صوت الأمة تكشف أسباب أزمة العناية المركزة: نقص أسرّة وخبرات مدربة
الإثنين، 20 أغسطس 2018 12:00 م
وزارة الصحة: العجز في غرفة الرعاية انخفض لـ 25% والمشكلة في النوعية وليس في المكان
الحق في الصحة: عجز التمريض سبب الازمة ولا يوجد تمريض مدرب كافي للرعايات المركزة
غرف الرعاية المركزة تحتاج الي مميزات خاصة وهذا سبب تفاوت الاسعار من مستشفي لاخر
المعاناة مستمرة، تتراوح شدتها من مريض لأخر، فالأمراض العارضة تكون أكثر ألما وشدة عن نظيرتها المزمنة وغيرها العادية، والأكثر ألما رحلة البحث عن سرير عناية مركزة. صوت الأمة خاضت رحلة البحث بين مستشفيات عدة، انتهت فيها إلى حقيقة المشكلة، بين عجز وواسطة ومحسوبية في منح الحياة للمرضى.
الجانب المسؤول والمدني له آراء حول أسباب الأزمة، البداية مع الدكتور محمد حسن خليل منسق لجنة الحق في الصحة، قال إن الأزمة في أعداد أسرة الرعايات، في المستشفيات الحكومية والقطاع العام تمتلك المستشفيات 93 ألف سرير للمرضى، فيما يمتلك القطاع الخاص 30 ألف سرير فقط.
وأوضح أنه يتم احتساب العدد الكلي لسراير المرضى على أساس نسب المواطنين الإجمالية، وإذا تم احتساب هذه النسبة يظهر الحقيقة الصادمة وهى أن لكل 1000 مواطن في مصر سرير واحد لعلاجه بالمستشفيات، ما يعد أقل من المتوسط العالمي للدول الفقيرة والتي يشترط أن يحصل كل 1000 مواطن على 2.9 سرير على الأقل.
اقرأ أيضًا.. غرفة عناية مركزة يا أولاد الحلال.. «صوت الأمة» تبحث في المستشفيات عن نجاة المرضى (1)
وأوضح خليل أن مصر تحتوي على 6500 أسرة رعاية صحية بالنسبة للقطاع العام، نصفها مغلق لعدم وجود تمريض مؤهل، وأن هناك 55% من التمريض فقط، ما يعجز عن توفير 5 ممرضات لكل 1000 مواطن حسب التقسيم العالمي، مشيرًا إلى أن منظمة الصحة في السابق كانت تعتمد استراتيجية «جبال السيراميك والرخام»، وهي أن يتم تجهيز المستشفيات بشكل فاخر في حين لا يتم الاهتمام بالعنصر البشري.
وأرجع أن المشكلة لا تقتصر فقط على قلة الأعداد، فعند البحث عن ممرضات العمليات والتخصصات الراقية في التمريض، هناك أيضًا أزمة، فهناك عجز يشمل الأطباء أيضًا، فهناك عجز بنسبة 30% عن المعدلات العالمية للأطباء، والتي تشترط توفير طبيبن على الأقل لكل 1000 مواطن، ما يثبت أن المنظومة الصحية تعاني منذ سنوات.
وبشأن مواصفات غرف الرعاية، أوضح حسن خليل أن غرف الرعاية تتطلب مواصفات خاصة، تختلف نوعيتها من مرض لأخر، وفي العموم يجب وجود مساحة كافية حول كل سرير رعاية، بالإضافة إلى وجود أجهزة مراقبة نسبة الأكسجين في الدم، ومتابعة الضغط، وإنعاش الرئة، ومخارج الأكسجين، وحوامل الأجهزة، وقرب الأجهزة الطبية بجوار السرير، فلو توقف قلب المريض بجوار الممرضة عليها متابعته بجهاز الصدمات الكهربائية كمثال.
في سياق متصل، تحدث الدكتور شريف وديع مستشار وزير الصحة للرعاية المركزة، عن مواصفات غرف الرعاية، موضحًا أن هناك فروق بين غرف وأخرى، فالرعاية ما بعد جراحات القلب والمخ تختلف عن الجلطات وغير الرعاية العادية والطوارئ، ولكن محتويات الغرفة المجهزة تكون في الأغلب واحدة بالإضافة إلى الأجهزة المتخصصة لكل نوع رعاية.
اقرأ أيضًا.. صوت الأمة تبحث عن «عناية مركزة».. لا نجاة من الموت في «معهد ناصر» وفي أحمد ماهر محجوزة بأمر الأطباء (2)
ولابد أن تحتوي عن سرير رعاية موصل بجهاز لمتابعة الضربات الحيوية للمريض مثل "الضغط والحرارة وجهاز التنفس الصناعي" والأجهزة التي تعطى الدواء عن طريق التنقيط، إلى جانب وصلات الأكسجين و متابعة ضربات القلب، مشيرًا إلى أن الأهم من تلك الأجهزة كفاءة التمريض والأطباء المتخصصين في الرعايات الحرجة.
وتتراوح نسبة العجز في الأسرة النوعيى الخاصة بالرعايات - بحسب مستشار الوزير - من 25 لـ 30 %، وبلغت نسبة الاستجابات لطلبات الرعاية المركزة 65 %، ومن ثم ووصلت في أكتوبر الماضي 66.7 % من طلبات المرضى.
وأرجع مسؤول الرعاية المركزة سبب الغلق إلى نقص الأطباء وممرضي الرعايات، وذلك لأن غرف الرعايات تحتاج إلى كوادر طبية مدربة على كفاءة عالية، لافتاً إلى أنه في الفترة الأخيرة تم إعادة تشغيل معظم الرعايات المغلقة حتى وصل عدد الأسرة لـ3500 سرير يعملون بكامل طاقتهم كمرحلة أولى.
وبشأن نقص وحدات الرعاية المتخصصة، قال مستشار الوزير إنه كان هناك نقص ملحوظ في العديد من الرعاية المتخصصة، فوحدات السموم في مصر كانت 3 وحدات جامعية، و3 آخرين بوزارة الصحة، أما الآن فلدينا 23 وحدة سموم، وكذالك وحدات الحروق لم تكن بالجودة الكافية المطلوبة، بالإضافة إلى افتتاح 52 وحدة، وكذلك رعايات المخ والأعصاب والحميات والصدر والغيبوبة الكبدية.
وأضاف مستشار وزير الصحة لشؤون والطوارئ، أن نسبة العجز بأسرة الرعايات يصل إلى 1000 سرير بنسبة تتراوح ما بين 20 حتى 25 %، وأن هناك نقص فى أسرة الرعايات المركزة للأطفال والتي تتراوح أعدادها ما بين 100 و120 رعاية، بينما احتياجتنا تتراوح ما بين 800 حتى 1000 سرير، ويتواجد لدينا 700 سرير فى رعاية الأطفال على مستوى الجمهورية.
وأن نسبة طلبات الخط الساخن "137" طوارئ وزارة الصحة 100حالة يوميًا، على مستوى القاهرة فقط، ويكون لدينا 140 سرير شاغر ولكن غير قادر على تقديم الخدمة، والسبب يرجع للنوعية المطلوبة من أسرة الرعايات، مؤكداً أن الوزارة تعمل على تحسين احتياجات النوعية وسد العجز لحل الأزمات.