تفاصيل آخر كسوة للكعبة من مصر إلى مكة.. هنا حٌملت الراية المقدسة وزفتها شوارع المحروسة
الجمعة، 17 أغسطس 2018 09:00 ص
كانت مصر تنول شرف إرسال كسوة الكبعة إلى الأراضى المقدسة لسنوات طويلة، وهو ما يعود بنا إلى الخلف من كان يشرف على نقل الكسوة.. ومن كان يحمل راية محمل آخر رحلة لكسوة الكعبة من مصر إلى مكة المكرمة؟.
الراحل الشريف يسرى بن السيد عبد المجيد بن السيد مصطفى بن السيد خليل العقبى كان آخر علمدار أو بيرقدار حمل لواء المحمل المقدس إلى مكة المكرمة، وكان من المفترض أن يرث منه ابنه السيد صاحب الـ 71 عامًا تلك المهنة، إلا أن الخلافات بين مصر والسعودية عام 1952 حالت دون ذلك وجعلت المملكة تصنع الكسوة وتتوقف مصر عن إرسالها.
السيد الشريف روى قصة والده ومهنته التي كانت تعرف بـ "علمدار" فى مصر أو البيرقدار" فى سوريا، والتي بحسبه كانت تشريف من الدولة، ووظيفة تقتصر دورها على إشراف أبناء الصحابى الجليل "عقبة بن عامر" حامل لواء الإسلام فى الفتوحات الإسلامية، لحمل كسوة الكعبة من مصر إلى الأراضي المقدسة، وهو ما كان ينطبق على بيرقدار المحمل الشامي في سوريا والذي يجب ان يكون من عائلة سيدي عقبة بن عامر، على أن تورث هذه المهنة والوظيفة إلى الأبناء الأكبر سنَا، وكان لها راتبًا رمزيًا من الدولة.
بدأت صناعة كسوة الكعبة في القاهرة بدار الكسوة بالخرنفش في عام 1233هـ، وهو حي عريق يقع عند التقاء شارع بين السورين وميدان باب الشعرية، وكان محمل الكسوة يطوف الشوارع قبل الخروج إلى الحجاز، حيث يتبعه عدد كبير من الحجاج الذين يزورون مقبرة السيدة فاطمة أخت سيدة نفيسة ، كما يزورون قبر سيدنا عمرو بن العاص الذي أوصى بدفنه في مصر.
وقال السيد الشريف ابن آخر علمداؤ أنه بعد ذلك يحمل المحمل على جمل ويطوف شوارع الفسطاط ثم يعود إلى مكان انطلاق المحمل ويبدأ الرحلة إلى الأراضى المقدسة والتى كانت تستغرق وقتا طويلا قبل أن يدخل القطار إلى مصر والبواخر، مؤكدًا أن الحجاج كانوا يتبعون المحمل فى طرق طويلة إلى الأراضى المقدسة وكان الميسورون من الحجاج يقطعون الرحلة على مطاياهم من الدواب والخيل والإبل أما الفقراء ممن كتب لهم الله زيارة بيته فكانوا يقطعونها سيرا على الأقدام، وكان الطريق مليئا بالاستراحات.
وعندما دخل القطار إلى مصر كانت تنقل الكسوة مع المؤن والمساعدات التى كانت ترسلها مصر إلى التكية فى السعودية على متن القطار، حتى تنقل إلى الباخرة وعند وصولها إلى المملكة فكانوا ينقلونها على ظهور الإبل عبر المدقات الصحراوية بين الجبال حيث كانت الطرق غير ممهدة.
وشرح العقبي وظيفة العلم دار الذي كان يشغلها والده مؤكدًا أن هو منصب شرفى لا يناله إلا إلاشراف من بنى عقبة بن عامر الچهنى رضى الله عنه..وهى وظيفة هامة فى موسم الحج فى الدولة تتبع وزارة الداخلية فى ذلك الوقت، وكان يتقاضى العلم دار من الدولة أجرا زهيدا كل شهر مقابل تلك الوظيفة الشرفية.
وأكد أن العلمدار كان يتم تدريبه على طرق التعامل تفاصيل رحلة الحج، كما كان يقود الزفة أمام جلالة الملك قبل بدء الرحلة، كما كان يتدرب لفترة طويلة على حمل الراية على ظهر الإبل، ولم يتصارع أبناء الصحابي العقبي على حمل هذه الراية في مصر أو الشام طوال الفترة الطويلة وظل المنصب
ولم ينازع أبناء الصحابى الجليل فى مصر او الشام أحدا على هذا المنصب طوال الفترة الطويلة وظل المنصب الشرفى فى عائلة اشراف بنى عقبة بن عامر رضى الله عنه الملقبون فى مصر بالعلمدار وفى سوريا بالبيرقدار، يتوارثها الابناء إلى ان تصل للسيد يسرى العقبى الذى كان من المفترض ان يرث تلك الوظيفة.