من يحمي المسؤولين عن «ابني بيتك»؟.. أزمات مستمرة منذ 8 سنوات والأهالي في جحيم

منذ إطلاق مشروع "ابني بيتك" قبل سنوات رأى كثيرون أنه خطوة مهمة لحل أزمة السكن، وتوفير فرص سكنية جيدة للأسر المقتدرة، لكن بعد سنوات من الأزمات، يبدو أن الأمر في حاجة للمراجعة.

الواضح من المشهد أن المشروع لم يكن مخططا له بشكل جيد منذ إطلاقه، وجرى الإطلاق كآلية للدعاية السياسية من النظام السابق، وهو ما يؤكده ثبات الأوضاع وتكرار الأزمات والجحيم الذي يعيشه المستفيدون وحائزو الأراضي في المشروع، بسبب مشكلات بعضها قائم ومتنامٍ منذ 8 سنوات وأكثر.

 مشروع ابنى بيتك كلف الدولة مليارات الجنيهات ولكن دن جدوى، حيث ضرب المشروع أزمات متتالية ومتعاقبة، فتارة يلجأ الأهالي للتهديد بالوقفات والاحتجاجات وتارة أخرى يلجأون للشكاوي للمسئولين، ولكن في النهاية ومع عدم التحرك لتلبية مطالبهم  لجأ الأهالى للرقابة الإدارية باعتبارها السبيل الأخير لهم لحل أزمتهم.

وأبرز ما وضع هذا المشروع في طريق الفشل هو الرؤية المستقبلية لدى المسئولين وقتها عند قيامهم بطرح هذا المشروع للشباب، حيث يعاني آلاف الأسر ليلًا نهارًا من أزمات متتالية ومستمرة، أهمها تكرار انفجار مواسير المياه داخل المنطقتين السادسة والسابعة للمشروع بمدينة 6 أكتوبر، كما أدى عدم تنفيذ النفق الذي طالب به الأهالي لسنوات عديدة، وغياب وجود خدمات حقيقية كأسواق أو وسائل نقل مستمرة إلى أن تصبح المنطقة أقرب إلى مناطق الاشباح التي يصعب السكن فيها.

ورغم ما خصصته وزارة الإسكان لمشروع ابني بيتك في كل الميزانيات لمواجهة أزمة إهماله لفترة كبيرة منذ طرح المشروع للحجز، إلا أن السكان ما زالوا يعانون من استمرار طفح الصرف الصحي بالمشروع خاصة منطقتي 6 و7، وكانت أولي الأزمات التي عانى منها أهالي ابنى بيتك، إشكالية استمرار طفح وانفجار مواسير المياه بالمنطقتين السادسة والسابعة بالمشروع.

المهندس أحمد كريم، منسق ائتلاف أبنى بيتك أكد أنهم سئموا من استمرار طفح مواسير الصرف الصحي، نتيجة لتكرارها المستمر، لافتا إلى أن هذه الظاهرة تهدد أساس المنازل بمشروع أبنى بيتك، بجانب أنها تعد إهدار للمال العام، فالمبالغ التي تم صرفها على إصلاح هذه المواسير تضاهى تنفيذ شبكة جديدة،موضحًا أن المياه بهذه المناطق يتم قطعها لعدة أيام نتيجة لأعمال الإصلاح.

وفيما يخص النفق الذي من المفترض تنفيذه لتوفير وقت وجهد على سكان المشروع، أكد أحد أهالي مشروع ابنى بيتك محمد عسل، ، أن رد الجهاز التنفيذي لمياه الشرب والصرف الصحي، كان مفاجئ بأنه ليس جهة اختصاص لتنفيذ النفق، وهو ما يؤكد تجاهل المسئولين لمطالبهم، متسائلا: لماذا تم إرسال طلبهم للجهاز التنفيذي لمياه الشرب لتنفيذ نفق، رغم أن ذلك يعد من اختصاص جهاز المدينة، مشيرًا إلى أن التكلفة المبدئية لهذا النفق تصل لـ60 مليون جنيه، مما تؤدى لإحياء المنطقة بالكامل والتخفيف من معانا هؤلاء المواطنين الذين ليس لهم أي ذنب عندما قرروا حجز قطعة أرض فى هذه المشروع.

أحمد الخولى، أحد أهالى المنطقة السابعة بمشروع ابنى بيتك، هو الآخر أكد تقديمه شكوى للأجهزة الرقابية حملت رقم 3423 لسنة 2018 ، بسبب التجاهل الذي يعانون منه، لافتا إلى أنه لا يوجد حتى الآن جدول زمني محدد للانتهاء من تنفيذ المرافق بالمنطقة السادسة والسابعة بمشروع أبنى بيتك، لإنارة الشوارع غير مكتملة حتى الآن، مضيفًا أنهم يعانون أيضا من غياب الخدمات أو تنفيذ أسواق بالمشروع لخدمة أهالى المنطقة، ولا يوجد سوى عدد 2 أتوبيس فقط ويعملان لفترة محددة بالنهار، أما بالمساء يعانى الأهالى من إيجاد وسيلة مواصلات آمنة لقضاء حاجاتهم.