شهدت الفترة الماضية، غياب الحديث بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، وعلى أن الرئيس الروسي قد حاول اتسغلال الموقف، وربما كان لذلك أثره في الرئيس الأمريكي، فقد وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، البرقية إلى زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، ليس هدفها فقط توجيه تهنئة إلى بيونج يانج، بل لها رسائل سياسية أخرى من بينها محاولة من موسكو سحب البساط من أيدي الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى لإنهاء أزمتها مع كوريا الشمالية ونزع السلاح النووي.
وتتمتع روسيا وكوريا الشمالية، بعلاقات صداقة قديمة، منذ حالة التوتر والصراع التي نشبت بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية، هذا الصراع الذي استمر لعقود، واستغلته موسكو لتموين صداقات مع أعداء الولايات المتحدة الأمريكية حينها.
ورغم تأخر الرئيس الأمريكي في الرد، إلا أنه بدأ في الظهور من جديد في المشهد، عبر مسكنات الكلام، حيث قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب (الاثنين)، إنه سيلتقى «على الأرجح» بزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون مرة أخرى فيما دافع عن جهوده لإقناع بيونج يانج بالتخلى عن أسلحتها النووية.
وفي مقابلة مع رويترز، ذكر ترامب الذى عقد قمة تاريخية مع كيم في (12 يونيو) أنه يرى أن كوريا الشمالية اتخذت خطوات محددة صوب نزع السلاح النووى وذلك على الرغم من شكوك واسعة النطاق فى استعداد كيم للتخلى عن ترسانته.
وأصر ترامب على أن «الكثير من الأمور الطيبة» تحدث مع كوريا الشمالية لكنه أشار إلى أن الصين لا تقدم مساعدة مثلما كانت تفعل فى الماضى بسبب نزاعها التجارى مع الولايات المتحدة.
وقال ترامب إنه يتولى ملف كوريا الشمالية منذ ثلاثة أشهر فقط فى حين تعامل سابقوه معه لمدة 30 عاما، وأشار ترامب إلى وجود «كيمياء رائعة» بينه وبين كيم مما كان له الفضل فى تهدئة النزاع النووي.
وبسؤاله عما إذا كان اجتماع ثان مع كيم يلوح فى الأفق قال ترامب «على الأرجح سنلتقى لكننى لا أرغب فى التعليق»، ويرى منتقدون أن ترامب قدم الكثير من التنازلات لكيم بالموافقة على عقد القمة فى المقام الأول ومن ثم تعليق المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية فى حين أن بيونج يانج لم تقدم إلا القليل فى المقابل.
يذكر أنه ومع اشتعال الأزمة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، تسعى موسكو لتوجيه ضربة جديدة للولايات المتحدة الأمريكية عبر تكثيف علاقاتها مع كوريا الشمالية، وتعزيز العلاقات التجارية بينهما.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية، عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إعلانه في برقية جوابية إلى رئيس جمهورية كوريا الشمالية، كيم جونج أون، بمناسبة الذكرى الـ73 لتحرير كوريا من الحكم الياباني، أنه على استعداد للاجتماع مع كيم جونج أون في المستقبل القريب لمناقشة أهم القضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية، قائلا حسب الوكالة الروسية: أؤكد استعدادي للالتقاء بك في المستقبل القريب لمناقشة القضايا العاجلة للعلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية الهامة.
وذكرت الوكالة الروسية، أن فلاديمير بوتين، هنأ زعيم كوريا الشمالية والكوريين الشماليين على العطلة الوطنية، معربا عن تقديره البالغ لأن الزعيم الكوري الشمالي، تذكر كيف أن جنود الجيش الأحمر والكوريين قاتلوا جنبا إلى جنب ضد العدو المشترك، متابعا: أنا على يقين بأن الإجراءات المشتركة لروسيا، وكوريا الشمالية وجمهورية كوريا الجنوبية، وستكون قادرة على مواصلة تطوير التعاون ذات المنفعة المتبادلة، بدءا من تنفيذ المشاريع الثلاثية.
وأوضحت الوكالة الروسية، أنه تم الإعلان في وقت سابق، أن رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون أرسل برقية تهنئة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة الذكرى الـ 73 لتحرير كوريا من الحكم الياباني.
كانت وكالة «رويترز» الإخبارية، أكدت في وقت سابق أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تلقى خطابا من زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، حول اللقاء الذي جمع الطرفين، حيث أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي تلقى خطابا من جونج أون، لمتابعة التعهدات التي خرجت بها القمة التاريخية حول نزع السلاح النووي لشبه الجزيرة الكورية، كما نقلت الوكالة الإخبارية، عن المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، تأكيدها أن الولايات المتحدة الأمريكية ردت على رسالة زعيم كوريا الشمالية التي أرسلها إلى الرئيس الأمريكي حيث ستصل الرسالة إلى بيونج يانج قريبا، وتتعلق بالالتزامات التي أعلنت في بيان سنغافورة المشترك.