرئيس السيسي، لمنصبه الرئاسي، أطلق مبادرته الأولي «مصر بلا غارمات» في 7 فبراير 2014، ووجه باتخاذ الإجراءات اللازمة لفحص المحكوم عليهن في قضايا عدم سداد الديون.
الست رتيبه
30 ألف غارم وغارمة خلف الأسوار
لفتت الجمعيات الخيرية في تقارير لها، إلى زيادة عدد الغارمين القابعين خلف الأسوار، والذي يبلغ حالي 30 الف سجين، مما يتسبب في ضياع مستقبل الأسر وتفككها، الذي قد ينتج عنه ارتفاع نسب الطلاق وارتفاع حالات أطفال الشوارع بسبب الحكم بالسجن على الأم أو الأب، وعدم وجود عائل لهؤلاء الأطفال، وعملت مؤسسة مصر الخير، وعدد من الجمعيات الخيرية الأخرى، لمساعدة الغارمات في سداد ديونهن، وتواصلوا مع وزارة الداخلية لأخذ بيانات الغارمات وأرقام أقاربهن للاستعلام عن الحالة ومعرفة قيمة الدين وأسماء الدائنين لعمل بحث اجتماعي وقانوني والكشف عن القضايا المحبوسة على ذمتها، للتفاوض مع الدائنين وتسليمه المبلغ لإنهاء إجراءات التنازل عن القضايا المحبوس على ذمتها الغارم أو الغارمة، لوقف التنفيذ.
وأوضحت مؤسسة مصر الخير، في بيان لها أن عدد الغارمين والغارمات خلف الأسوار، ارتفع بشدة منذ عام 2010، وأن المؤسسة ساهمت في خروج حوالي 50 ألف منهم، وأنه كانت هناك خطة سنوية لدى المؤسسة لمساعدة 5 آلاف غارم وغارمة، إلا أن تزايد الأعداد تغيرت الخطة لتبلغ 10 آلاف حالة سنويا بحد أقصى 20 ألف جنيه للمبلغ الذي تسدده المؤسسة عن الغارمة.
30 مليون جنيه تكاليف مبادرة سجون بلا غارمين وغارمات
في يونيه 2018 أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، مبادرة «سجون بلا غارمين وغارمات» عبر حسابه الرسمي على موقع فيسبوك، ووجه وزارة الداخلية باتخاذ اللازم للإفراج عن كل الغارمات من السجون المصرية بعد سداد مديونياتهم من خلال «صندوق تحيا مصر» بواقع 30 مليون جنيه، كما وجه بضرورة قضاء هؤلاء المسجونين لقضاء أول أيام عيد الفطر الماضي وسط أسرهن، مشددا على سعي الدولة لإعلاء الإطار الإنساني وتنفيذ اللازم من إجراءات الحماية الاجتماعية للحد من الظواهر السلبية التي تؤثر على الاستقرار المجتمعي.
واتخذت وزارة الداخلية، كافة الإجراءات اللازمة تجاه توجيهات مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي «سجون بلا غارمين أو غارمات»، وأفرجت مصلحة السجون عن 683 غارما وغارمة، كدفعة أولى في 23 يونيو 2018، بينما أفرجت عن دفعة جديدة مؤخرا في أول أيام عيد الأضحى المبارك وصل عددها إلى 627 من الغارمين، وسط فرحة زويهم.