شيخ صيادي «البردويل» لـ«صوت الأمة»:
القوات المسلحة تعيد الحياة لـ«سيناء».. كيف حرمت إسرائيل الصيادين من خيرات بحيرة البردويل؟
الخميس، 16 أغسطس 2018 11:00 ممحمد الحر
قال الشيخ سالم مبارك الشهير بـ «التوني»، شيخ الصيادين الذي بدأ حياته صيادا عام (69) في بحيرة البردويل بشمال سيناء، إن بحيرة البردويل تعد من أنقى البحيرات الطبيعية على مستوى العالم، وخالية من التلوث، وتبلغ نسبة التلوث بها صفر%، نظرا لموقعها بمنطقة محمية طبيعية وتستمد مياهها مباشرة من البحر المتوسط.
وأكد الشيخ سالم التوني، الذي يعد أحد رموز ومشايخ قبيلة الأخارسة، خلال حواره لـ «صوت الأمة»، أن إسرائيل حرمت الصيادين المصريين من خير بحيرة البردويل، التي تنتج أجود الأسماك خلال فترة الاحتلال، موضحا أنها تحسنت وتضاعف إنتاجها بعد أن تولت الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية التابعة للقوات المسلحة مسئولية إدارة البحيرة بقيادة اللواء حمدين بدين رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية.
وطالب شيخ الصيادين بشمال سيناء بتوفير تأمين صحي للصيادين، ومعاش استثنائي لهم خلال فترة المنع التي تستمر (4) أشهر سنويا، من ديسمبر حتى ابريل من كل عام لكونهم لا يعملون ألا في حرفة الصيد فقط.
بداية ما هي رحلتك مع الصيد ببحيرة البردويل ومتى كان ذلك؟
بدأت عملي صياد في بحيرة البردويل، عام (1969). وقت أن كانت البحيرة تحت الاحتلال الإسرائيلي، وقد حرمنا من خيرها رغم إننا من نقوم بالصيد والإنتاج، ولكن إسرائيل كانت تصدر الأسماك ولا تمنحنا حقوقنا المادية ولا من الأسماك، وحرمتنا من ثروتنا السمكية في بحيرة البردويل، حتى تم تحرير سيناء وعادت البحيرة لتكون تحت السيادة المصرية.
وكيف كانت البحيرة تحت ولاية الهيئة العامة للثروة السمكية من بعد الاحتلال وحتى السنوات الأخيرة الماضية؟
كانت جيدة، ولكنها كانت تفتقر إلى الإمكانيات التي تتعلق بتطهير بواغيز البحيرة، التي تصل ما بينها وبين البحر وتعد ممر الأسماك من البحر للبحيرة، لجانب تذبذب نسبة الإنتاج من الأسماك وتفوق إنتاج القشريات من كابوريا وجمبري، على نسبة الأسماك البيضاء وخاصة الدنيس والبوري والقاروص والموسى.
وكيف تقيم أوضاع البحيرة بعد أن تولت إدارتها الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية التابعة للقوات المسلحة منذ عام 2015 وحتى اليوم؟
لاشك أن الشركة الوطنية للثروة السمكية، والأحياء المائية أولت كل الاهتمام ببحيرة البردويل، وقامت بأكبر عملية تطهير للبحيرة، من العوائق ورفعت ألاف الأطنان من المياه حتى استعادت البحيرة عافيتها وعادت نسبة الإنتاج لأعلى معدلاتها من أجود الأسماك، وقامت الشركة الوطنية بإنشاء مصنعين بجوار رصيف الصيد الأول للثلج، والآخر للفوم الخاص بالتغليف مما ساهم في خفض تكلفة نقلهما، وتوفيرهما بجانب الصيادين قرب رصيف البحيرة وهناك انجازات قادمة لصالح الصياد وزيادة الإنتاج.
بصفتك حاليا شيخ الصيادين ومسؤول عن جمعية 6 أكتو بر لصائدي الأسماك ما هي مشاكل الصيادين في بحيرة البردويل؟
يعاني الصيادين من عدم شمولهم بمظلة التأمين الصحي، ويطالبون بأن يكون سن المعاش 55 عاما، وليس 65 عاما، لأن الصياد صحته تتراجع بعد سن الخمسين ويكون غير قادر على العمل والكسب لعدة سنوات حتى يصل سن المعاش.
وماذا بالنسبة لارتفاع أدوات الصيد كيف يتغلب عليها الصيادين؟
بالنسبة لأدوات الصيد فهمي تمثل معاناة كبيرة بالنسبة للصيادين، وخاصة مواتير المراكب التي ارتفعت بشكل جنوني من 30 ألف إلى 50 ألف جنيه، لجانب ارتفاع أسعار الصنادل، أو المركب من ألفين جنيه إلى 12 ألف جنيه، لجانب التعريفة الجمركية، التي تم تطبيقها على الصياد، ويجب توفير كل سبل الدعم للصياد، لأنه اليوم أصبح محاط بمشاكل، وديون تثقل كاهله وتجعله يعمل بدون دخل يعينه على ظروف الحياء والأعباء المعيشية الصعبة.فترة المنع هي مدة محددة بأربعة شهور تبدأ نهاية شهر ديسمبر، حتى شهر إبريل، يمنع خلالها الصيد ببحيرة البردويل نهائيا، وهي فترة تزاوج الأسماك، ونمو ذريعة الأسماك الصغيرة، حتى تصل لحجم معقول، يمكن بعدها صيدها و استخدامها، وخلال فترة المنع يجلس الصياد بمنزله دون عمل أو أي دخل ،ما يؤثر على حياته الأسرية ويشكل معاناة كبيرة بالنسبة له.
ما هي فترة المنع ولماذا يمتنع الصياد خلالها عن الصيد وماذا يعمل خلال هذه الفترة
الصياد لا يعمل بأي حرفة غير الصيد وليس لدية ارض زراعية أو مشاريع أخرى أو وظيفة ولذلك يجب منح الصيادين راتب استثنائي لمدة أشهر خلال فترة المنع ليستطيع أن يعيش ويوفر متطلبات أسرته ومعيشته لان ما يحصل عليه من البحيرة لا يكفيه.
بعض الصيادين يخالفون شروط الصيد ويرمون عوائق بالبحيرة لجذب نوعية معينة من الأسماك ثم صيدها، ما تعليقك بصفتك شيخ الصيادين ببحيرة البردويل؟
لو وفرت سبل الرعاية والمعيشة للصياد، في بحيرة البردويل فلن يفكر في أن يخالف، ولن يتجه للصيد في مناطق مخالفة، ولكن بعضهم يفعل ذلك تحت الحاجة للحصول على إنتاج أكثر لتسديد ديونه والوفاء بمتطلباته المعيشية.
سبق وطالبت بمنع حرفة الجر لماذا؟
نعم هذا صحيح، لأن حرفة الجر مضرة، ومدمرة للأسماك لأنها تجرف معها الذريعة الصغيرة، وكل جرفة يتم سحبها من المياه، تقتل معها آلاف من ذريعة أجود الأسماك، وتم التصريح بها لمدة 5 يوما هذا الموسم ولكننا نتمنى منعها بصفة تامة.
وما هي أهم الحرف المشروعة لصيد الأسماك في بحيرة البردويل ولا تعود على الصيادين والبحيرة بأي أضرار؟
حرفة «الدبة» التي يعمل بها (1128) مركبا بنسبة (87.8%) من مجموع مراكب الصيد في البحيرة وتتخصص في صيد أسماك الدنيس والموسى والقاروص، وتعتبر حرفة الدبة من احدي طرق الصيد بالتخبط حيث تتميز الطريقة بالسلبية في الصيد أي أن الشباك تكون ثابتة في موضعها، وتنتظر الأسماك لتصطدم بها وتقع في حبائلها مستغلة في ذلك ظواهر معينة في سلوك الأسماك اليومي وهي صعودها في مجموعات كثيفة إلى سطح المياه عند حلول الظلام.